من الصحف

زعيم عربي لوليد جنبلاط: إحذر إسرائيل ولا تلعب بالنار

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"يحظى ملف أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل باهتمام ومتابعة كبيرين في أجندة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط منذ سنوات. ولا يعود الأمر إلى الأحداث الأخيرة أو عملية "طوفان الأقصى" وشن إسرائيل عدوانها وارتكاب مجازرها في غزة فحسب.

ويبقى التركيز عند جنبلاط على مسألة عدم ذوبان المجتمع الدرزي في الكيان الإسرائيلي، ورفضه انخراط الشباب في صفوف الجيش ومؤسساته والالتحاق بمخطط إسرائيل التي تتعامل مع الدروز على أساس أنهم قومية وتسلخهم عن بيئتهم الإسلامية والعربية.

لم تنقطع اتصالات المختارة بفاعليات وناشطين من الدروز في الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية للوقوف في وجه مخططات تل أبيب، ولا سيما من طرف بنيامين نتنياهو الذي نجح في نسج علاقات مع وجوه درزية اجتماعية ودينية، أبرزها الشيخ موفق طريف الذي يخوض سجالا مع جنبلاط وكل من لا يلتقي معه من فاعليات درزية ناشطة في إسرائيل، فضلا عن لبنان وسوريا.

وقد ذهب إلى القول في تسجيلات عدة أن "على كل واحد أن ينفذ ما يتلاقى مع مصلحته من دون التدخل في شؤون الآخر"، في رسالة مباشرة إلى جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان وغيرهما من أركان دروز لا يؤيدون طريف وخياراته.

والواقع أن ما يدور في البيئة الدرزية وفي أماكن انتشارها، محل ترقب في إسرائيل على المستويين السياسي والأمني. 
ودفعت ارتدادات هذا الملف بحسب معلومات "النهار" زعيما عربيا كبيرا إلى التواصل مع جنبلاط وتحذيره من ردة فعل إسرائيلية لأنه يقف في موقع المتصدي لمشروع إسرائيل حيال الدروز ويتدخل مع رموز منهم لمواجهة الاحتلال.

وخاطبه من باب النصيحة: "لا تلعب بالنار في ملعب الإسرائيليين لأنهم يعبرون عن قلقهم وعدم قبولهم بما تقوم به مع الدروز هناك".
وكان جواب جنبلاط بأنه يقوم بواجباته الوطنية والقومية والأخلاقية، ولن يحيد عن اقتناعاته "حيال موقع الدروز ومساهمتهم مع اخوانهم العرب في فلسطين في جبه المشروع الإسرائيلي رغم كل التحديات".

ومن هنا لم يأت موقف جنبلاط من فراغ في حادث #مجدل شمس في الجولان وسقوط عدد من الأطفال جراء قصف ملعب في البلدة. ولم تلق مواقفه الأخيرة المشددة على رفض الفتنة مع تحميله تل أبيب مسؤولية الاحتلال القبول عند الجانب الإسرائيلي الذي يهمه توسيع مساحة الخلافات والتباعد في البيت الدرزي. ولذلك يسارع جنبلاط، في متابعة دقيقة لأحوال دروز فلسطين، إلى عقد سلسلة لقاءات مع فاعلياتهم في عمان وقبرص أكثر من مرة.

ويوضح قيادي في التقدمي أن مواقف جنبلاط من الدروز في فلسطين تعود إلى نصرتهم وإيمانهم بقضية شعبهم، وهم جزء لا يتجزأ منها. وقد وضع هذه الثوابت كمال جنبلاط إبان تأسيسه الحزب عام 1949. وإن الحزب يتبع هذا المسار إلى اليوم من خلال تلاقيه مع الأصوات الدرزية الحرة التي تشكل الفئة الكبرى من أبناء الطائفة العربية والإسلامية. وإذا خرجت أصوات تتعاون مع الإسرائيلي فهي لا تعبر عن حقيقة وجدان هذا المكون العربي. ولا يخفى هنا أن إسرائيل تمارس ضغوطا على الدروز والعرب البدو للانخراط في الجيش والمؤسسات الإسرائيلية، وتقدم سيلا من الإغراءات الوظيفية والمالية لهم في محاولات تشارك فيها كل الماكينة الإسرائيلية بدءا من نتنياهو الذي يغازل الدروز وفي مقدمهم الشيخ طريف ويقدم له الخدمات التي يطلبها.

وجنبلاط ليس وحيدا في دوره، وإن كان يشكل رأس الحربة في هذه المواجهة، بل يشاركه الوزيران السابقان أرسلان ووئام وهاب في المواقف نفسها.
وسبق لأرسلان أن التقى بدوره فاعليات درزية في عاصمة أوروبية قبل سنوات، حضرت من إسرائيل وكان التشديد معها على منع الانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي لأن المصير واحد شأن كل الفلسطينيين. والتقى وفودا في دمشق للهدف نفسه، في حضور مشايخ وفاعليات من السويداء.

ورغم كل هذه الجهود الدرزية اللبنانية، تبرز أصوات تقول إن الدروز يعيشون في فضاء "دولة إسرائيل" ومن حقهم أن ينخرطوا في صفوفها والتأقلم مع سياساتها. ولا يتوقف دور فاعليات الدرزية على إدارة شؤونهم مع الإسرائيلي وعدم التلاقي مع رؤية جنبلاط، بل يجرون اتصالات تحت عنوان العلاقات الاجتماعية مع دروز في لبنان وسوريا ويمدّون عائلات بمساعدات مالية من دون أي ضجيج إعلامي. وتقوم أدوات درزية فلسطينية بمهاجمة جنبلاط وأرسلان وكل من يقترب من "خيارات المقاومة".

وثمة مواقع وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء درزية في جبل لبنان تبين أن مصدرها عكا، تحركها أصابع استخبارات إسرائيلية.
ويرد قيادي في التقدمي على كل ما يحصل حيال هذا الموضوع والأسئلة التي توجه إلى جنبلاط من نوع: لماذا يأخذ هذه الخيارات حيال دروز فلسطين ويقف إلى جانب "#حزب الله"؟ بسؤال: "لماذا لا يكون جنبلاط مع هذا الخيار، فيساند شقيقه اللبناني ويحمي كل الدروز ويحصن الموقف الفلسطيني؟ هذا ابن كمال جنبلاط".