النازحون: ميقاتي "يرميها" على الإليزيه ومعراب تُطلق معركة إعادتهم
ماكرون يُحذّر لبنان من ردٍّ إسرائيلي والجيش يحظى بدعم غربي كبير
الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"حذّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من خطر عمل عسكري إسرائيلي وشيك ضد لبنان. وأمضى ماكرون ثلاث ساعات مع ميقاتي، بينها خلوة استمرت ساعة. ثم انضم اليهما قائد الجيش العماد جوزاف عون لمتابعة شتى جوانب الملف اللبناني. وتصدّر المحادثات بين الجانبين موضوع دعم الجيش اللبناني.
وليلاً أصدر قصر الإليزيه بياناً، أكد فيه ماكرون لميقاتي «التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنّب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل». وأضاف أنّ الرئيس الفرنسي الذي التقى أيضاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون «أكد عزمه على مواصلة تقديم الدعم الضروري للقوات المسلحة اللبنانية» .
وأتى تحذير ماكرون من خطر هجوم إسرائيلي كبير على لبنان بعد أيام من نشر تقرير لـ «فرانس برس»، جاء فيه أنّ «الخيار الأكثر واقعية» هو «حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل ضد «حزب الله» في لبنان». وزاد ماكرون على هذا التقرير، حسب المعلومات الديبلوماسية، قوله لميقاتي إنّ وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي نتيجة قصف «الحزب» موقع عرب العرامشة في الجليل الغربي سيؤدي الى ردٍّ إسرائيلي. ونبّه من أنّ اسرائيل لن تعامل لبنان أفضل مما تعامل به حالياً قطاع غزة. لذلك، كثفت باريس اتصالاتها بواشنطن كي تساهم في الضغط على تل ابيب لمنعها من مهاجمة لبنان. وفي الوقت نفسه طلب الجانب الفرنسي من ميقاتي أن يتواصل مع «حزب الله» طالباً منه «الانضباط «.
وفي ما يتعلق بدعم الجيش اللبناني، أشارت المعلومات الى أنّ فرنسا قررت زيادة مساعداتها للمؤسسة العسكرية بما في ذلك الدعم اللوجيستي، فضلاً عن أنّ الاتحاد الأوروبي قرر زيادة مساعداته للجيش من ضمن مساعدات اقتصادية سخيّة لملف النازحين .
وفي موضوع النازحين السوريين، تفيد المعلومات أنّ الملف استحوذ على لقاءات باريس، علماً أنّ إدراج بند لبنان في جدول أعمال قادة الإتحاد الأوروبي لم يكن ليحصل لولا ضغط إيطاليا التي اطّلعت رئيسة حكومتها جورجيا ميلوني على تفاصيل هذا الملف في زيارتها الأخيرة للبنان. كما أنّ الوعود التي اطلقتها الإدارة الفرنسية لمساعدة لبنان في الحصول على مساعدات من الاتحاد الأوروبي، تفتقد إلى آلية تنفيذية.
وفي تصريحه بعد الاجتماع قارب ميقاتي ملف النازحين من زاوية «المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حل هذه المعضلة التي ستنسحب تداعياتها على أوروبا». كما تمنى على ماكرون القيام بعمل مماثل.
في المقابل، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في معراب أنّ» النزوح السوري يشكّل خطراً وجودياً على لبنان». وذكّر بأنّ لبنان هو بلد عبور وليس بلد لجوء، وشدّد على أنّ «كثيراً من المسؤولين في الدولة اللبنانية نسوا أنهم مسؤولون، و»الله ستر» أنّ أي طرف إقليمي لم ينتبه لتسليح النازحين السوريين الذين يشكلون بعددهم ما يزيد على عديد القوى الأمنية كلها، وعندها ماذا نفعل؟».
على صعيد متصل، أعلن قادة الاتحاد الأوروبي امس خلال قمة في بروكسل «أنّ الاتحاد جاهز للعمل مع كل الأفرقاء لتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة، وتحديداً في لبنان». وفي بيان، دعا الاتحاد الأطراف كافة لالتزام تطبيق قرار مجلس الأمن 1701. وأضاف البيان: «يبقى الاتحاد الأوروبي ملتزماً استقرار لبنان، وذلك من خلال دعم تطبيق الإصلاحات الضرورية، وتعزيز دعمه للجيش». وكرّر الاتحاد موقفه السابق لجهة «الحاجة الى تأمين العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين السوريين، على النحو المحدّد من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان».
من جانبها، أعربت الحكومة الإيطالية أمس، عن «ارتياحها لنتائج نقاش المجلس الأوروبي في شأن لبنان، وهو موضوع أضيف إلى جدول أعمال المبادرة الإيطالية لتقييم المبادرات الإضافية التي يمكن أن ينفذها الاتحاد الأوروبي لصالح استقرار البلاد» .
وأشارت الى أنّ «رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قد التزموا بالفعل مواصلة دعم الجهات الأكثر ضعفاً في لبنان، بمن فيهم اللاجئون، النازحون والمجتمعات المضيفة لهم، والتي تواجه صعوبات جمّة» .