مخاوف جدّية لدى أميركا وفرنسا من ضربة اسرائيلية عنيفة للبنان
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"تشهدُ الساحة اللبنانية زحمة موفدين عرب وغربيين، لكن الأمور تدور في حلقة مفرغة أكان على خط #الاستحقاق الرئاسي أم التمديد لقائد الجيش #العماد جوزف عون، وصولاً إلى الأمر المستجد والأبرز وهو #القرار 1701 الذي طغى على ما عداه وبات الشغل الشاغل الذي أثاره الموفد الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته الأخيرة لبيروت، وبالتالي قدّمه على مسألة الاستحقاق الرئاسي والتمديد لقائد الجيش، نظراً إلى معلوماتٍ فرنسية تشي بأن إسرائيل، لتحافظ على أمن واستقرار مستوطناتها إذا بقيت الجبهة الجنوبية مشتعلة و"#حزب الله" على مسافة قريبة منها، قد تقوم باجتياح برّي حتى خط الليطاني لتعيد تجربة عام 1978 ما قد يُؤدي أيضاً إلى عملياتٍ وغاراتٍ جوّية تستهدف منشآت مدنية وحيوية، ما دفع إلى تحريك الديبلوماسية الأميركية والفرنسية باتجاه تل أبيب لتجنّب أيّ مغامرة غير محسوبة النتائج إذ من شأنها أن تُسبب حرباً لا حدود لها.
توازياً، تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن المعلومات الموثوقة تُؤكد أن الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي آموس #هوكشتاين لإسرائيل، كانت بناءً على ما تملكه واشنطن من معلومات استخباراتية، أي إن إسرائيل ستقصف العمق اللبناني وربما تستعد لاجتياح بري بعدما تعرّضت لقصف صاروخي طاول عمقها خصوصاً أن كتائب القسام موجودة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إضافةً إلى وجود أكثر من فصيل عسكري فضلاً عن "حزب الله"، الذي يُعدّ القوة الضاربة في مواجهة إسرائيل، ما دفع بهوكشتاين الى الطلب من إسرائيل من خلال رسالة حملها من الرئيس جو بايدن، عدم القيام بأي عمل عسكري براً أو جواً ضد لبنان على أن يُعالج موضوع القرار 1701 من ناحية الالتزام به وفق ضمانات سيواكبها ويتابعها هوكشتاين في وقت ليس ببعيد. وعلى هذه الخلفية عُلم أنه ليس مستبعداً أن يعود إلى بيروت من أجل متابعة موضوع تنفيذ هذا القرار ومن ثم الحديث عن الترسيم البري، وربما البحث في ملف منطقة شبعا المتنازع عليها.
أما على خط الاستحقاق الرئاسي فتتابع المصادر لافتة إلى أن الموفد القطري "أبو جاسم" سيعود الى العاصمة اللبنانية في وقت قريب، وسيتابع مهمته بالتماهي والتناغم مع اللجنة الخماسية ولا سيما المملكة العربية السعودية، إذ تمّ الاتفاق خلال قمّة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض على أن يكون الموقف موحّداً ولا سيما مقاربة المملكة للملف اللبناني. وعلى هذه الخلفية، فإن "أبو جاسم" لا يفاوض باسم الدوحة بل من خلال التواصل والتنسيق مع سائر مكوّنات اللجنة الخماسية، وأيضاً عبر عنوان البحث في الخيار الثالث في ظل الخلاف المتنامي الذي ارتفع منسوبه بعد أحداث غزة، أي لا لمرشح المعارضة والممانعة، أي أن تُفتح الآفاق للنقاش، وهنا لا بد من التوقف كما يقول سياسي مخضرم أمام ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خلال لقائه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، عندما طرح موضوع الاستحقاق الرئاسي والخيار الثالث تحديداً فقال له رعد: سنبحث هذا الأمر ويأتي الجواب لاحقاً، وهنا فُسّر هذا الكلام بأنه ربما استعداد لتخلّي الثنائي الشيعي عن رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، أو دعونا نناقش ونبحث الموضوع مع حلفائنا والمعنيين.
وتضيف المصادر "أن حزب الله وفق ما يُنقل عنه بعد أحداث غزّة بدا متمسّكاً بفرنجية" أكثر من أي وقت مضى، بمعنى أن ما بعد هذه الحرب ليس كما قبلها، وذلك يعود الى مسار التسوية التي تأتي غالباً بفعل توافق دولي وإقليمي منذ الاستقلال حتى اليوم، أي هذا هو المرشح وانتخبوه ولا نقاش بعد اليوم، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه بين مد وجزر وإطالة أمد الشغور الرئاسي، بعدما قال لودريان لأحد الذين التقاهم: "انتبهوا، المنطقة مُقبلة على أوضاع صعبة فالحرب قد تتحوّل الى استنزاف وبعدها هناك تسويات كبيرة ويجب أن يكون هناك رئيس للبنان ليواكب ويتابع مسار هذه التسوية".
ويبقى أخيراً، أن لبنان في هذه المرحلة بالذات يعيش أخطر حقبة في تاريخه، إن على صعيد الشغور الرئاسي، إضافة الى مسألة التمديد لقائد الجيش أو عدمه، ولم يسبق أن حصل ذلك في تاريخ المؤسسة العسكرية على الرغم من الحروب والأزمات التي مرّ بها لبنان وهي في الوقت عينه رفعت من منسوب الانقسام، وصولاً الى القرار 1701 وعودة الحرب الى غزة والجبهة الجنوبية، ما يعني أن البلد يعيش على صفيح ساخن وكل الاحتمالات واردة.