الاحداث- أكد مرشح القوات اللبنانية في قضاء البترون غياث يزبك ان “الانتخابات يجب ان تعود بالسياديين وفي مقدمهم القوات اللبنانية، الى المجلس النيابي، لاستعادة الاكثرية المقررة في البرلمان، وذلك من اجل حماية لبنان من الاجتياح بل الانقلاب المقنع الذي يمارسه حزب الله على الدولة المدنية وقد رأينا في جلسة مطلع الاسبوع على سبيل المثال لا الحصر، كيف منع التيار الوطني الحر وحزب الله مشاريع القوانين التي تقدمت بها القوات لتسهيل اقتراع المغتربين وكيف أسقطا معاً قانون تحرير القضاء”.
وأسف يزبك لكون “المشروع التدميري للبنان، بدأ مع حافظ الاسد وياسر عرفات الغريبين ليرثه الان حسن نصرالله وميشال عون اللبنانيان. إذ بلغ الامر بالأول حد إعارة جمجمته وبلده لمشروع فارسي إقليمي يستخدم لبنان كمسطح من الارض يؤمن مصالح ايران الاستراتيجية، وتبلغ الانانية وحب الاسترئاس بالثاني حد التخلي عن واجباته وقسمه وسيادة بلده للبقاء في قصر مشلع على كتف جمهورية مدمرة، شعبها جائع تائه يائس مهاجر”.
كلام يزبك جاء في لقاء نظمه مركز القوات اللبنانية ـ شكا معه في مجمع سان انطونيو بلازا ـ شكا حضره منسق منطقة البترون الياس كرم، المنسق السابق عصام خوري وحشد من القواتيين والمناصرين.
وبعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب ألقى الاستاذ جوزيف بولس كلمة شكا وقال فيها "أبْشِروا أيُّها الرّفاق، فالغيَّاثُ القوّاتيُّ المُقاومُ بيننا اليومَ على أرضِ شكّا المُناضِلة البطلة. كمْ جميلٌ ومعبّرٌ لقاؤنا الواعد، فشكّا والقوّات صِنْوانِ لا يفترقان. لقد صهرتهُما المعاناة واختبرتْهُما الأيّام".
وتابع: "شكّا المجرَّبة، تحسِنُ التعاملَ مع كلّ استحقاق،سيَّما استحقاقِ أيّارِ القادم، وهو الأَهمُّ في تاريخِ لبنانَ المُعاصر".
واضاف "كلُّنا أملٌ بأَنَّ الصفحةَ السَّوداءَ من تاريخِ الوطن، ستنقَلِبُ وسيُحاسَبُ الخَوَنَةُ وتُجّار الهيكلِ وكلُّ متواطئ، وسيسترجعُ لبنانُ وجْهَهُ المشرق على أيدينا وأيدي غيَّاث ورفاقِه".
ثم ألقى يزبك كلمة استهلها متوجها "إلي أهالي شكا الغالية، إلى نساء وفتيات شكا، الى شباب شكا وشيبها، الى قواتيي شكا وقواتياتها ألف تحية إكبار ومحبة وتقدير ووفاء من رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع، من منسقية البترون بكل كوادرها وناشطيها ، ومني شخصياً. أن نكون في شكا اليوم، نمارس نشاطنا السياسي ونٌجهر بمكنونات صدورنا وننادي بالحرية والسيادة، وأن نكون في هذا المكان من دون معوَّقات ولا حواجز، ليس أمراً عابراً، فهذا المٌكتسب لم يكن ليتحقق لولا أن أبطالاً من هذه البلدة ذرفوا الدماء غزيرة على تخومها وفي شوارعها ذات ٥ تموز أسود من العام ١٩٧٦. فجر ذلك اليوم استفاقت شكا على شلعات ذئاب ورفوف غربان ومرتزقة من كل دول الشر في الجوارين القريب والبعيد يهاجمون أهلها وشوارعها ويقتلون أطفالها ونساءها ورجالها، إستفاقت شكا يومها على لبنانيين بالهوية يتلطون وراء الغرباء لإخضاع لبنان وكانت البلدة حلقة في سلسلة بلدات لبنانية تعرضت للمصير نفسه، بالصدور العارية والقبضات الواثقة امتشق الشكاويون ما تيسر لهم من اسلحة بدائية وواجهوا ببسالة نادرة قوى الشر والاشرار وصمدوا في مواقعهم رغم كثافة النار وهول القتل، ورغم سقوط معظم البلدة إلا أن القتال التأخيري حال دون سقوط المحور المؤدي الى البترون الامر الذي ساعد القوات اللبنانية الموحده تحت لواء الجبهة اللبنانية، ومنحها الوقت الكافي لإنجاز الهجوم المضاد الذي أدى نهاية الامر الى تحرير البلدة التي شكلت في ما بعد نقطة انطلاق لتحرير كل الكورة وصولاً الى تخوم القلمون ومشارف طرابلس."
وقال: "أسرد هذه الوقائع ليس لنكء الجروح بل لإستخلاص بعض العبر، وأولها أنه لولا صمود شكا لسقط لبنان، ليس في جغرافيته فحسب، بل كنموذج حياة وصيغة حضارية . ولا ننسى في هذا السياق أن توقيت الهجوم على شكا جاء في وقت كانت القوات الفتية الموحدة منهمكة في معركة تحرير تل زعتر وقد ترافق مع إشعال منظم لمختلف الجبهات لتثبيت القوات وإضعاف هجومها على المخيم. عبرة أخرى نستخلصها من الهجوم على شكا ومفادها أن وحدة القوى السيادية كفيلة بهزيمة أي عدوان على لبنان. اما العبرة الاكبر والاكثر إثارة للحزن بل للغضب فتقول بأن قوى الشر التي هاجمت شكا عام ١٩٧٦ لم تلق سلاحها ولم تتراجع بل تحورت وتغيرت هويات أصحابها الداخليين والخارجيين، لكن البصمات الجينية واحدة والمشروع واحد، إسقاط لبنان الصيغة الخلاقة، لبنان الوطن الرسالة، لبنان التعدد ضمن الوحدة، لبنان الحريات، لكن فشَروا، بتعرفواليش؟ لأنو شكا وأبناء شكا وابناء هذه المنطقة لم يتغيروا ولم يتبدلوا ولم يلينوا ولم يحيدوا ولم يضعفوا، وجيناتهم لم تتبدل ولم تتحور، لأنهم من سلالة المقاومين الابطال .... لأنهم قوات."
وأضاف يزبك: "يؤسفني جداً ويحزن قلبي ويدميه، ان هذا المشروع التدميري للبنان، بدأ مع حافظ الاسد وياسر عرفات الغريبين ليرثه الان حسن نصرالله وميشال عون اللبنانيان... يؤسفني ويدمي قلبي أن تعميهما المصالح الخاصة بحيث بلغ الامر بالاول حد إعارة جمجمته وبلده لمشروع فارسي إقليمي يستخدم لبنان كمسطح من الارض يؤمن مصالح ايران الاستراتجية ويجعلها دولة إمبراطورية، ويدمي قلبي ان تبلغ الانانية وحب الاسترئاس بالثاني حد التخلي عن واجباته وقسمه وسيادة بلده للبقاء في قصر مشلع على كتف جمهورية مدمرة، شعبها جائع تائه يائس مهاجر. يؤلمني كما يؤلم كل حر ان يتحول لبنانيون الى مسيرات تحركها اصابع غريبة تستغل طمعها وجوعها وفجعها الى السلطة ... واي سلطة".
وقال: "يدمي القلب ان هذا المسار الانحداري الى جهنم لا يقتصر على من إختاروا هذا الطريق وحدهم، بل هو يجرَ وطناً ودولة وشعباً الى الهلاك المحتم، وهو مسار أدى في بداياته الى تدمير الجمهورية الاولى وهو على وشك الاجهاز على الجمهورية الثانية ما سيوسع الفالق الزلزالي ويفتحه على المجهول حيث يصعب ان يفضي في نهايته الى جمهورية ثالثة أو الى أي شكل من أشكال الدولة، والاكيد أنه سينهي الفكرة اللبنانية ويدمر مشروع الاباء المؤسسين الذين ناضلوا، ورفاقنا البواسل الذين قدموا الارواح والاجساد من اجل ان يكون لنا، نحن التنوع اللبناني بكامل أطيافه وطوائفه، وطناً عزيزاً ودولة سيدة مستقلة متقدمة... وإذا كان حسن نصرالله ثابتاً في مشروعه وإن لطف خطابه العقائدي ليتمكن من إمرار مشروعه ومشروع إيران التدميري إلا أننا مع ميشال عون نلاحظ في سهولة تذبذب مساره وخطابه المتبدل من حريص على الدولة محارب للميلشيات الى متمرد على الدولة ومؤسساتها وعلى الدستور".
واضاف: "تحالف مع الجميع وقاتل الجميع وتلون كالحرباء، الى ان وجد ضالته في كنف حزب الله. وهذا المسار إنسحب على الدولة وإداراتها وضرب السيادة والكرامة الوطنية".
وأردف: " من هنا لا نستغرب كيف يدعي الحرص على الدستور ويمزقه في آن، وعلى الاستحقاقات ويعطلها، وكيف يٌرسم في الماء حدوداً بحرية ويمحوها بحسب الرغبات والاهواء فيما الحدود البحرية والبرية مع سوريا سائبة فالتة يتحكم بها الزعران والمهربون حتى إنتهى الاقتصاد، اما قرار الحرب والسلم ووحدانية السلاح فتخلى عنهما لصالح الدويلة حتى إنتهى بنا الامر دولة مارقة مٌدمرة خسرت نفسها وسمعتها في الجوار والعالم. لكن هل هذا قدرنا المحتوم؟ وهل نلقي السلاح ونتخلى عن لبنان؟ طبعاًلا وألف لا ... فمن صمد في شكا وفي كل بقاع لبنان وسقى التلال والوديان والمدن والبلدات بدماء شبابه وشاباته كما القوات اللبنانية لم يتخل عن لبنان يوماً ولن يتخلى... لقد أخذت مقاومتنا بعدها السلمي والمدني الدولتي فبعد رفد قائدها سمير جعجع البطريرك صفير ومن ثم البطريرك الراعي وكل السياديين، بكل مسببات الصمود الحضاري وحمى إتفاق الطائف بقضبان الصدر ومدد القلب من وراء قضبان المعتقل... ها نحن اليوم نخوض غمار الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية، وها هم نوابنا يشرعون ويحاسبون ويحمون الدستور والدولة وينغمسون في مجتمعاتهم يشاطرون أهلها الافراح والاتراح ويسعون بكل ما أوتوا من قوة لبلسمة الجروح والحلول بما تيسر مكان الدولة الغائبة والادارات السائبة والقضاء غير العادل/ وها هم وزراؤنا يطرحون المشاريع الانمائية ويقفون سداً منيعاً في مواجهة المحاصصات والفساد والمحسوبيات وصولاً الى إستقالاتهم المدوية من الحكومة بداية الانتفاضة الشعبية والتي جاءت ترجمة لتحذيرات الحكيم على طاولة الحوار في بعبدا من الانهيار الآتي ولم تأت مسايرة لمزاج شعبي ناقم على المنظومة الحاكمة أو خوفاً منها."
وأكد ان "الانتخابات النيابية المقبلة في أيار ليست سوى محطة، ولكن مفصلية جدا هذه المرة، بفعل الاخطار المحدقة بلبنان و شعبه و نحن مدعوون جميعا الى خوضها بكثافة ووعي في لبنان و في دول الانتشار، و لشكا العزيزة اكثر من 650 من ابنائها تسجلوا في دول الانتشار، فالانتخابات يجب ان تعود بالسياديين و في مقدمهم القوات اللبنانية الى المجلس النيابي، لاستعادة الاكثرية المقررة في البرلمان، وذلك من اجل حماية لبنان من الاجتياح بل الانقلاب المقنع الذي يمارسه حزب الله على الدولة المدنية وقد رأينا في جلسة مطلع الاسبوع على سبيل المثال لا الحصر، كيف منع التيار الوطني الحر وحزب الله مشاريع القوانين التي تقدمت بها القوات لتسهيل إقتراع المغتربين وكيف أسقطا معاً قانون تحرير القضاء. وهذه الاعتداءات السافرة على إنتظام عمل الدولة وحماية الحريات، تكمل مساراً قاتلاً رعاه الحزب والتيار من خلال البرلمان، بما اخرج لبنان من اسرته العربية وأغرق الدولة بمئات الاف الموظفين وقضى على القطاعات المصرفية والتربوية والاستشفائية واوقع البلاد في كساد قاتل ومنع محاربة الفساد واسقط القدرة الشرائية وخرب المؤسسات التجارية وتسبب بهجرة الادمغة الشابة ومنع الاستثمار. نعم، يجب أن نقول من خلال الانتخابات النيابية وبأصوات تغرق صناديق الاقتراع، لا للمسار الجهنمي، لا للثقب الكهربائي الاسود الذي افقدنا 50 مليار دولار واغرقنا في العتمة، نعم لبناء هذا القطاع بحسب اعلى المعايير المالية والتقنية والبيئية، لا لإبتلاع اموال اللبنانيين ومدخراتهم في مزاريب المصارف والجشع، لا لبقاء المالية العامة فالتة من دون محاسبة القيمين عليها، لا لموازانات غير متوازنة تستسهل فرض الضرائب وتحبط المبادرة الفردية وتجمد الاقتصاد وتوقعه في الكساد، لا لسياسة ضريبية تساوي بين الفقير والغني والادمي والسارق".
واردف: "لا لإبقاء القضاء اسير المحسوبيات، والقضاة آلة قتل وظلم غبّ طلب المرجعيات السياسية، لا لبنى تحتية مهشمة تنتمي الى العصور الوسطى إن على صعيد الطرقات أو على صعيد الاتصالات، لا لقطاع تربوي يغلّب التجارة على تثقيف الاجيال، لا لقطاع تربوي رسمي متخلّف فيما كان هذا القطاع نفسه قبلة الانظار وقد تخرج من على مقاعده الاف الاخصائيين في مختلف المجالات، عمّروا لبنان ودول الجوار ورفعوا اسم لبنان في العالم، لا لإزدواجية السلاح، لا لخنق القوى الامنية و الجيش لصالح حزب الله و سلاح الميليشيات، لا لإبقاء حدود لبنان سائبة من دون ترسيم، لا للتنكر للقطاع الخاص ودوره الخلاق، لا للإمعان في تهشيمه وتهشيله، لا لخطف لبنان شرقاً نحو القلة والعوز والجوع، لا لإخراجه من العائلتين العربية والكونية. أما النعم فنقولها بالحناجر صادحة للوحدة ضمن التنوع للإختلاف الحضاري البناء، للبنان الحاضر المتوثب بين الامم. للامركزية موسعة تحرر السلطات المحلية من تغول السلطة المركزية وتسلطها. نعم، إن الفوز بالانتخابات يعزز وسائل النضال من أجل إسترجاع كل هذه المكتسبات والحفاظ على القيم الدستورية والديمقراطية والانسانية وتطبيق الطائف والحياد بدلا من المغامرة وسوق الوطن الى الفوضى والحروب لا سمح الله."
وختم "إن اللمحة التاريخية والتوصيف الدقيق ولو المختصر للحاضر، والانحناء أمام دور شكا ومنطقة البترون المناضل المقاوم، وبعدما فزنا في مرحلتي النضال العسكري والسياسي، يتعين علينا الان متسلحين بالوسائل الدستورية والديمقراطية، ان نفوز بهذه الانتخابات لإستكمالإعلاء مداميك الدولة وإلا سقطنا في المجهول المعلوم، خصوصاً أن المنظومة لن تترك وسيلة إلا وستستخدمها لتقويض الاستحقاق أو تشويهه. لكن لكن، كلي ثقة بان شكا القيم والمقاومة بمقيميها وإنتشارها ستقف كما وقفت دائماً الى جانب الحق والحقيقة، كيف لا وشكا الصامدة العاصية... قوات".
ثم كان حوار بين يزبك والمشاركين في اللقاء.