الاحداث - أقيم في مركز سلامة الطيران المدني، حفل تخريج الدورة التدريبية الأولى لمعاوني المراقبين الجويين، لنيل الشهادة الأساسية في الملاحة الجوية، وذلك برعاية وحضور وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، مدير عام الطيران المدني ممثلا برئيس مصلحة الملاحة الجوية كمال ناصر الدين، رئيس المطار المهندس إبراهيم ابو عليوي، رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، قائد جهاز امن المطار العميد فادي الكفوري، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الكابتن محمد عزيز، عضو الهيئة العامة الدكتورة انجال عواد، مستشار وزير الاشغال الدكتور جلال حيدر ورؤساء المصالح في المديرية العامة للطيران المدني.
استهل الحفل بالنشيد الوطني فكلمة لمقدم الحفل عيسى كمال من المديرية العامة للطيران المدني، قال فيها: "ان المراقب الجوي يبقى حارسا يقظا في مهنة يعتبر خطؤها الأول هو الأخير ويبقى نبضا أمنا في مهنة مهامها الأخطر والأكثر مسؤولية"، معتبرا ان "المتدربين الذين يبلغ عددهم 16 شابا وشابة اتوا من شمال لبنان وجنوبه ومن سهله وجبله ومن عاصمته وبقاعه ليعطوا الوطن حبا، وهم فتية حملوا الوطن على اكتافهم من دون كلل او ملل ولم توقفهم أزمات ولا إعتداءات إسرائيلية حاقدة عن القيام بمهامهم".
وتحدث وزير الاشغال فقال: "يسعدني أن أقف اليوم أمامكم في هذا الاحتفال، لاختتام الدورة التدريبية لمعاوني المراقبين الجويين وحفل تخريجكم لنيل الشهادة الأساسية في الملاحة الجوية. كل نجاح يُحقق يستحق الشكر والتقدير، لكن الأهم من ذلك هو الصبر والمثابرة التي تسبق الإنجاز. واليوم، أنتم نموذج حي على هذا الالتزام. فقد اكتشفنا خلال السنوات الماضية تجهيزات ومراكز حيوية للطيران المدني، بقيت دون استثمار منذ عام 2017، رغم وجود مهارات وطنية عملت فيها لأكثر من خمسة عشر عامًا، ولم يتمكّن أصحابها من ممارسة مهنتهم بسبب غياب الرخص والموافقات الرسمية. تخيلوا معي أن طبيبًا متخرجًا قد لا يُسمح له بمزاولة مهنته، وهذا ما كان يحدث في قطاع الطيران المدني. واليوم، أنتم بخطواتكم الأولى نحو التخرج تثبتون أن المثابرة والإصرار هما السبيل لبناء المستقبل. أنتم لم تنتظروا الاعتراف الرسمي فقط، بل عملتم بجدية، واضعين خدمة الوطن فوق كل اعتبار".
أضاف: "دور المراقبين الجويين حيوي وأساسي في الحفاظ على سلامة الطيران، متابعة الحركة الجوية، وضمان تنظيم الرحلات بدقة وأمان. أنتم اليوم تُدرّبون لتكونوا جزءًا من هذه المنظومة، حيث كل قرار تتخذونه يؤثر على سلامة المسافرين والطائرات، وهذا يتطلب تركيزًا، دقة، والتزامًا تامًا بالمؤسسات والقوانين".
وشدد على ان "الوطنية ليست شعارًا يرفع فحسب، بل التزامً حقيقيً بالعلم والعمل. أنتم تعلمتم وعلّمتم، وحرصتم على احترام المؤسسات، لأنها العمود الفقري للدولة. الحقيقة واضحة: ليس لدينا إلا الدولة، وليس لدينا إلا مؤسساتها، ولا بد أن نتمسك بالطيران المدني والإدارة المدنية، لأنهما خيارنا الاستراتيجي في لبنان"، مضيفا "العمل الذي أؤمن به ويهمني هو إعادة الدولة ومؤسساتها إلى مكانتها الحقيقية. هذا واجب ومسؤولية، ونحن في الحكومة اليوم، كلٌّ في موقعه، نكرس كل صلاحياتنا وجهودنا لتحقيق هذا الهدف".
وقال: "أنتم اليوم تتدرّبون لتكونوا جزءًا من القيادة المستقبلية للطيران المدني، لتصبحوا مراقبين جويين في المراكز المختلفة. قد تواجهون صعوبات، أو تسمعون أصواتًا تقول "ما في أمل"، وربما تقف أمامكم بعض العقبات الإدارية. لكن الحقيقة أن كل مشروع يهدف إلى بناء الوطن ودعم مؤسسات الدولة يجب أن ينجح، ولا يُغلق أمامه أي باب. خلال الدورة الثانية، طبقنا موضوعات عملية وعلمية، وركزنا على النهج القيادي السليم، وتمكّن المتدربون من الانتقال من مرحلة التدريب المبدئي إلى مستوى متقدم، قادر على القيام بالمهام المطلوبة".
أضاف: "نحن نذكّر كل من ساهم في هذا النجاح خطوة بخطوة، لأنه بدونهم لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وأود أن أشكر بشكل خاص محمد الحوت، رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط، والمدراء المعنيين، ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني كابتن عزيز، وكل المبادرات التي دعمت تطوير البنية التحتية، من تحسين طرق الإنارة، وتطوير المطار، وتعزيز السلامة العامة، الأمر الذي ساهم في بناء ثقة المجتمع المحلي والدولي بمؤسساتنا".
وتابع: "دور المراقبين الجويين أصبح اليوم حيويًا لمتابعة النشاطات وضمان سلامة الطيران، وقد بدأت الهيئة المنظمة للطيران المدني العمل بجدية، ملتزمة بالقوانين والأنظمة، وما نقوم به لم يكن من باب المجاملة أو الشخصنة، بل من أجل ضمان سلامة الجميع وبناء قدرات وطنية حقيقية. واليوم، بفضل هذه المنظومة، أصبح لدينا إطار عمل متين، مؤسس على أعلى معايير السلامة المهنية والالتزام الوظيفي".
وأردف رسامني: "هذا الموضوع ليس قضية محددة فحسب، بل يحتاج إلى أشخاص مهنيين، شرفاء ووطنيين قادرين على تحمل المسؤولية. وهذا ما نفعله في جميع مجالات حياتنا، وليس فقط في الطيران المدني، بل في كل المراكز الدولية أيضًا. هؤلاء الأشخاص هم من سيأخذوننا من مرحلة إلى مرحلة ثالثة، خطوة بخطوة، لضمان استمرارية الدولة ومؤسساتها. هذا المركز لا يخرج اليوم الأشخاص المتدربين فحسب، بل يعدّ كفاءات وطنية أخرى للاستفادة منها في المستقبل".
وختم: "ندعو الجميع إلى التركيز على ما يدعم بناء الدولة وتقوية مؤسساتها، وعدم الانجرار وراء الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة. استمروا في المسار الصحيح، ولا تدعوا أي عقبة توقفكم عن العمل من أجل مستقبل مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين. أنتم جيل المستقبل، وبالالتزام والمسؤولية نضمن أن وطننا ستبقى مؤسساته قوية، وطائراتنا آمنة".
وكانت كلمة لممثل المديرية العامة للطيران المدني رئيس مصلحة الملاحة الجوية قال فيها: "يسعدنا أن نلتقي اليوم في رحاب مركز سلامة الطيران المدني، لنحتفل سويًا بتخريج الدورة التدريبية لمعاوني المراقبين الجويين، لنيل الشهادة الأساسية في الملاحة الجوية. فبعد طول انتظار وسنين من المراسلات تحول الوعد إلى حقيقة والحقيقة لفعل، فكان هذا الإنجاز ليشكّل محطة أساسية في مسار تطوير قدرات الملاحة الجوية البشرية، من أجل تعزيز دور لبنان في مجال سلامة الطيران المدني"، معتبرا ان "هذه الدورة ليست مجرد تدريب تقني بل هي استثمار في الإنسان، حيث يلتقي العالم بالممارسة، وينصهر الحماس بالمسؤولية ليبنى جيل جديد من المراقبين الجويين ذوي الكفاءات المؤهلة لمواكبة التطورات العالمية الذي يعد ركيزة".
وشدد على ان "هذه الدورة ليست مجرد تدريب تقني، بل هي استثمار في الإنسان، حيث يلتقي العلم بالممارسة، وينصهر الحماس بالمسؤولية، ليُبنى جيل جديد من الكفاءات المؤهلة لمواكبة التطورات العالمية في هذا القطاع الحيوي. لقد أظهر المتدرّبون خلال هذه المرحلة التزامًا وجديةً عالية، وها هم اليوم ينتقلون من قاعات الدراسة والتدريب إلى ميدان العمل، محمّلين بالمعرفة والمهارة و الكفاءة ليكونوا العيون الساهرة على سلامة الملاحة الجوية".
وقال: "نوجّه الشكر الجزيل لكل من أسهم في إنجاح هذه الدورة، من المدير العام المهندس أمين جابر ومن مدرّبين وإداريين ومشرفين، ولا ننسى الدور الكبير لشركة طيران الشرق الاوسط ومركز التدريب على ما بذلوه من جهد وإخلاص ومشاركة ورعاية ودعم، كما نخص بالشكر معالي الوزير فايز رسامني لدعمه الدائم لمسيرة تطوير قطاع الطيران المدني لتنفيذ مشروع التدريب وتأمين كل الاحتياجات لانجاحه.
فإنجاز التدريب محطة من عدة إنجازات لم نكن نتوقع تحقيقها نختصرها بتحسن خدمات المطار والطرق المؤدية اليه وصولا الى تعيين مجلس ادارة الهيئة العامة للطيران المدني بعد انتظار طال 23 عاما لم يتحقق الا بفضل إرادة وتصميم الوزير ليشكل هذا التعيين قفزة نوعية ستساهم في نهضة قطاع الطيران في لبنان، فكيف اذا كان على رأس الهيئة شخص، خبير محنك قدم الكثير سابقا للطيران في لبنان ويحتذى بإسمه في المحافل الدولية الا وهو كابتن محمد عزيز الذي كان له دور كبير في الإشراف على مشروع التدريب دون ان ننسى المستشار القانوني المحامي هادي موسى ومدير الإدارة المشتركة منير صبح وصولا الى المستشار جلال حيدر الذي تعلمنا منه التعاون والمشاركة والتخطيط والتحدي في العمل والذي قدم سابقا الكثير لانشاء هذا المطار ، واليوم يعمل مع الوزير رسامني لتطويره وتجديد ترخيصه ليعود مجددا من افضل المطارات في المنطقة".
أضاف: "إن ما نحتفل به اليوم ليس نهاية مسار، بل بداية رحلة جديدة في التدريب تحمل في طياتها الكثير من التحديات والآمال. نبارك للخريجين هذا الإنجاز، ونتمنى لهم مستقبلًا واعدًا مليئًا بالنجاح والعطاء".
وختم ناصر الدين: "ستكون عيونكم على الشاشات وقلوبكم على الطائرات ولن ترهبكم الأزمات والغارات، فكما عاهدتكم طوال السنوات تستمرون بالتضحية، بالعمل من أجل لبنان. لبنان طائر الفينيق الذي ينهض من بين الانقاذ ويرتفع بالسماء محلقا بجناحيه جناح المراقبين الجويين وجناح طياري الميدل ايست لينشر الامل وحب الحياة، ويكون صلة الوصل بين المقيمين والمغتربين وجسر العبور الأمن بين لبنان والخارج بفضلكم يا حراس السماء".
وكانت كلمة لطليعة الدورة روزة ديب قاسم نوهت فيها بأهمية الدورة، بعد ذلك جرى تسليم الشهادات للمتدربين.