الاحداث - كتبت شذى مرمر
وجّه الوزير السّابق جورج قرداحي، عبر وكالة "الاحداث 24" الاخبارية، رسالة الى الناخبين دعاهم فيها الى "أن يحكمّوا ضمائرهم وان ينتخبوا الرجل الصالح ولا يبيعوا أصواتهم مقابل حفنة من المال"، مشدداً على "أن لبنان لا يقوم الاّ على العيش المشترك وهو لجميع أبنائه فوق كل الطوائف".
وأكد تمسكه "بالعودة الى الجذور ليعود لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي"، مشيرا ًالى أن لا مستقبل للبنان من دون هذه الثوابت والاّ على الدنيا السّلام".
ولفت الى أن ترشحه "الى الانتخابات النيابية المقبلة في حال حصل، ليس تحدياً لاي طرف"، مشيراً الى أنه لم يتخذ قراراه النهائي بعد في الترشح وأن هذه المسألة لا تزال قيد الدرس".
ورأى أنه "يجب التفاهم على مصير سلاح "حزب الله" بروح ايجابية وبمحبة، وليس بالتباعد والتنافر والحقد والتحريض"، معتبراً "أنَّ هذا السلاح هو قوة لبنان وثروته".
وفي ما يلي نص المقابلة:
*هل انتَ مرشحُ للانتخابات النيابية؟
- لم اترشح بعد، وهذه المسألة لا تزال بالنسبة الي قيّد الدرس. وأنا وحلفائي ندرس اذا كان من الممكن ان أترشح او يوجد حاجة للترشح وفي أي منطقة. هناك نيّة للترشح اذا كانت الظروف مساعدة. لستُ متعففاً لدخولي الى العمل السياسي، لكنني ادرس كل الاحتمالات والاوضاع والظروف، لان المعركة التي أخوضها أفضل أن أخوضها بنجاح كي لا اخسر".
ترشحي ليس تحدياً لأحد
*هل تعتبر ان خطوة ترشحك فيها نوعٌ من التّحدي ولاسيّما بعد الضجة التّي اثيرت سابقاً؟
- أرفض أن أقول انها تحدي لأي كان، ولكن ان فُتحَ أمامي المجال للدخول الى المعترك السياسي، عبر العمل التشريعي لن أرفض،خصوصاً أنني أعتبر أن البرلمان هو المعبّر الطبيعي للعمل السياسي ولخدمة النّاس، حيث يمكننا خدمة النّاس من خلال التعاطي المباشر معهم، وخدمتهم في القضايا الحياتيّة، وفي يومياتهم وهمومهم ومشاكلهم أكثر من أي موقع سياسي آخر. فالنيابة هي مدخل للعمل الاجتماعي والسياسي ولخدمة النّاس".
*ما هو برنامجك الانتخابي في حال ترشحك؟
- لا يوجد لديّ برنامج واحد، بل برامج عدة ومواضيع حياتية. ولكن الموضوع الاهم هو " العيش المشترك"، أي"لبنان الواحد ولبنان لجميع ابنائه"، هذا هو مشروعي لانه فوق كل الطوائف وعابر ٌلها. وانا أعتبر بأن هذا البلد لا يقوم إلّا على المحبة، ويجب الا يكون هناك توتر بين الطوائف وابناء البلد الواحد".
وأضاف:"وهنا استذكر شعار المرحوم الرئيس صائب سليم: " لبنان يقوم على التفهم والتفاهم"، و"لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي". فلنعود الى هذه الجذور، لان الغالبية ابتعدوا عنها لا، بعدما كانت في الماضي لسان حال كل الذين أسسوا هذا البلد والكيان وسعوا الى الاستقلال وجعلوا من لبنان في ميثاق43 "لبنان الواحد"، هذه قناعاتي، وأوّد العودة الى الجذور ونعيد أبناءنا وشبابنا اليها ولاسيما أن هذه هي التفاهمات التي قام عليها لبنان، واذا انتفت هذه التفاهمات لن يقوم لبنان ابداً ولا مستقبل له، وعلى الدنيا السلام!".
سلاح "حزب الله"
*هل أنت مع أو ضد الشعارات الجديدة الذي يتم طرحها مثل: "إما مع الدولة وإما مع سلاح "حزب الله"؟
- أنا ضد هذا الشعار طبعاً وتماماً. هل سلاح "حزب الله" خارج عن لبنان؟ إنه سلاح لبناني وهو بيّد فئة كبيرة من الشّعب اللبناني. هذه الفئة لبنانية متجذرة ومتأصلة في هذا البلد اكثر من أيّ أحد آخر، لذلك هذا السلاح جزء وملكٌ لكل لبنان وليس لفئة معيّنة، لذلك أنا برأيي،أنه يجب أن نتفاهم على هذا السلاح بروح الايجابية والمحبة والقربى، وليس التباعد والتنافر والحقد والتحريض. وأنا أعتبر أنَّ هذا السلاح هو قوة لبنان وثروته، ويجب ان يستفيد منه كل لبناني وليس فئة معينة، وهذه الفئة لا تطرح نفسها بديلاً عن لبنان أو بديلاً عن الجيش اللبناني. ونحن سمعنا خطابات السّيد حسن نصرالله وكل مسؤولي "حزب الله" التي لا تخرج ابداً عن انتمائهم اللبناني، وعن استعدادهم الدائم لخدمة لبنان والدفاع عنه وبذل الدماء والارواح في سبيل لبنان. لهذا أتساءل أين المشكلة في التحاور والتفاهم مع بعضنا في هذا الشأن، وانا لا أجد أي مشكلة في ذلك، وهذا هو طرحي، لأننا نحن أبناء بلد واحد واذا اعتبرنا انفسنا غير ذلك، لن نستفيد ابداً وسنذهب الى مصير مجهول، لذلك على الجميع التفكير بالمستقبل!".
*هل فعلاً التدخلات او الضغوطات الخارجية تؤثر على الانتخابات؟
- انها تؤثر بشكل جزئي، اننا نرى نوعاً من الحراك الجزئي الذي يجري، واننا نرى أي نوع من الزخم الخارجي للتدخل في الانتخابات النيابية. هذه التدخلات لديها هدف وطموح واحد وهو التغيير في معادلة الاقلية والاكثرية. فوِفقَ اتصالاتي مع مؤسسات الاستطلاع والرأي العام، أرى انه لا يوجد تاثير كبير. وهم واهمون بأنهم سوف يؤثروا على الانتخابات من خلال الاموال التي ستُدفع، أو من خلال المجتمع المدني وجماعاته التي يحركونها ويدعمونها للمشاركة في الانتخابات. ففي اعتقادي انه لن يكون هناك ذلك التأثير المرجو والمطروح. وأعتقد ان الحالة ستبقى كما هي، ولن يكون هناك تغيير كبير في المشهد السياسي.
لا مانع من وجود مراقبين
*هناك جهات سياسية تطالب المجتمع الدولي بإرسال مراقبين لعملية الانتخابات فما رأيكم بهذا الطرح؟
- لا مانع من وجود جهات دولية لمراقبة الانتخابات، بل على العكس كلما كانت الانتخابات نزيهة وشفافة كلما كان ذلك افضل. واعتقد ان كل حلفائي لا يوجد لديهم اي مشكلة في هذا الامر، ولا مشكلة اذا كانوا من الامم المتحدة أو من أي جهة أخرى.
*هل تتوقع ان تحصل الانتخابات في موعدها؟
- هو ليس توقعاً، ولكن اقول ان هناك الاستعدادات بدأت لاجراء الانتخابات، وكل الدلائل تشير الى حصولها في موعدها. الاّ لا سمحَ الله ان حصل شيء فوق العادة، كحادث أمنيّ او أي شيء طارئ قد يؤخر هذه الانتخابات، ولكن كما تسير الامور الان، اعتقد انها ستجري في موعدها."
*ما هي رسالتك للناخبين؟
- دائماً رسالتي للناخبين ان يحكّموا ضمائرهم وان ينتخبوا الرجل المناسب، الذي يستطيع بناء هذا البلد والنهوض به، ويخدم قضاياهم. فالأهم ان يحكّموا ضمائرهم وألا يبيعوا اصواتهم بحفنة من المال".