الأحداث- توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى “القوى السياسية وللشعب اللبناني” بالقول: “إن لبنان نشأ على الشراكة والتضامن الوطني، وشكّل ذلك أصل ميثاقه التاريخي والسياسي، وسيبقى كذلك إن شاء الله. وتحت هذا العنوان، السيادة الوطنية أكبر ضرورات البلد، بل هي أساس وجوده وبقائه، ولبنان للجميع على قاعدة الشراكة الوطنية والسيادية والموردية والميثاقية والتضامن الشامل. وأي عدوان يطال الجنوب أو البقاع إنما يطال صميم لبنان، ولا بد من ورقة أولويات وطنية بعيداً من الخصومات السياسية لحماية المصير الوطني”.
وأردف: “هذه اللحظة هي لتأكيد الخطاب السيادي في وجه إسرائيل وعدوانها، وهنا لا أولوية أكبر للعائلة السياسية اللبنانية من التضامن الوطني والسيادي. والتاريخ علّمنا أن التخلّي عن دعم الجنوب وصموده كان سبباً لاحتلال إسرائيل للعاصمة بيروت”.
وأضاف: “ولأن القضية الجوهرية عندنا لبنان بعقيدته الوطنية وهويته التاريخية والسيادية، فالضرورة العليا للبنان تدور مدار وحدته الوطنية وهويته الميثاقية والتأسيسية بعيداً من اللغة الحزبية والطائفية والمناطقية”.
وتابع: “المهم أن نربح لبنان لا أن نربح العالم ونخسر لبنان. ولا نريد للبنان ومؤسساته السيادية إلا القوة والمنعة الداخلية، بهدف تأمين الأفضلية السيادية والفعالية الوطنية المقرونة بأهم صمود أسطوري تحوّل إلى نادرة استراتيجية في عالم الملاحم الدفاعية، ولذلك أي كسر للعقيدة الوطنية يضعنا في هاوية لا قرار لها”.
أما في ما يتعلق بالداخل، فشدد على “التأكيد على ضرورة الوقفة الوطنية الشاملة لانتشال هذا البلد من قعر الأزمات، لا سيما الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وبما في ذلك اليد العاملة وتسونامي الأسواق والاستشفاء وأساسيات التقاعد والخدمات والشلل الكبير الذي يطال الإدارات والمرافق العامة، والذي يضرب صميم قدرة الفئات الأكثر هشاشة وضعفاً. ولذلك لا بد من تقديم خطاب وطني عابر وضامن وسط أزمة ثقة تطال الأولويات اللبنانية، والنوايا الانتخابية، والخيارات الضامنة للعائلة الوطنية. وموازنة السنة المالية تضعنا أمام مشكلة، فيما خريطة اهتمامات الدولة وواقع الأزمات تضرب الهيكل اللبناني، ولا بد من قفزة نوعية بالأدوات والأهداف المالية وسط بلد يلفظ أنفاسه، ومنها تخصيص اعتمادات نشطة للبنية التحتية والقرى المدمرة في الجنوب وغيره، ودون ذلك سيبقى لبنان يجترّ أزماته القعرية”.