Search Icon

فيلوكاليَّا تستضيف ميخائيل نعيمه

منذ 3 ساعات

متفرقات

فيلوكاليَّا تستضيف ميخائيل نعيمه

الاحداث - خصص "صالون فيلوكاليَّا الأَدبي" الشَهري ندوةَ تموز للأَديب الكبير ميخائيل نعيمه في سهرة خاصة غصَّت بها مقاعد الباحة الوُسطى في دير الزيارة - عينطورة كسروان.

​افتتحَت اللقاءَ رئيسةُ جمعية ومعهد "فيلوكاليَّا" الأُخت مارانا سعد بكلمة جاء فيها: "لا نحتفي الليلةَ بذكرًى، بل نستدعي حضورًا لا يزالنابضًا فينا، فنلتقي بكبيرٍ ممّن لم يكتُبوا لِمَلْءِ الصفحات بل لإِيقاظالحياة فينا: نلتقي بميخائيل نعيمه...حين كانت الكلمة مزيجًا من مجاملةوخوف من المختلِف، تجرَّأَ ميخائيل نعيمه أَن يكتب ما يشعر به لا ما يُنتَظَرُمنه. فهو لم يكن مجرَّد أَديب، بل كان حالة إِنسانية شاملة، جمَعَ بين الفكرالعميق، والنفْس المتأَمِّلة، والروحِ العاشقةِ الحقَّ والخيرَ والجمال... رأَىالأَدب طريقًا لا للهرب من الواقع بل لمواجهته بنُور أَصدق، وبَصيرةأَشمل... لم يكن التجديدُ عنده خلْعًا للتراث بل ولادةً جديدة منه... في حضرة ميخائيل نعيمه نُدرك أَنَّ الكتابة ليست حِرفةً بل مسؤُولية، وأَنَّ الكلمة ليستزينةً بل فعلُ حياة، وأَنَّ الفن، حين يَصدُق، يتحوَّل إِلى صلاة... وجودُكُمالليلة هنا ليس تفصيلًا، بل شهادةُ أَنَّ الفكر ما زال يجدُ له قلوبًا تُصغي،وأَنَّ الأَدب ما زال يُقرأُ لا بالعين فقط بل بالروح أَيضًا. وها أَنتم، جمهورالفكر والمحبة، آمنْتُم بأَنَّ لقاء الأَدب هو أَيضًا لقاءٌ للحياة. فَلْنُصْغِ لاإِلى ما كُتب فقط بل إِلى الذي ما زال يُقال فينا من خلال نعيمه، وَلْندَع أَرواحنا تتذكَّر أَنّنا حين نقرأُ الكبار نكتشف كم لا يزال فينا من النُورالممْكن".

​وبعد أُغنية "سقْفُ بيتي حديد" من شعر ميخائيل نعيمه وتلحين شربل روحانا وأَداء مارك نصر (من كورال "فيلوكاليَّا")، دار حوار بين مدير "الصالون الأَدبي" الشاعر هنري زغيب والقَيِّمة على إِرث نعيمه الآنسة سُهى حداد نعيمة حول اليوم الأَخير من حياته حتى لفَظ نفَسه الأَخير، هي التي عاشت معه يوميًّا آخرَ عشرين سنة من حياته. ثم قرَأَتْ  صفحةًمن كتاب "نجوى الغُروب" يشرح فيها نعيمه العلاقة بينه وبين مي ابنة شقيقه وابنتها سُهى في طفولتها. 

​أَخيرًا كان عرضُ الفيلم الوثائقي "تسعون" الذي حقَّقه المخرج مارون بغدادي سنة 1978 بكاميرا حسَن نعماني (وكان حاضرًا بين جمهور "فيلوكاليَّا")، وهو حوار طويل مع نعيمه حول مراحل حياته المديدة، منذ طفولته في بسكنتا، فسَفَره إِلى الناصرة فإِلى بولتافا (أُوكرانيا) ثم إِلى والَّا والَّا (ولاية واشنطن الأَميركية) فلقائه بجبران حتى ودَّعه على سرير الموت لحظة لفظَ جبران نفَسَه الأَخير.

​بعد الفيلم كان نخب المناسبة في الباحة بين الجمهور، بعدما أَعلن مدير "الصالون" الأَدبي عن وَقْف اللقاءات في شهر آب وعودتِها في أَيلول مع مواعيد شهرية لـ"الصالون"، تَوَازيًا مع انطلاق "محترف الكتابة الإِبداعية" في حَرَم "فيلوكاليَّا".