الاحداث- أكد وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة "أهمية التعاون الوثيق وتضافر الجهود والتواصل بين الدولة والمجتمع المدني للخروج من اي كبوة قد تعترضنا" .
وشدد على ان "لبنان لم يكن يتيمًا عندما سارعت الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية لمساعدته اثر انفجار ال4 من شهر آب ، كما ان هذه الحكومة بإسم رئيسها لم تتنصل من المسوولية لا بل تم الاعتراف بالإهمال الذي رافق الصيرورة التي اوصلت الى هذه الجريمة وتم مساعدة عائلات الشهداء على تجاوز الأضرار التي اصابت اجسادهم وليس فقط ممتلكاتهم".
كلام الوزير سلامة جاء خلال رعايته اختتام مشروع إعادة تأهيل المساكن في بيروت اثر انفجار 4 آب وإنعاش الصناعات الثقافية والإبداعية – بيريْت BERYT" الممول من الصندوق الإئتماني والمنفذ بالتعاون مع برنامج UN-Habitat ومنظمة اليونسكو في حديقة الرميل بحضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود ، القائم بأعمال رئيس برنامج un-habitat ، هيروشي تاكاباياشي ، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا ، مدير مكتب البنك الدولي في لبنان انريكي بلانكو أرمس ،المستشار المعمار جاد تابت ، مدير القطاع الثقافي في المكتب الاقليمي لليونسكو جو كريدي.
وكان للوزير سلامة كلمة لفت فيها الى انه بعد هذا الانفجار المفجع وبايام قليلة كانت المديرية العامة للاثار التابعة لوزارة الثقافة انجزت مسحًا شاملًا للآثار المأساوية لذلك الانفجار حيث تبين ان 640 مبنى اثريا قد اصيب باضرار ومنها ما يقدر ب 50 مبنى آيل للسقوط في اي لحظة ،وهناك ما يقرب من 50 مبنى اخر ايضا يجب تدعيهم قبل فصل الشتاء.
وقال: "وقد عملت المديرية على الفور لمعالجة الابنية الاكثر تضررا لاسيما الاثرية منها واستفادت من تعاون واسع وعدد كبير من الاطراف الخارجية من بينها دول ومنظمات حكومية وغير حكومية واود ان اشير هنا الى ان منظمة اليونسكو اطلقت بالتفاهم مع المديرية العامة للاثار وبعد 10 ايام من الانفجار مشروع لبيروت كان الغطاء الاوسع لعملية الترميم وقد واكبه مساندة من منظمات مثل البنك الدولي الذي قدم هبة للمشروع ، وايضا من منظمة اليونسكو ومؤسسة ALIPH وعدد من الدول "كندا ،فرنسا ،المانيا...." وغيرها مع توجيه شكرنا وامتنانا لتقديم الدعم حيث تم انجاز بعض المشاريع خاصة وان العمل لا يزال جارياً حيث ما يزال امامنا العديد من الأبنية الي يحب ان يتم الانتهاء من ترميمها لكن في هذا الوقت فان عملية تقدير الكلفة المالية للابنية الأثرية بلغت 300 مليون دولار ولقد وجد ظلها ان لم يكن كلها ، وتأثر الحياة الثقافية في البلد بما فيه المتحف الوطني ، متحف سرسق ، متحف الجامعة الاميركية ومتاحف اخرى وعشرات صالات العروض حيث تبين ان احتياج ما يفوق المليار ونصف المليار دولار."
واضاف سلامة: " ان جزءا ً كبيرًا من هذه الأبنية تم ترميمها بدعم من المؤسسات الدولية لأننا مستمرون في ذلك كما حصل الاسبوع الماضي بحضور المديرة العامة لليونسكو وممثلين عن السفارة الايطالية سرعنا العمل بتحويل محطة سكة الحديد في مار مخايل التي تضررت من جراء انفجار المرفأ الى مركز ثقافي عامر خلال فترة لن تتجاوز العام".
وتابع: "كما تعلمون أيضًا فان الدولة تلكأت بعض الشيء للاعتراف بمسؤوليتها (عما حصل جراء الانفجار ) وهذا العام وهذه الحكومة بالذات لم تتنصل من المسوولية ودعونا إلى المكتبة الوطنية عائلات الشهداء وعملت معهم ومع وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية بمساعدتهم على تجاوز الاضرار التي أصابت اجسادهم وليس فقط ممتلكاتهم".
واستطرد سلامة:: "كما اتخذت باسم وزارة الثقافة قرارا قضى بموجبه منع هدم صوامع القمح في المرفأ والاستمرار في الحفاظ عليها كشاهد على هذه الجريمة البشعة".
واعترف رئيس الحكومة باسم الدولة اللبنانية وللمرة الاولى بالتعويض على الاهمال الذي رافق الصيرورة التي اوصلت الى جريمة الانفجار هذه ،مما يعني ان الدولة اخذت على عاتقها ان تعترف وتداوي.
واعتبر سلامة انه يمكن ان نستخلص خلال السنوات الخمس التي مرت : "بان لبنان ليس يتيمًا لانه عند اصابته في فاجعة المرفأ سارعت العديد من الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية لمساعدته وما نلمسه اليوم من مؤسسة UN-Habitat التى تقيم الاحتفال لمناسبة ترميم جميل لجزء من المباني ، وهذا دليل على الاسراع في اهتمام العالم في كبوتنا ومساعدتنا للخروج منها وهذا يدل على ان لبنان ليس يتيمًا كما سبق واشرت".
كما راى انه "عند حصول النوائب والكوارث فلا بد من تعاون بين الدولة والمجتمع المدني وتضافر جهودهما لانه ذلك من افضل الامور للنهوض من اي كبوة ،ومن يعتقد ان لهذا البلد مستقبل بدون دولة فهو مخطئ ومن يعتقد ان الدولة بمفردها قادرة على القيام بكل مهماتها فهو على نياته".
وختم سلامه: " الشكر لكل من ساعدنا في ازمتنا لكل الأصدقاء في الامم المتحدة un-habitat البنك الدولي ، ممثلي السفارات. واتجرأ واقول ان هنالك العشرات من الأبنية بحاجة الى ترميم مع شكرنا الى كل الجهات الداعمة خلال السنوات الخمس الماضية نامل الدعم المطلوب خلال السنوات المقبلة مع الاشارة الى ان محافظ مدينة بيروت والبلدية بالتعاون مع وزارة الثقافة والمديرية العامة للاثار كانوا جميعًا على تعاون منذ البداية ونحن نأمل ان يستمر هذا التعاون في الأيام والاشهر المقبلة.
تاكاباياشي
وقال القائم بأعمال رئيس برنامج UN-Habitat في لبنان هيروشي تاكاباياشي : "من خلال مشروع 'بيريت'، كان برنامج UN-Habitat في طليعة الجهود الرامية إلى إعادة تأهيل المباني التراثية المتضررة بشدة من الانفجار، بالتعاون الوثيق مع محافظ بيروت والبلدية والمديرية العامة للآثار ونقابتي المهندسين. وإلى جانب الدعم المخصص لـ الصناعات الثقافية والإبداعية المنفّذ من قبل اليونسكو، لم يقتصر المشروع على حماية التراث المعماري والثقافي، بل أتاح أيضًا للأسر المشرّدة العودة الآمنة إلى منازلها، مما ساهم في ترميم النسيج الاجتماعي للمجتمعات المتضررة وإحياء الحيوية الثقافية في المدينة".
بلانكو أرمس
وقال مدير مكتب البنك الدولي في لبنان إنريكي بلانكو أرمس: "شكّل مشروع "بيريت" استجابة عاجلة للأزمة، ونموذجًا لكيفية مساهمة التعافي الحضري والثقافي المتكامل في مساعدة المجتمعات الهشّة على رسم مسار تنموي أكثر شمولًا واستدامة. وبفضل الدعم السخي من مانحي الصندوق الائتماني المخصّص للبنان – كندا، الدانمرك، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، والنرويج – كان المشروع محوريًا في إحياء المشهد الثقافي لبيروت، مكمّلًا الجهود الداعمة لتعافي الأفراد والأعمال الأكثر تضررًا".
وفي إطار المشروع، أُنشئت اللجنة الاستشارية التقنية برئاسة محافظ بيروت، لتقديم التوجيه الاستراتيجي وضمان التنسيق بين جهود إعادة الإعمار والتعافي وحماية التراث.
عبود
وقال محافظ بيروت القاضي مروان عبّود: "عقب انفجار مرفأ بيروت، وفي وقت كان فيه عمل الحكومة مشلولاً والموارد شحيحة، عملت محافظة بيروت إلى جانب البلدية والمديرية العامة للآثار ونقابة المهندسين بلا كلل لرفع الاضرار وازالة الركام ولدعم العائلات التي نزحت من منازلها. نحن نثمّن عالياً شراكتنا مع برنامج UN-Habitat والدعم السخي من الصندوق الائتماني المخصّص للبنان والبنك الدولي، فلقد شكّلت المبادرات مثل مشروع "بيريت" بارقة أمل، وأثبت أنّه حتى في أصعب الظروف يبقى الحفاظ على تراث بيروت ودعم أهلها أمراً ممكناً وضروريا".