الاحداث- كتبت فاطمة كرنيب
رأى النائب السابق فارس سعيد "أن الانتخابات النيابية -ولو حصلت- لن تؤدي إلى التغيير المطلوب بسبب غياب المكون السني، الأمر الذي يحدث خللاً كبيراً في عملية التوازن الوطني"، مشبهاً "غياب السنة اليوم بغياب المسيحيين عام ١٩٩٢."
ولفت سعيد إلى أن "حزب الله بعد انسحاب المكون السني أصبح يقارب عملية الانتخابات بارتياح ".
ورأى سعيد ان ما يضمن أن لبنان لن يتعرض لاعتداءات في حال نزع سلاح حزب الله هو الضمانات الدولية التي جربت في لبنان، "وهي ليست نظرية"، معتبرًا " أن تطبيق "النصوص المرجعية"، أي الدستور اللبناني وقرارات الشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية، كفيل بالعبور إلى الدولة".
ولفت إلى "أن العودة إلى التحالف السياسي بين قوى ١٤ آذار مرهونة بالأحزاب، مشيرًا الى "أن "١٤ آذار ليست مجرد أحزاب مؤتلفة بين بعضها البعض بل هي فكرة وطن وهذه الفكرة لم تنهار حتى هذه اللحظة".
وأكد سعيد أن "حزب الله يريد أن يبني نظاماً مصرفياً موازياً للنظام المصرفي اللبناني من خلال القرض الحسن،" معتبرًا "أن القطاع المصرفي اللبناني جزء من منظومة عالمية للقطاع المصرفي الدولي".
ولفت سعيد الى أنه مرشح مبدئياً الى الانتخابات النيابية المقبلة ، مشيراً الى أنه سيتحالف "مع كل من يتجرأ على حمل عنوان رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان."
في ما يلي نص المقابلة:
*بعيد إعلان سعد الحريري تعليق العمل السياسي، قلت أن "الانتخابات أصبحت في مهب الريح." ثم قلت أنك لا ترى "أي تأجيل للاستحقاق الانتخابي القادم." لماذا غيرت رأيك؟ وهل من معطيات جديدة حول هذا الموضوع؟
-"هذا لا يتناقض مع ذاك. أن تكون الانتخابات في مهب الريح يعني أنها -حتى ولو حصلت- لن تؤدي إلى التغيير المطلوب، لأن غياب المكون السني، وهو المكون الذي يحدث التوازن المطلوب سياسياً ووطنياً وحتى طائفياً مع "حزب الله"، يجعل نتائج هذه الانتخابات في مهب الريح. الموضوع ليس موضوعاً إدارياً. غياب مكون أساسي من الحياة الوطنية اليوم يشبه غياب المسيحيين في عام ١٩٩٢، وهذا يحدث خللاً كبيراً في عملية التوازن الوطني. لذلك قلت أن الانتخابات في مهب الريح".
* ما هو هذا الخلل؟ وما هو التغيير الذي تطمحون إليه؟
- "الخلل هو بأن" حزب الله "بعد انسحاب المكون السني أصبح يقارب عملية الانتخابات بشكل مرتاح، وبخاصة على الصعيد السياسي. الموضوع لا يتعلق باحتساب المقاعد النيابية، بقدر ما يتعلق بالتوازن السياسي. الطوائف الأخرى، على أهميتها، هي طوائف لا يمكن أن تحدث التوازن المطلوب مع نفوذ "حزب الله" في لبنان. وحدها، برأيي، الطائفة السنية إذا وجدت بالتحالف مع كل الطوائف الأخرى قادرة على إحداث هذا التوازن".
* تطالب على الدوام بتنفيذ القرارات ١٥٥٩، ١٦٨٠، و١٧٠١ لنزع سلاح "حزب الله". ما هي الضمانات التي تؤكد أن لبنان لن يتعرض لاعتداءات في حال نزع هذا السلاح؟
-"هي الضمانات الدولية، التي جربت في لبنان، وهي ليست نظرية. منذ ١٤ آب ٢٠٠٦، ما يحدث شبه سلام في منطقة جنوب الليطاني هو تنفيذ القرار ١٧٠١. منذ أن طبق هذا القرار، توقفت الاعتداءات الإسرائيلية. وإذا استثنينا بعض التجاوزات من هنا ومن هناك، نعتبر أن الضمانات الدولية التي فرضت نفسها منذ ١٤ آب ٢٠٠٦ حتى اليوم في جنوب الليطاني، جعلت من هذه المنطقة منطقة مميزة عن لبنان، بحيث أن جنوب الليطاني وبضمانة دولية يعيش حالة من الاسترخاء والهدوء والسلام. بينما في شمال الليطاني، حيث لا ضمانة دولية، لا نزال نعيش في جهنم سياسي وأمني واقتصادي ومالي وعلى كل المستويات".
* تهاجم "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" - ولاسيما"حزب الله" بشكل أساسي- وتتهمهما بالسيطرة على الدولة ومنع قيام دولة حقيقية. أي مشروع قدمت قوى ١٤ آذار لبناء دولة حقيقية؟ وهل نشهد عودة لتحالف هذه القوى في هذه الانتخابات؟
- "تمسك قوى ١٤ آذار بالنصوص المرجعية، وهي كفيلة إذا ما طبقت بالعبور إلى الدولة. أولاً، الدستور اللبناني المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطني. ثانياً، قرارات الشرعية العربية، أي وجوب عدم التدخل بشؤون الدول العربية الداخلية. ثالثاً، قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها القرارات ١٥٥٩، ١٦٨٠، و١٧٠١. هذا هو مشروع ١٤ آذار السابق، وهذا هو مشروع كل لبناني اليوم، إذا ما أردنا العبور فعلاً إلى دولة. أما العودة إلى التحالف السياسي بين قوى ١٤ آذار فهي مرهونة بالأحزاب. ١٤ آذار ليست فقط أحزاب مؤتلفة مع بعضها البعض، هي فكرة وطن وهذه الفكرة لم تنهار حتى هذه اللحظة".
* قلت "نحن من صنع القطاع المصرفي ومن وضع له قوانين ونحن من وضع له قانون السرية المصرفية، وأموالنا محتجزة لديه وأزمتنا معه كبيرة." وقلت أيضاً "مع ذلك سنحافظ عليه للحفاظ على إنجازاتنا ومصالحنا." ما هي هذه الإنجازات والمصالح؟ ولماذا تريد المحافظة عليه رغم احتجازه الأموال ووجود أزمة كبيرة معه كما قلت؟
- "صدر قانون سرية المصارف عام ١٩٥٦، بلحظة دولية وإقليمية ووطنية مميزة. كان هناك اتجاه لدى الأنظمة العربية -وبالتحديد مصر، العراق، وسوريا- نحو اعتماد الاقتصاد الموجه وفق نموذج الاتحاد السوفياتي والاشتراكي. بتلك اللحظة، هرب رأس المال العربي، والمسلم بشكل خاص، كما المسيحي، من سوريا والعراق ومصر، وأتى إلى لبنان بفضل قانون سرية المصارف وإنجازاته وتوظيفاته في لبنان، ما جعل القطاع المصرفي يشكل العمود الفقري للنظام المالي والاقتصادي اللبناني. وعندما قلت بأننا صنعنا هذا القطاع، ونحن صنعناه من خلال قانون السرية المصرفية عام ١٩٥٦، جاء كلامي رداً على النائب محمد رعد، الذي قال "نحن لم نصنع هذا القطاع المصرفي، وبالتالي لا دخل لنا به، وإذا انهار فهذا شيء جيد،" لأن حزب الله يريد أن يبني نظاماً مصرفياً موازياً للنظام المصرفي اللبناني من خلال القرض الحسن وغيره من الأنظمة المالية. القطاع المصرفي اللبناني، كأي قطاع مصرفي في أي بلد في العالم، هو جزء من منظومة عالمية للقطاع المصرفي الدولي، وبالتالي إخراجه أو تدميره هو انسحاب إضافي للبنان من هذه العولمة التي فرضت نفسها منذ نهاية الحرب الباردة حتى اليوم".
* هل ستترشح للانتخابات؟ مع من ستتحالف؟ وما هي الأولويات التي ستعمل عليها؟
- "مبدئياً نعم. وسأتحالف مع كل من يتجرأ على حمل عنوان رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان. والأولوية هي الاستقلال، وأنا أعتبر أن الاستقلال هو مشروع دائم في لبنان، وليس للحظة".