Search Icon

“تحمّلي شوي يا جدو”… طفلة توثّق تحرّش جدّها بها في النبطية

منذ يوم

امن

“تحمّلي شوي يا جدو”… طفلة توثّق تحرّش جدّها بها في النبطية

الأحداث - اوقفت القوى الأمنية في بلدة زوطر الجنوبية – قضاء النبطية، المدعو “م.ت.”، بعد اتهامه بالتحرّش بحفيدته القاصر، وذلك إثر تقديم شكوى من والدتها، أرفقتها بتسجيل صوتي–مرئي يوثّق الواقعة.التسجيل، الذي يظهر محاولة واضحة للتحرّش، اعتُبر بمثابة دليل دامغ قاد إلى توقيف المتهم فورًا.الطفلة لم تدرك ما حصل في سنّ السادسة… والتوثيق جاء بعد التوعيةالحادثة تعود إلى ثلاث سنوات مضت، حين زارت الطفلة لبنان وهي في السادسة من عمرها. تعرّضت حينها لتحرّش من جدّها، لكنها لم تكن واعية لما حصل.لاحقًا، وعند عودتها إلى كندا، أخبرت والدتها، التي قامت بتوعيتها حول التحرّش وطلبت منها توثيق أي سلوك مشابه قد تتعرض له مستقبلًا.وبالفعل، خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، تمكّنت الطفلة من تسجيل مقطع يُسمع فيه صوت الجد وهو يقول: “بس شوية جدو، تحمّلي”، بينما تحاول الفرار منه وهي تصرخ.التحقيق يكشف عن سوابق عدلية… والعائلة منقسمةالتحقيقات أظهرت أن المتهم يملك سجلًا عدليًا يحتوي على مخالفات سابقة، منها حيازة سلاح غير مرخّص.في المقابل، يعيش أبناء المتهم المقيمون في كندا حالة من التردّد، ولم يصدر عنهم أي موقف علني، رغم أن الضحية هي ابنة شقيقهم.ضغوط ومحاولات لتسوية الملف… والعدالة على المحك في لبنان، كشفت مصادر عن مساعٍ لبعض أفراد العائلة للتواصل مع جهات سياسية بغية الإفراج عن المتهم، في خطوة اعتبرتها مصادر قانونية “تدخّلًا خطيرًا في مجرى العدالة”.كما علم “ليبانون ديبايت” بوجود وساطات تهدف إلى التوصل لاتفاق يمنح والدة الطفلة الطلاق مقابل سحب الشكوى ضد الجد.هذه المحاولات تفتح الباب أمام تساؤلات قانونية: هل يكفي سحب الشكوى لإقفال الملف؟ وهل يمكن للنيابة العامة التحرّك تلقائيًا استنادًا إلى مبدأ “مصلحة الطفل الفضلى”؟رأي خبير: “الصمت تواطؤ… والمجتمع المريض يبرّر للمعتدي”الناشطة الاجتماعية وخبيرة الحماية الأسرية، رنا غنوي، وصفت القضية بأنها “صادمة لكن غير مستغربة”،مؤكدة أن تراجع سلطة القانون يفتح الباب أمام تفشي التحرّش، خاصة ضد القاصرين.وشدّدت على أن التحرّش داخل العائلة غالبًا ما تحرّكه “فانتازمات سلطوية منحرفة”، مشيرة إلى ضرورة توعية الأطفال منذ سنّ مبكرةوأضافت: “إذا صرّح الطفل بتعرضه لتحرّش، لا يجب الغضب أو الصمت،بل احتضانه وطلب الدعم القانوني والنفسي فورًا. لأن السكوت هو جريمة ثانية بحق الطفل”.الخلاصة: بين “العيب” والعدالة… لبنان أمام اختبار أخلاقي وقانونيقضية زوطر الجنوبية تضع المجتمع اللبناني أمام امتحان قاسٍ: إما الانتصار للعدالة والطفلة الضحية، أو الاستسلام لمنطق “العيب” ومحاولات طمس الحقيقة.حين يُوثّق تحرّش داخل العائلة بالصوت والصورة، لا يجوز تسوية الملف ولا المساومة عليه.الرهان اليوم على قضاء حرّ ونزيه… لأن حماية الأطفال ليست خيارًا، بل واجب لا يقبل التراخي.