Search Icon

ترامب يبدأ جولة إقليمية تاريخية من السعودية

منذ 10 ساعات

ترامب يبدأ جولة إقليمية تاريخية من السعودية

الاحداث-  عشيّة بداية أولى جولاته الخارجية منذ توليته رئيساً، وفي ظلّ المتغيّرات الدولية المتسارعة، يترقب العالم ما ستحمله جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى إطفاء حرائق الحروب وإحلال السلام، على كلّ من السعودية وقطر والإمارات، من قرارات وإعلانات قد تعيد رسم المنطقة وتغيّر المعادلات في قضايا عدة، من ملف المفاوضات النووية بين أميركا وإيران وانعكاساتها على أذرع طهران المعطوبة، مروراً بتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي الذي سيحضر ترامب غداً قمته في "عاصمة السلام"، الرياض، وصولاً إلى مساعي إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، ومحاولة توسيع "اتفاقات أبراهام" التي كان قد هندسها خلال ولايته الأولى.

وقبيل انطلاقه إلى الرياض، وصف ترامب زيارته إلى المنطقة بأنها ستكون "زيارة تاريخية"، فيما رحّب مجلس الوزراء السعودي في جلسته الأخيرة بالزيارة الرسمية لترامب إلى البلاد، معرباً عن تطلّعه إلى أن تسهم في تعزيز أواصر التعاون والشراكة الاستراتيجية للبلدين الصديقين وتطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما ورؤيتهما المشتركة، حسب وكالة "واس". وأكدت الخارجية الأميركية أن "زيارة ترامب إلى السعودية ودول الخليج تبرز المكانة التي توليها واشنطن لعلاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن التنسيق مع السعودية عنصر أساسي في معالجة قضايا تتجاوز حدود الإقليم.

في السياق، اعتبر الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في جامعة الدول العربية خالد منزلاوي في حديث مع قناة "العربية" أن زيارة ترامب تأتي في وقت محوري لمواجهة التحدّيات الإقليمية والدولية. وأوضح أن "السعودية تتمتع بثقل محوري في استقرار المنطقة، وقد أثبتت قدرتها على لعب دور الوسيط الدولي، كما في المحادثات الأميركية - الروسية، ما يعزز ثقة واشنطن وحلفائها بدور السعودية في تقريب وجهات النظر وحلّ النزاعات". ورأى أن الشراكة السعودية - الأميركية تدفع نحو تحقيق جملة من الأهداف المشتركة في المنطقة، أبرزها مكافحة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار، والتقدّم في حلّ القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن "التعاون الأمني يشمل تطوير استراتيجيات فعالة ضدّ التنظيمات المتطرّفة، وتكثيف الجهود لضبط الأمن البحري، والتصدّي لشبكات تهريب الأسلحة التي تهدّد أمن المنطقة".

وبعد إفادة عدة تقارير بمساعٍ من قِبل واشنطن للتوصّل إلى اتفاق لوقف النار في غزة قبل انطلاق جولة ترامب في المنطقة، أكد الجيش الإسرائيلي أن آخر رهينة يحمل الجنسية الأميركية على قيد الحياة عيدان ألكسندر عبر إلى داخل إسرائيل إثر إطلاق "حماس" سراحه في ظلّ وقف للقتال في القطاع للسماح بعبور آمن لألكسندر، لكن من دون التوصّل إلى اتفاق أوسع نطاقاً. وأكدت "حماس" أنها أفرجت عن ألكسندر في بادرة حسن نية منها تجاه ترامب، حاضة الرئيس الأميركي، الذي اعتبر أن الإفراج عن ألكسندر "خبر رائع"، على أن يستكمل العمل لإنهاء الحرب، في حين رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الفضل بإطلاق سراح ألكسندر يعود للضغط العسكري الإسرائيلي في غزة والضغط السياسي الذي مارسه ترامب، مشيراً إلى أنه تحدّث إلى سيّد البيت الأبيض أمس، الذي أكد التزامه تجاه إسرائيل.

وبينما رأت قطر ومصر أن الإفراج عن ألكسندر خطوة مشجّعة على طريق المحادثات في شأن هدنة جديدة، ذكر مكتب نتنياهو أن إسرائيل سترسل وفداً إلى قطر الخميس لمناقشة مقترح جديد يهدف إلى تأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن، لكنه أصرّ على أن خطط الحملة العسكرية الموسّعة على غزة ستستمرّ، موضحاً أنه بحث مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف والسفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي جهود تنفيذ خطة ويتكوف لإطلاق سراح الرهائن.

في الغضون، أكدت عائلة ألكسندر أن الأخير سيسافر إلى الدوحة للقاء ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حسب "القناة 12" الإسرائيلية. وبينما التقى ويتكوف مع عائلة ألكسندر في إسرائيل تزامناً مع إعلان إطلاق سراحه، أفادت "هيئة البث الإسرائيلية" بأن أميركا تحض إسرائيل على الدخول في محادثات مع "حماس" لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن هذه هي الرسالة التي يسعى ويتكوف إلى نقلها خلال اجتماعاته في إسرائيل.

أمّا في ما يتعلّق بالمفاوضات الأميركية - الإيرانية، فاعتبر ترامب أن طهران تتفاوض "بذكاء" وأن سلوكها "معقول للغاية" في الوقت الحالي، موضحاً أنه "نريد أن تكون إيران دولة غنية وسعيدة وعظيمة، لكن لا ينبغي أن تمتلك أسلحة نووية"، في وقت فرضت فيه واشنطن عقوبات جديدة على إيران، شملت مواطنين إيرانيين، فضلاً عن شركة "فناوران آینده‌ نكر بویا بارس" التي تنشط في مجال التقنيات الحساسة، حسب الخزانة الأميركية. بالتزامن، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الإمارتي عبدالله بن زايد في أبوظبي.

وعلى صعيد الملف السوري، أشار ترامب إلى أنه قد يخفف العقوبات الأميركية على دمشق "لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة"، في حين أفادت صحيفة "التايمز" بأن ويتكوف يؤيّد عقد لقاء بين ترامب والرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع في الرياض، مشيرة إلى أن الشرع قد يعرض على ترامب صفقة معادن على غرار أوكرانيا، فضلاً عن طرحه إجراء محادثات مع إسرائيل. وذكرت أن الشرع قد يوافق على منطقة منزوعة السلاح قرب الجولان وأنه يريد من ترامب رفع العقوبات مقابل تقديم تنازلات. وأفادت عدة مصادر مطّلعة لوكالة "رويترز" بأن بناء برج ترامب في دمشق وتهدئة التوتر مع إسرائيل ومنح أميركا حق الوصول إلى النفط والغاز السوري، تندرج جميعها في خطة استراتيجية يتبناها الشرع في محاولة للقاء ترامب خلال زيارته إلى الشرق الأوسط.

هذا ونشر ولي العهد السعودي صورتين على حسابه على منصة اكس له ولترامب وأخرى للعاهل السعودي مع ترامب وكتب تحتهما أهلًا وسهلًا.