Search Icon

بين التمنّي والواقع: كيف صُنِع خبر زيارة لم تحصل؟

منذ ساعة

سياسة

بين التمنّي والواقع: كيف صُنِع خبر زيارة لم تحصل؟

الاحداث- كتب إيلي خوري

في زمن تتسارع فيه الأخبار وتتقدّم فيه الرواية الإعلامية أحيانًا على الوقائع، يبرز مجددًا نموذج «الخبر المصنَّع» الذي يُروَّج له لأهداف سياسية أو دعائية، بعيدًا من أي معطيات فعلية. فالمعلومات التي توافرت أخيرًا حول خبر احتمال زيارة رئيس أحد التيارات السياسية المسيحية إلى المملكة العربية السعودية تكشف بوضوح آلية إنتاج هذا النوع من الأخبار وتعميمه.

فبحسب المعطيات، لم يصدر الخبر عن أي جهة رسمية لبنانية أو سعودية، ولا استند إلى اتصالات دبلوماسية أو سياسية معروفة، بل كان مصدره التيار السياسي المعني نفسه. وقد تولّى إعلاميون محسوبون على هذا التيار توزيع الخبر وتعميمه في وسائل الإعلام ومنصّات التواصل، بناءً على توجيهات مباشرة من رئيس التيار، في محاولة لإيهام الرأي العام بوجود انفتاح سياسي أو اختراق خارجي مرتقب.

غير أنّ الواقع، وفق المصادر المطلعة، يُظهر أنّ هذا الطرح لا يقوم على أي وقائع ملموسة، بل يندرج في إطار تمنّيات شخصية وأحلام سياسية يراود بها رئيس التيار نفسه منذ فترة، في ظل عزلة سياسية يعاني منها داخليًا وخارجيًا. ويأتي هذا الأسلوب في سياق محاولات متكرّرة لإعادة تعويم الدور السياسي وإظهار التيار وكأنه لا يزال لاعبًا مقبولًا على الساحة الإقليمية.

وتعيد هذه الواقعة طرح إشكالية الخلط المتعمّد بين الإعلام والدعاية، وبين الخبر والموقف السياسي، حيث يجري استخدام الإعلام كأداة لبناء صورة افتراضية لا تعكس حقيقة المشهد السياسي. كما تضع علامات استفهام حول مسؤولية بعض المنابر الإعلامية التي تنقل مثل هذه الأخبار من دون التحقّق من مصادرها أو التدقيق في خلفياتها.

في المحصّلة، تكشف هذه القضية أنّ صناعة الأخبار الوهمية قد تمنح أصحابها جرعة إعلامية مؤقتة، لكنها سرعان ما تسقط أمام الوقائع، وتُسهم في تآكل المصداقية السياسية والإعلامية على حدّ سواء، في وقت يحتاج فيه اللبنانيون إلى معلومات دقيقة لا إلى أوهام سياسية معلبة

Link Whatsapp