الاحداث- أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن زيارة البابا لاون إلى بيروت تحمل رسائل إلى داخل لبنان وخارجه، مع ترجيحه عدم انعكاسها على الوضع الأمني والسياسي انطلاقاً من أن "دور البابا يدخل في المبادئ والأخلاقيات الكبرى".
وفي مقابلة مع "الشرق الأوسط"، تحدث عن بعدَين خارجي وداخلي للزيارة، مشيراً إلى أن "للبعد الداخلي مستويات عدة، إيمانية - سياسية موجهة للمسيحيين بتأكيده أن وجودهم ودورهم يجب أن يكون محفوظاً في لبنان، لكن ليس على حساب الطوائف الأخرى، والمستوى الثاني هو أن البابا يشعر بالقلق الكبير حول مستقبل لبنان المنهك بالصراعات الداخلية التي لا تنتهي، وهو أتى ليقول: أياً كان الوضعان الإقليمي والمحلي، فلهذا البلد قدرات الحياة والازدهار، وثروته الأساسية هي شبابه ومكوناته".
بو عاصي رأى أن مواقف البابا التي دعت إلى السلام تدخل في المبادئ والأخلاقيات الكبرى انطلاقاً من عدم قدرته على التأثير المباشر في الدينامية السياسية والأمنية والعسكرية الإقليمية، مضيفاً: "كان واضحاً بالتأكيد أن هذه المنطقة لا بد أن تدخل في ديناميكية السلام والاستقرار ونبذ الحروب والمواجهات العقيمة، والنأي بعيداً عن الصراعات الإقليمية التي يدفع لبنان دائماً ثمنها، وتوجَّه للبنانيين ولبنان الذي يعيش اليوم مرحلةً دقيقةً، برسالة واضحة وهي أنه، لا تيأسوا، والأهم قوموا بما عليكم فعله على المستويين الداخلي والخارجي لعدم الدخول في دوامة عنف جديدة".
أما الرسالة التي حرص البابا على أن يبعث بها من خلال زيارته، فهي بحسب بو عاصي، التأكيد أن "لبنان موجود، وفي قلب المعادلة، وليس دولة هامشية في المنطقة". وأضاف: "أعاد وضع لبنان في قلب الخريطة والمعادلة، وليس فقط عنصر تفجير يجب تفكيكه بالصراع بين الحزب وإسرائيل، إنما أيضاً بوصفه وطناً، ودولة عندها تاريخها وثقافتها ومكوناتها".
ورغم تأكيد بو عاصي ضرورة "عدم التقليل من أهمية المشهد العام الذي رأيناه جامعاً بين رجال الدين والطوائف"، فإنه يلفت إلى تكرار المشاهد المماثلة في كل حدث كبير "لكن للأسف بات اللبنانيون مشككين بها وتبقى غير كافية، خصوصاً أن طابعها روحي ديني، ولبنان مؤلف من مكونات عدة، وتتحكم فيه الاعتبارات السياسية والتموضعات السياسية الداخلية والخارجية، التي من الطبيعي، ألّا تدخل فيها مواقف البابا".