Search Icon

باسيل: حزب الله فقد قوته الردعية بسبب خطأ استراتيجي والحرب قائمة عمليًا والسلطة اللبنانية عاجزة

منذ شهرين

سياسة

باسيل: حزب الله فقد قوته الردعية بسبب خطأ استراتيجي والحرب قائمة عمليًا والسلطة اللبنانية عاجزة

الاحداث- اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في برنامج “هلّق شو” على قناة “الجديد” مع الإعلامي جورج صليبي، تعليقاً على سؤال حول إمكانية وقوع حرب، أنّنا “في منطقة تهتز وسيناريوهاتها كبيرة، ويمكن الذهاب بسيناريو الحلّ الشامل الذي يتحدث عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو سلام 2025 في الشرق الأوسط”، لافتاً إلى أنّه “حتى يحصل ذلك، يجب نسج اتفاق كبير عنوانه الأساسي الاتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، لأنها القوة الممانعة في المنطقة، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بحلّ الدولتين”.

وأوضح أنّه “في السيناريو الأقل وطأة هناك سلام بارد، بينما في السيناريو الأول يرتاح لبنان ونتمنى أن يحصل هذا الأمر ونذهب في اتجاه سلام حقيقي ينال فيه لبنان حقوقه”.

ولفت إلى أنّ “السيناريو الثاني هو هدنة مؤقتة يبقى فيها سيف الحرب مصلتاً على لبنان لمنع حزب الله من استعادة قوته، ويبقى فيه أيضاً اليمين الإسرائيلي في حالة تهديد”.

واعتبر أنّه “مقابل ذلك هناك خطر حرب حقيقية متجددة”، موضحاً أنّ “الحرب عملياً لا تزال قائمة وتنخفض وترتفع وتيرتها تبعاً للمزاج والرغبة الإسرائيليين”. وقال: “من الواضح أنّ الرئيس الأميركي يضع الضوابط لإسرائيل ويسعى لتذكيرها بأنها أصبحت في عزلة دولية، وفي الوقت نفسه يدعمها بشكل كامل”.

ولفت إلى أنّ “هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى مشكلة داخلية في لبنان، خصوصاً وأننا نعيش في بلد يدافع فيه كلٌّ عن وجوده، وعندما نصل إلى هذا الحد يصبح الإنسان مستعداً للموت دفاعاً عن وجوده”.

وأشار إلى أنّه “في ميزان القوة الداخلية، حزب الله لديه القدرة ولا مصلحة له بالدخول في مشكلة داخلية، لكنه لا يخفي أنه إذا تمّ المسّ به فسيقوم بالدفاع عن نفسه”، لافتاً إلى أنّه “وعلى لسان أمينه العام، هدّد بحرب أهلية”.

وتابع: “لا نقول إنّه يحقّ له أن يقوم بذلك، ولكن أيضاً يتمّ وضع حزب الله في إطار أن هناك وجوداً إسرائيلياً في الجنوب، وهناك سوريا والفصائل المسلحة من الجهة الشرقية والشمالية، وأيضاً هناك لبنانيون في الداخل يهددونه ويستعملون معه لغة تهديدية”.

وأكد أنّ “القرارات التي اتخذت في الحكومة بشأن حصرية السلاح نحن معها، ولكن السؤال كيف ننفذها وفي أي إطار”، لافتاً إلى أنّ “الدولة، وفي إطار حفظ سيادتها وأمنها، يجب أن تضع استراتيجية دفاع وطني تُدخل حزب الله وسلاحه ضمنها، على أن يكون القرار للدولة التي تدافع عن السيادة”.

وشدد على أنّ ذلك “يجب أن يترافق مع قوة للجيش اللبناني وضمانات دولية عنوانها الأساسي تحييد لبنان”، مؤكداً أنّه “بهذا الإطار، وعبر وضع لبنان في وضعية أممية قد تكون ضمن اتفاق دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، ويتمّ التوافق الداخلي حولها وقبولها من محيط لبنان، في سوريا وإسرائيل التي يجب أن توقف الخروق، عندها لا يعود هناك مبرر لسلاح حزب الله الذي هو وسيلة وليس غاية”.

وقال: “الحلّ بالقوة في المنطقة ثبت أنه لا يدوم، أما الحلّ الدائم والطويل الأمد فيجب أن يكون قائماً على استعادة الحقوق”.

ولفت إلى أنّه “إذا ذهبت أميركا في اتجاه الحلّ الدائم، تكون تؤمّن لإسرائيل أمنها وتؤمّن للبنان والدول العربية حقوقها، وتؤمّن للمنطقة كلها سلاماً قائماً على الازدهار والتنمية الاقتصادية، فينتقل التنافس من السلاح النووي والآلة العسكرية إلى الاقتصاد والتكنولوجيا”.

وعن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ورئيس جهاز المخابرات المصري اللواء حسن رشاد والرسائل التهديدية التي تصل إلى لبنان، لفت إلى أنّه “لا يمكن أخذ هذه الرسائل إلا على محمل الجد”، وقال: “لكن أيضاً جزءاً من ذلك هو ضغط، لأنه لو استطاعت إسرائيل أن تحقق أهداف الحرب وحدها لفعلت ذلك، وغزة هي أفضل مثال”.

وتابع: “لا نريد أن يُدمَّر البلد ويتكرر السيناريو، فلا إسرائيل نجحت في الدخول ولا حزب الله يمكنه أن يتعاطى وكأن لا واقعَ عسكرياً جديداً”.

ورأى أنّ “السلطة لا تتعاطى بالمسؤولية اللازمة وتعطي وعوداً متناقضة للخارج على عكس ما تعطيه للداخل”، مشيراً إلى أنّه “بدل أن تعمد الحكومة إلى حوار حول الاستراتيجية الدفاعية، أقرت ورقة لم تستطع تنفيذها”.

وشدد على أنّ “العلة الأساسية التي أوجدت المقاومة هي أن إسرائيل محتلة، واليوم هناك خمس نقاط محتلة، وهي أعطت ذريعة لـحزب الله حتى لا يسلّم سلاحه”. وقال: “السلاح وسيلة أم غاية في حد ذاته؟”.

وعن كلام رئيس الحكومة نواف سلام لمجلة باري ماتش عن تحوّل حزب الله إلى حزب سياسي من دون جناح عسكري، لفت باسيل إلى “أننا مع هذا الكلام، لكن الواقع العسكري أثبت سقوط الردع”.

وأضاف: “لكن لماذا قبل جميع اللبنانيين ومنحت كل الحكومات بعد الطائف الشرعية لـحزب الله لحمل السلاح، بدءاً من حكومة الرئيس سليم الحص عام 1990؟ تلك الحكومات، سبعة منها مثّلت فيها القوات والكتائب، وبالتالي كان هناك إجماع لبناني على أن سلاح حزب الله والمقاومة له وظيفة دفاعية”.

وعن عدم تسليم السلاح من دون ثمن، أكد أنه “لا يجوز التعاطي بنفسٍ انهزامي استسلامي”، وقال: “الواقعية تقتضي القول إن حزب الله ارتكب خطأً استراتيجياً بالدخول في حرب الإسناد وفقد قوته الردعية، وهذا يضعه في موقع أنه خسر الشرعية الدفاعية، والآن خسر الشرعية الحكومية بالقرار الذي اتخذته الحكومة وهو جزء منها حتى اليوم”.

وأضاف: “لكن هناك جانباً آخر، وهو أن إسرائيل لا تزال محتلة وتعتدي علينا كل يوم، فهل سنقبل بهذا الواقع ونسلّم بأن إسرائيل تفعل ما تريد؟ نحن اليوم نعيش وصاية خارجية مقنّعة، فهل سنقبل بذلك؟”.

وتابع: “أنا لا أقبل بذلك، ولهذا نقول إنه لا يزال لدينا القوة للدفاع، سواء بالدبلوماسية أو بالاستراتيجية الدفاعية أو غيرها”.

وقال: “يجب إقرار ورقة لبنانية هي عبارة عن استراتيجية دفاعية، خصوصاً وأن حزب الله لم يعد في وضع يسمح له بالممانعة”، لافتاً إلى أن “الحكومة، عوضاً عن أن تقرّ ورقة أميركية، فلتدرس ورقة لبنانية تقضي بتسليح الجيش وتزويده بأسلحة دفاع جوي أو بري كصواريخ الكورنيت”.

وعن التفاوض، أكد أنّ “إسرائيل عطلت عملية التفاوض”، موضحاً أن “شكله هو جزء من إظهار صلابة الدولة في الموضوع”، وقال: “ليس لديّ مشكلة بشكل التفاوض، سواء كان مباشراً أو غير مباشر، فأهمية الشكل تتعلق بالمضمون لتثبيت موقف معين”.

وأوضح أنّه “ليست المرة الأولى التي يحصل فيها تفاوض ضمن لجان أمنية أو أمنية – مدنية، فعندما يجلسون في الناقورة يكون هناك الطرفان اللبناني والإسرائيلي، وفي التفاوض حول الحدود البحرية كان هناك لجنة عسكرية – مدنية، وقد أصررنا على وجود مدنيين رغم أن السيد حسن نصرالله طلب وقتها ألا يكون مدنيون في الوفد اللبناني، وقلت آنذاك إنّ الملف ليس عسكرياً فحسب، بل له جانب اقتصادي، وكان في الوفد اللبناني مدير عام القصر الجمهوري وممثل عن هيئة إدارة النفط وأصحاب اختصاص، وكان وجودهم ضرورياً، وهذا ليس محرّماً”.

وذكّر بأنّه “تحدث عن السلام في المقابلة مع قناة الميادين فقامت القيامة”، موضحاً أنّه “في كنيسة مار مخايل، وفي لقاء في ذكرى التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وأمام نواب من حزب الله، قلت إن موقفنا يجب ألا يكون استنساخاً لأحد، لكننا في الوقت نفسه نريد حقوقنا”.

وسأل: “السلام المستدام له شرطه، وهل بين مصر وإسرائيل سلام حقيقي؟”، وقال: “أفكر أنه يوماً ما يجب أن نُصلي في القدس، ولماذا يجب أن نُمنع من ذلك؟”.

ورأى أن “المطلوب أن يذهب لبنان إلى سلام عادل وطويل ودائم، وبما يعني لبنان يجب أن نسترد أرضنا وأن يتوقف الاعتداء علينا وأن نستثمر ثرواتنا وأن تتم إعادة اللاجئين السوريين والفلسطينيين”، وقال: “أنا مع أن يبقى لبنان ضمن المنظومة العربية، خصوصاً وأن المملكة العربية السعودية لا تزال تحمل لواء حلّ الدولتين، ولمَ لا يكون لبنان في هذه المنظومة، وانعكاس ذلك عليه سيكون جيداً”.

وتابع: “إذا رأينا العراق وما يحصل في سوريا، نخشى على لبنان من عدوى التقسيم، وهنا أهمية تضامن اللبنانيين”، معرباً عن اعتقاده أنّ “أيّ حلّ آخر غير التضامن سيأخذنا إلى صراع داخلي ينهك لبنان”.

وقال: “يجب عدم الانجراف إلى أحلام تقسيمية، وهنا يظهر النفس الوحدوي اللبناني، فالانقسام يضرب جوهر لبنان، والفتنة إلى أين توصلنا؟ ألم نتعلم من الحرب فنعود إلى كل واحد يعيش في كانتونه؟ هناك نغمة تقول إنه لا يمكننا العيش معاً، ولذلك نتمسك بمنطق وحدوي يجمع”.

Link Whatsapp