Search Icon

انفجار "مشبوه" يدمي الجيش وترقب التحقيق... تجاوز وقح للتدخل الإيراني يستدعي رد الخارجية

منذ 12 ساعة

من الصحف

انفجار مشبوه يدمي الجيش وترقب التحقيق... تجاوز وقح للتدخل الإيراني يستدعي رد الخارجية

الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول:"هذه المرة لم يكن خافياً انقلاب القاعدة العالمية التي تقول ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته، اذ ان الانفجار او التفجير الذي أودى بثلة من شهداء الجيش وجرحاه في منشأة وربما نفق للسلاح الثقيل من الصواريخ  والقذائف التابع لـ"حزب الله" في وادي زبقين في منطقة صور حمل كل الشبهة الثقيلة بإمكان حصول شيء مريب... حتى ثبوت العكس في التحقيق الذي يجريه الجيش حول الحادث الدموي الدراماتيكي. لم يكن أدل على الخطورة والشبهة اللتين أحاطتا بالانفجار من الموجة العارمة لردود الفعل الفورية الجامعة التي أطلقت في لبنان تضامنا مع الجيش وتشديداً على أحادية دوره والتلميحات الكثيرة إلى الشكوك والريبة في مسببات الانفجار اذ تلاحقت الردود بصورة تجاوزت تماما التسليم بوقائع عادية او طبيعية للحادث. والحال ان الحادث سواء ثبت انه كان نتيجة ظروف غير مشبوهة او مشبوهة ، جاء وسط وقائع شديدة الالتباس ليس اقلها ان التحركات الاعتراضية لانصار "حزب الله" في عراضات الدراجات النارية بدأت تتسبب بتوترات يخشى ان تسبب صدامات مع القوى الأمنية والجيش الذي اصدر امس قبل اقل من ساعتين على حادث الانفجار بيانا لافتا حذر فيه من تعريض البلاد لاي اهتزازات. ثم ان الحادث جاء أيضا غداة تهديد غير مسبوق من رئيس كتلة نواب "حزب الله" محمد رعد باستحالة التخلي عن سلاح الحزب قائلا بتحد سافر للمسؤولين وللدولة والجيش وكل الآخرين  "يروحوا يبلطوا البحر ".
 
والأخطر والأسوأ أن الحادث تزامن مع الفصل الأشد فجاجة ووقاحة وتحدياً للسيادة اللبنانية الصادر عن إيران على لسان أعلى مستشار للمرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي يعلن تحديه السافر لقرارات الدولة اللبنانية كأنه أراد إعلان سقوط كل الأقنعة عن الأسباب الكامنة وراء هجمة "حزب الله" على القرارات الأخيرة للدولة. وهو الأمر الذي استفزّ السلطة اللبنانية ودفع بوزارة الخارجية اللبنانية إلى الرد الفوري العنيف على ولايتي.
 
فقد اكد ولايتي، امس أن طهران تُعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، وفق ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" للأنباء. وقال إنّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك". وأضاف: "على العقلاء في لبنان منع نزع سلاح حزب الله ومواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية"، مشيراً إلى أنّ "الهدنة بين إسرائيل ولبنان يجب ألا تمنع حزب الله من الدفاع عن بلاده".
 
كما أكد أنّ "المقاومة في لبنان ستقف في وجه المؤامرات التي تهدف إلى نزع سلاحها"، متسائلاً: "إذا تخلّى حزب الله عن سلاحه، فمن سيتولّى مسؤولية الدفاع عن أرواح وأموال اللبنانيين؟".
 
ولاحقاً أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الرد الاتي: 
"تشجب وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية التصريحات الأخيرة الصادرة عن السيد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تشكّل تدخّلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وليس هذا التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين الإيرانيين الرفيعين على التمادي في إطلاق مواقف مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية لا تعني الجمهورية الاسلامية بشيء. وإنّ هذه الممارسات المرفوضة لن تقبل بها الدولة اللبنانية تحت أي ظرف، وهي لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقًا كان أم عدواً، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية.
وتُذكّر وزارة الخارجية اللبنانية القيادة في طهران بأنّ الأجدر بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركزّ على تأمين احتياجاته وتطلعاته، بدل التدخّل في أمور لا تخصّها.
إن مستقبل لبنان وسياساته ونظامه السياسي هي قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم، عبر مؤسساتهم الدستورية الديمقراطية، بعيدًا عن أي تدخلات أو إملاءات أو ضغوط أو تطاول. وإنّ الدولة اللبنانية ستبقى ثابتة في الدفاع عن سيادتها، وستردّ بما تقتضيه الأعراف على أي محاولة للنيل من هيبة قراراتها أو التحريض عليها". 
 
أما حادث الانفجار فأدى إلى استشهاد 6 جنود من الجيش اللبناني خلال الكشف على مخزن أسلحة وتفكيك محتوياته داخل منشأة لحزب الله في المنطقة الواقعة بين بلدة مجدلزون-  وزبقين قضاء صور فيما جرح ٥ عسكريين آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات للمعالجة. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بعد الظهر البيان الآتي: "أثناء كشف وحدة من الجيش على مخزن للأسلحة وعملها على تفكيك محتوياته في وادي زبقين- صور، وقع انفجار داخله، ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد ٦ عسكريين وإصابة آخرين بجروح. تجري المتابعة لتحديد أسباب الحادثة."
وفي وقت لاحق أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بيانا آخر نعت فيه  المؤهل أول الشهيد عباس فوزي سلهب والمجند الشهيد احمد فادي فاضل والمجند الشهيد ابراهيم خليل مصطفى والمجند الشهيد هادي ناصر الباي والمجند الشهيد محمد علي شقير والمجند الشهيد يامن الحلاق الذين استشهدوا بتاریخ 9/8/2025 جراء وقوع انفجار أثناء الكشف على مخزن أسلحة وذخائر، وذلك في وادي زبقين – صور. ووزعت نبذات عنهم.

 
وأفادت معلومات بأنّ شهداء الجيش اللبناني من عديد اللواء الخامس وفوج الهندسة سقطوا في موقع عسكري كبير لحزب الله في صور توجد فيه كميات كبيرة من المدافع والصواريخ، وموقع الانفجار الذي استشهد فيه عناصر الجيش بمثابة نفق كبير .
 
وعلى الأثر أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، اطلع منه على ملابسات الحادثة الأليمة. وأعرب الرئيس عون عن ألمه لاستشهاد العسكريين وعزى ذويهم والجيش بفقدهم ، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى. وقال الرئيس عون: "الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين. واني اذ احيي في هؤلاء الشهداء الأبطال روح التضحية والوفاء، وأقدر تضحياتهم الجسيمة التي قدموها من أجل أمن لبنان واستقراره، اؤكد إن استشهادهم ليس نهاية المطاف، بل شعلة أمل تنير درب الأجيال القادمة وتذكرهم بأن حرية الوطن لا تُصان إلا بالتضحيات الجسيمة". وختم بالقول: "دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً، وستبقى منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل. رحم الله شهداءنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته".