Search Icon

«الشكوى» توحِّد الموقف اللبناني.. ونتنياهو يتوعَّد حزب الله
سلام يتحرَّك دبلوماسياً إغاثياً.. والميكانيزم تستأنف إجتماعاتها بعد غد

منذ 14 ساعة

من الصحف

«الشكوى» توحِّد الموقف اللبناني.. ونتنياهو يتوعَّد حزب الله
سلام يتحرَّك دبلوماسياً إغاثياً.. والميكانيزم تستأنف إجتماعاتها بعد غد

الاحداث- كتبت صحيفة "اللواء": ينتظر لبنان والعالمان العربي والدولي اليوم أحداثاً بالغة الأهمية، ويمكن وصفها بالأيام "التاريخية" بين مشاركة الرئيس دونالد ترامب في استقبال الاسرى الاسرائيليين ومن جنسيات أخرى بعد الافراج عنهم من قبل "حماس" والفصائل الفلسطينية وإلقاء كلمة في الكنيست قبل أن يحضر الى شرم الشيخ لترؤس قمة يشارك فيها 20 زعيماً الى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تضع تقرير التوجهات الكبرى لإنهاء حرب غزة، وضمان عدم العودة اليها.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ "اللواء" ان لبنان والعالم  ما زال تحت تأثير اتفاق وقف اطلاق النار في غزة وترى ان انعكاسات هذا الإتفاق ستتظهَّر مع مرور الوقت.
وقالت المصادر ان هناك عدة ملفات تتم متابعتها رسمياً لاسيما بالنسبة الى الاعتداءات الاسرائيلية والتي تعرقل وفق المسؤولين اللبنانيين تنفيذ خطة الجيش في حصرية السلاح.
وقالت ان زيارة وزير الخارجية السوري ستتم متابعة نتائجها في وقت لاحق  من خلال العمل على ترجمة ما تم الإتفاق بشأنه خلال هذه الزيارة.
ولاحظت المصادر توحُّد الموقف اللبناني الرسمي، قبل الشكوى اللبنانية لمجلس الأمن، وبعدها.
وتتجه الانظار الى جنوب لبنان، اذا صمد وقف النار في غزة، وسارت خطة ترامب على ما هو مرسوم لها من تعزيز وجهة انهاء الحرب، لجهة دعم جهود الحكومة لحصر سلاح حزب االله، ضمن خطط الجيش اللبناني، في وقت يمضي فيه الجيش الاسرائيلي بغارات ضغط شبه يومية.
وفي تهديد مباشر لحزب االله، توعد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الحزب، بقوله: ما زالت امامنا تحديدات امنية كبيرة جداً، البعض من اعدائنا يحاولون التعافي لضربنا من جديد.. لكننا سنتولى أمرهم ولم يكشف عن المزيد..
لكن مصادر مقرَّبة من "الثنائي الشيعي" استبعدت انفجار الوضع مجددا بين اسرائيل وحزب االله، والاستمرار بظروف المراوحة الحالية، بانتظار موقف الولايات المتحدة وفرنسا والدول الضامنة لوقف النار.
ودعت المصادر الى انتظار ما سيُسفر عنه اجتماع "للميكانيزم" (اي لجنة الاشراف على وقف النار) بعد غد الاربعاء، وفقا لمعلومات الرئيس نبيه بري.
في هذا الوقت، تنتظر الحكومة اللبنانية مآل الشكوى التي تقدمت بها ضد اسرائيل على خلفية العدوان الضخم ضد منشآت وآليات مدنية ولها اصحابها المعروفون، وهي تجارية، وتستخدم في عمليات الجرف وفتح الطرقات وازالة الركام في منطقة مصيلح فجر السبت الماضي.
العدوان على مصيلح
فمنذ فجر السبت خطف العدوان الاسرائيلي على منطقة المصيلح البعيدة عن الحدود اكثر من  40 كيلومترا، الانظار عن التطورات السياسية المحلية، نتيجة حجم الاضرار التي تسببت بها اكثر من عشر غارات، من سقوط شهيد سوري الجنسية واصابة 7 مواطنين من اهالي البلدة بجروح وتدمير نحو 300 جرافة والية حفر، واضرار واسعة في المنازل والممتلكات. ما دفع لبنان الى التحرك للمرة الاولى منذ تشكيل الحكومة لمواجهة هذا العدوان بطلب رئيس الحكومة نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم "شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي". 
واعطى وزير الخارجية توجيهاته الى بعثة لبنان لدى المنظمة الدولية لتقديم الشكوى. وطلب الوزير رجي من بعثة لبنان الدائمة في نيويورك نشر رسالة الشكوى وتوزيعها كوثيقة رسمية على كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وادت الغارات الى انقطاع طريق المصيلح بالكامل بسبب الاضرار الكبيرة التي لحقت بها، كما احترق مبنى تابع لأحد معارض الجرافات.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "هاجم بنية تحتية إرهابية تابعة لحزب الله في منطقة جنوب لبنان، وفككها، حيث كانت هناك آليات هندسية تستخدم لإعادة بناء البنية التحتية الإرهابية في المنطقة التي كانت تتواجد فيها".
وجاءت الغارات وعمليات القصف المدفعي على غزة بعد سريان اتفاق وقف اطلاق النار، ومن ثم الغارات العنيفة فجر السبت على معارض الجرافات والآليات في منطقة المصيلح بجنوب لبنان، وقبلها مجزرة آل شرارة في بنت جبيل، ويوم السبت الماضي القاء مسيرة معادية قنبلة على قوات اليونيفيل في كفركلا والتي ادت الى جرح جندي من القوات الدولية، لتؤكد ان الكيان الاسرائيلي لا ولن يلتزم بالاتفاقات ويطبق مفاعيلها بما يناسب توجهاته العدوانية الامنية والسياسية، وسيبقى يمارس ضغوطه بالنار والقتل حتى الاستجابة لمطالبه وشروطه التعجيزية.
لذلك بات الكلام عن "انعكاسات إيجابية لإتفاق غزة على لبنان" بمثابة كلام في الهواء لا صدقية له حتى يلتزم الاحتلال بكل مندرجات الاتفاق مع لبنان. ولعل كلام رئيس الجمهورية جوزف عون بعد العدوان على المصيلح ابلغ دليل على ان العدو يحاول استثمار اتفاق غزة في لبنان بمزيد من الضغط العسكري، وهو ما بات يستوجب تدخلا دوليا فاعلا لا كلاميا، لا سيما تدخلا اميركيا، لوضع حد لعدم التزام الاحتلال بوقف الاعمال العدائية، بعد التصعيد الواسع لمنع لبنان واهل الجنوب من اي عمل يعيد الاستقرار ولو بحده الادنى الى القرى الحدودية، حتى برفع انقاض المنازل المهدمة أو ترميم ما يمكن ترميم وإصلاح ما يمكن منها للسكن مجددا.
ولاقى العدوان ردود فعل محلية واسعة حيث قال الرئيس جوزاف عون:مرة أخرى يقع جنوب لبنان تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية بلا حجة ولا حتى ذريعة. لكن خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الطرف الفلسطيني فيها، على ما تضمنه هذا الاتفاق من آلية لاحتواء السلاح وجعله خارج الخدمة. وهو ما يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية. منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بتعويض غزة في لبنان، لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل. كما السؤال عن أنه طالما تم توريط لبنان في حرب غزة، تحت شعار إسناد مطلقيها، أفليس من أبسط المنطق والحق الآن، إسناد لبنان بنموذج هدنتها، خصوصا بعدما أجمع الأطراف كافة على تأييدها؟!.
واكد " إن مسؤوليتنا عن شعب لبنان كله وأرضه كلها، تفرض علينا طرح هذه التحديات، لا مجرد التنديد الواجب بعدوان سافر".
أن مسؤولية الدولة تجاه الشعب والأرض تفرض طرح هذه التحديات على المجتمع الدولي، لا الاكتفاء بالتنديد بعدوان سافر.
كما  قال الرئيس بري : العدوان الإسرائيلي السافر في شكله ومضمونه وفي زمانه ومكانه وبالأهداف التي طاولها لن يغير من  قناعاتنا وثوابتنا وثوابت وقناعات أهلنا ، الذين مجددا بأرواحهم ومنازلهم ومصادر رزقهم يدفعون ثمن تمسكهم بأرضهم وحقهم المشروع في حياة كريمة.
وتابع: المشهد يحكي عن نفسه ويعكس الطبيعة العدوانية للكيان الإسرائيلي، فهو كما في كل مرة ليس عدوانا على المصيلح وأهلها وأصحاب المنشآت الصناعية فيها، إنما هو عدوان على لبنان وأهله كل اهله هناك إستهدف المسيحي كما المسلم وإختلط الدم بالدم ، فلنتوحد من هناك من أجل لبنان في مواجهة العدوان.
ونقل عن بري مساء امس قوله: ان العدوان يستهدف منع اعادة اعمار الجنوب، ولكن لن يثنينا عن إصرارنا على إعادة إعمارها لمنع اسرائيل من تحويل القوى الأمامية إلى شريط حدودي على غرار الذي أقامته طوال فترة احتلالها الجنوب قبل تحريره في 25 أيار- مايو عام 2000. وأن إصرارنا على إعادة إعمار البلدات المدمرة وتأهيل البنى التحتية هو الرد العملي على مخطط إسرائيل بتحويل البلدات الحدودية وبقوة النار إلى منطقة عازلة منزوعة من السلاح ويصعب العيش فيها، وأولى أولوياتنا إعادة بناءها وتأهيل مرافقها الحيوية وبناها التحتية.
وصدرت مواقف ادانة للعدوان عن وزارة الخارجية وعدد كبير من الوزراء والنواب والقوى السياسية.
توجهات سلام
وكان الرئيس سلام الموجود في باريس بزيارة خاصة، قد تابع نتائج الاعتداء الإسرائيلي عبر التواصل مع الوزراء فايز رسامني ومحمد حيدر واحمد الحجار وياسين جابر لمعاينة موقع الاعتداء واضراره ودرس دعم المواطنين، كذلك اتصل سلام بكل من رئيس مجلس الجنوب الدكتور هاشم حيدر واطلع منه على مجرى عملية مسح الاضرار، ورئيس الهيئة العليا للإغاثة العميد بسام النابلسي طالبا منه تقديم كل الدعم المطلوب للمتضررين.
استمر العدو الاسرائيلي في تكثيف اعتداءاته على الجنوبيين، فنفذت مسيرة معادية عصر السبت، غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة قرب المدرسة الرسمية في حي الطبالة على طريق بلدة برج قلاويه- خربة سلم. وافيد عن ارتقاء مواطن هو الشهيد علي حسين سلطان من بلدة الصوانة المجاورة.
والقت مسيرة معادية قنبلة صوتية على بلدة كفركلا تلاها قنبلة حارقة اشعلت حريقا. وقد تدخلت مسيرات معادية واجبرت عناصر الدفاع المدني والجيش على الانسحاب من خراج كفركلا لإخماد حريق شب في المحلة. وعصرا القت مسيرة إسرائيلية قنبلتين على جرافة في بليدا الحقتا بها اضرارا كبيرة لكن من دون وقوع اصابات.
 اما امس، ألقت مسيرة "إسرائيلية" معادية قنبلة صوتية بين راميا وعيتا الشعب. وسجل طيلة النهار وحتى المساء تحليق للطيران الاسرائيلي فوق المصيلح وقرى الجنوب والضاحية الجنوبية. وجالت درون إسرائيلية في أجواء بلدة يحمر الشقيف، وبثت عبر مكبرات الصوت رسائل تحريضية ضد حزب الله و المهندس طارق مزرعاني جاء فيها: "المهندس طارق مزرعاني يستمر في مؤامراته ولا يحق له الرجوع حتى يتم الإعمار". 
 من جهة ثانية، وفيما لم يصدر اي رد فعل عن لجنة الاشراف الخماسية على قرار وقف اطلاق النار اي رد فعل على الاعتداءات، أصدرت قوات "اليونيفيل" في لبنان، امس الأحد، بيانا بشأن إلقاء طائرة إسرائيلية قنبلة قرب القوات الدولية في بلدة كفركلا، ما أسفر عن إصابة أحد جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، تلقى على إثرها الإسعافات الأولية.
وقال البيان إن "جنود حفظ السلام رصدوا في وقت سابق طائرتين مسيرتين تحلقان في محيط الموقع قبل وقوع الانفجار، ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه هذا الشهر الذي يستهدف جنود حفظ السلام بقنابل أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي.
واكد البيان أن "هذا الحادث يمثل انتهاكا خطيرا جديدا للقرار 1701، واستخفافا مقلقا بسلامة جنود حفظ السلام الذين ينفذون مهامهم بموجب تفويض مجلس الأمن"، وختم: تجدد اليونيفيل دعوتها لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى وقف جميع الهجمات على جنودها أو بالقرب منهم الذين يعملون من أجل تعزيز الاستقرار الذي التزمت كل من إسرائيل ولبنان بالحفاظ عليه.
ورد الناطق بإسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي على بيان اليونيفيل بالقول:"تم التحقيق في الحادث وجرى التأكيد على أنظمة الحفاظ على الأمان في تنفيذ غارات بالقرب من مواقع لقوات اليونيفيل. إلى جانب ذلك سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل ضد تموضع وأنشطة حزب الله التي تشكل تهديدا على إسرائيل. يؤكد الجيش الإسرائيلي أنه يعمل ضد محاولات إعادة ترميم بنى تحتية عسكرية لـ "حزب االله".