الاحداث- يفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم السبت،، دير مار شربل الجديد في فرنسا.
وكان البطريرك الراعي، ترأس مساء أمس قداسًا احتفاليًا في كنيسة سيدة لبنان في العاصمة الفرنسية باريس، في حضور شخصيات روحية وسياسية واجتماعية فرنسية ولبنانية، إضافة إلى حشد من المؤمنين.
وبعد الانجيل المقدس، شدّد البطريرك الراعي على أن رسالة المسيحيين هي الشهادة للحقيقة: حقيقة الله المتجسدة في المسيح، حقيقة الإنسان ومعنى حياته، وحقيقة التاريخ كمسار خلاص لا يُفهم إلا عبر المسيح. وأضاف: "مشروعنا كمسيحيين، في لبنان أو في فرنسا، هو إعلان الحقيقة".
وتوقف عند معنى لبنان كـ"وطن الرسالة"، مستذكرًا قول البابا يوحنا بولس الثاني عام 1980 إن استقلال لبنان يجب أن يكون مناسبة لإعلان هويته الحقيقية كوطن جامع.
السفير اللبناني يكرم الراعي
وبعد القداس، أقام السفير اللبناني في فرنسا ، ربيع الشاعر ، مأدبة عشاء على شرف البطريرك الراعي والوفد المرافق .
وفي المناسبة، ألقى السفير الشاعر كلمة قال فيها:"بصفتي سفير لبنان في فرنسا، يشرفني كثيرًا، ويملؤني شعور مميز شخصي خاص، وأنا أستقبلكم هذا المساء في مقر سفارة لبنان في باريس.
صاحب الغبطة، إن زيارتكم إلى العاصمة الفرنسية بمناسبة تدشين دير القديس شربل للرهبنة اللبنانية المارونية، حدث بالغ الرمزية. فهو يحتفي بحيوية كنيستنا وقوة حضورنا الروحي والثقافي في باريس، هذه المدينة التي يحملها كثير من اللبنانيين في قلوبهم، والتي لطالما احتلت مكانة مميزة في تاريخ وطننا.
إن باريس بالنسبة إلينا مدينة استقبال وحوار وثقافة وحرية – وهي قيم يشترك لبنان في عمقها، وتجسدونها أنتم يا صاحب الغبطة من خلال التزامكم الدائم بالوحدة والسلام وسيادة لبنان.
اسمحوا لي، وبفخر متواضع، أن أذكر أنني حظيت بشرف أن أكون أحد طلابكم في الجامعة. وما زلت أحتفظ بذكرى أستاذ نادر المطالب، يجمع بين العمق الفكري والإيمان الحي – وهي صفات تحملونها اليوم على رأس كنيستنا بحكمة وعزم.
واليوم، فيما ينخرط لبنان في مسيرة نهوضه، فإننا محظوظون بأن يكون لنا رئيس وحكومة تتلاقى مواقفهما الوطنية مع مواقفكم: مواقف لبنان الحر، السيد، المحايد، والأمين لرسالته في العيش المشترك والانفتاح.
إن حضوركم بيننا هذا المساء ليس فقط بركة روحية، بل هو أيضًا رسالة قوية: رسالة لبنان القائم، المتجذر في قيمه، والمتجه نحو المستقبل.
مرحبًا بكم، صاحب الغبطة، في هذا البيت الذي هو بيتكم، وفي باريس التي تبقى قلبًا نابضًا لجميع اللبنانيين في العالم".
وكان سبق القداس، اجتماع عقده البطريرك الراعي في العاصمة الفرنسية، شارك فيه المطران بيتر كرم، مدبر الإبرشية المارونية في فرنسا، والمونسنيور عصام أبي خليل، الوكيل البطريركي في باريس.
وقد تم خلال اللقاء البحث في شؤون كنسية والتأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون بين الكنائس الشرقية وكنيسة فرنسا.
كما حضر الاجتماع النائب الأسقفي ومدير جمعية L’Œuvre d’Orient ، حيث تم التطرق إلى الأوضاع الاجتماعية والتحديات التي تواجه لبنان وفرنسا في المرحلة الراهنة.
وأكد البطريرك الراعي حرص الكنيسة المارونية على تعميق روابط الشراكة مع الكنيسة في فرنسا، لما فيه خير المؤمنين وتعزيز قيم الإيمان والعدالة والسلام في المجتمعين اللبناني والفرنسي.