الاحداث- كتب ابراهيم بيرم في صحيفة النهار يقول:"عندما تعمد "حزب الله" أن يجدد الدعوة الموجهة إلى جمهوره للمشاركة في احتفال إضاءة صخرة الروشة بصورتي أمينيه العامين السابقين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، بعد أقل من نصف ساعة على التعميم الذي أصدره رئيس الحكومة نواف سلام وبدا كأنه يحظر على الحزب استخدام هذا المعلم، باعتبار أنه من الأملاك العامة التي يحظر استخدامها من دون الاستحصال على إذن من السلطات الرسمية المعنية، ثمة من أدرج الأمر في خانة الدلالة على سعي الحزب إلى أمرين:
الأول إصراره على المضي في التحدي مع الذين أطلقوا إشارة الرفض المبكر لهذا الاستخدام، وهم نواب العاصمة، قبل أن يتضامن معهم آخرون لاحقا، انطلاقا من أن المعلم بيروتي ويحرّم استخدامه لأغراض حزبية.
الثاني أن الحزب قد اتخذ قرارا ضمنيا بالتصعيد والمواجهة بعدما أخذ سلام المسألة بصدره.
وبناء عليه، انطلق حديث جديد في الأوساط المعنية فحواه أن الحزب وسلام، اللذين تواجها معا طوال أشهر ستة مضت على خلفية قرار حصر السلاح، قد قررا مجددا عن سابق تصميم، أن يذهبا نحو محطة نزاع أخرى، وإن تحت عنوان موضوع بدا أقل أهمية.
لذا لم يكن مفاجئا أن تحتقن الأجواء مجددا ويمتد الاحتقان ليشمل المشهد السياسي ويرتفع منسوب المخاوف والاحتمالات السلبية.
وصباح أمس، كان الحزب يؤكد بلسان أحد مسؤوليه الإعلاميين أن التوجه الثابت لديه هو المضي قدما في إنفاذ هذا النشاط المقرر سلفا، وهذا ليس من قبيل التحدي والاستفزاز لأي جهة كما يشيع البعض، بل من باب أنه حق مكتسب للحزب بما هو مكون أصيل يستخدم هذا المعلم لإحياء مناسبة يراها وطنية بامتياز، نسجا على تجارب سابقة متعددة استخدمت فيها الصخرة لإحياء مناسبات محلية وأجنبية ذات طابع سياسي واجتماعي وغير ذلك. وهذا يعني أن الحزب لا يتحدى ولا يتصدى.
وخلص إلى أن الاعتراض عنده له تفسير أن "المعترضين يريدون جرّنا إلى مشكلة نرى أن البلاد والعباد في غنى عنها".
واللافت أن المسؤول عينه يقلل من أهمية دعوة البعض إلى حوار مع الحكومة والجهات المختصة للتفاهم على مخرج يجنب البلاد الذهاب نحو أزمة، ويقول إن "المشكلة ليست عندنا بل هم من خلقها وهم من عليهم إعادة النظر والتراجع إذا كانوا فعلا حرصاء على الاستقرار العام".
ومع ذلك، فإن نائب الحزب عن بيروت أمين شري اجتمع بمحافظ بيروت مروان عبود للبحث عن معالجات للموضوع، لكن ما أثار استياء الحزب وفق مصادره أن المحافظ أبلغ متصلين به بعد اللقاء أنه لم يعط الحزب الإذن المطلوب، في حين أن شري أكد أنه لم يطلب إذنا أو ترخيصا من المحافظ لأنه لا يرى ضرورة لذلك، وأن الزيارة كانت من باب الإعراب عن الرغبة في تبريد الأجواء وتبديد الاحتقان.
وبحسب مصادر الحزب، فإنه مصرّ على تنظيم تلك الفاعلية في موعدها المقرر مبدئيا، وقد أبلغ من يعنيهم الأمر أنه حريص على إتمام الفاعلية بكل هدوء غدا الخميس ووفق ما نصت عليه الدعوة.
وعليه، يرى الحزب أن "الكرة الآن عند الحكومة ونحن ننتظر كلمتها الفصل لنبني على الشيء مقتضاه، خصوصا أننا أبلغنا إلى المعنيين رؤيتنا العامة للقضية، على أن توضع في إطارها الطبيعي لا أن تضخم وتُستغلّ لتعكير الاستقرار".