Search Icon

التصعيد الإسرائيلي يطلّ من بوابتي المرفأ والجنوب
الختام البابوي: لسلام بين الأعداء

منذ 30 دقيقة

من الصحف

التصعيد الإسرائيلي يطلّ من بوابتي المرفأ والجنوب
الختام البابوي: لسلام بين الأعداء

الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن يقول:"ودّع لبنان الحبر الأعظم لاوون الرابع عشر، ليستقبل من جديد ملفاته الساخنة والمصيرية التي لا مفرّ منها. ثلاثة أيام شكّلت استراحة وطنية ومعنوية، غمرها الفرح والرجاء، وحملت رسائل دعم وتصويب في آنٍ للدولة والكنيسة. إذ أفادت معلومات لـ "نداء الوطن" بأن البابا خلال لقائه الخاص مع الأساقفة الكاثوليك في مقر السفارة البابوية، أمس الأوّل، كان "شديد الصراحة"، خصوصًا في ما يتعلّق بإصلاحات كنسية داخلية، بات تنفيذها ملحًّا وضروريًّا، وتخضع لمراقبة وعناية فاتيكانية حثيثة.

وبين إقلاع الطائرة البابوية من مطار رفيق الحريري الدولي، واستعداد بيروت لإنزال دبلوماسي عربي ودولي مرتقب اليوم وغدًا، فجّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، "قنبلة أمنية" فوق ملف تفجير المرفأ، مشيرًا إلى أن "الفرقة 121 في حزب الله اغتالت شخصيات تجرّأت على كشف الحقيقة". والمفارقة أن أهمية هذه "المتفجّرة" لا تكمن في مضمونها أو المعلومات التي أوردتها، بل في توقيتها، إذ جاءت بعد ساعات من وقفة وجدانية مؤثرة للبابا أمام موقع الانفجار، إجلالًا لأرواح ضحايا الرابع من آب.

 

مقاربات جديدة للشرق الأوسط

وإذا كان اليومان الأولان من زيارة خليفة بطرس، قد اتسما بالأبعاد الروحية والإنسانية والثقافية، فإن اليوم الأخير، حمل مواقف أكثر وضوحًا في مقاربة الإشكاليات السياسية الجوهرية. ففي القدّاس الإلهي الذي أُقيم صباح أمس على الواجهة البحرية لبيروت، بحضور آلاف المؤمنين والمسؤولين، شدّد البابا لاوون الرابع عشر على أن "الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة، تتجاوز الانقسامات السياسية والدينية، وتفتح صفحة من المصالحة والسلام". ودعا في عظته إلى عدم اليأس، متوجّهًا إلى لبنان النازف والمشلول، بالقول: "قم انهض وكن علامة للسلام في المشرق". وخلال مراسم الوداع في المطار، دعا الحبر الأعظم في كلمته إلى أن "نُشرك الشرق الأوسط بأسره في الالتزام من أجل السلام والأخوّة، بما في ذلك مَن يُعتبَر اليوم عدوًّا". أضاف: "علينا أن نوحد الجهود كي يستعيد لبنان رونقه. وهناك طريقة واحدة لذلك: أن نجرد القلوب من السلاح، وأن نُسقط دروع انغلاقنا العرقي والسياسي، وأن تنفتح معتقداتنا الدينية على اللقاء المتبادل وأن نوقظ في داخلنا حلم لبنان الموحد حيث ينتصر السلام والعدالة، وحيث يعترف الجميع ببعضهم البعض كإخوة وأخوات".

 

العبرة في الإفادة من الزيارة 

في هذا السياق، رأت مصادر كنسية أن كلام البابا، رغم صياغته الهادئة المعهودة في أدبيات الكرسي الرسولي، حمل في مضمونه رسائل مباشرة تتقاطع مع التحذيرات الدولية والعربية للبنان بضرورة التحرّك قبل فوات الأوان. فالفاتيكان، وإن كان يختلف في أدواته ووسائله عن سائر القوى الدولية، إلا أنها تلتقي معًا في الدعوة إلى استعادة الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة، وحصر السلاح بيد الشرعية وحدها. وأكد المصدر لـ "نداء الوطن" أن العبرة تبقى في كيفية الإفادة من زيارة الحبر الأعظم، مشيرًا إلى أن البابا يُولي الوضع اللبناني اهتمامًا بالغًا، وقد وعد بالتواصل مع عواصم القرار، وعلى رأسها واشنطن، للعمل على إيجاد مخرج للأزمة وتجنب انزلاق البلاد نحو حرب جديدة. كما سيجري اتصالات مع الدول الفاعلة، بما فيها تل أبيب، للحؤول دون العودة إلى أتون الدمار. ولفت المصدر إلى أن البابا اطّلع على مختلف وجهات النظر خلال زيارته، وهو من أشدّ الداعمين لقيام دولة قوية، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه يعني بقاء الفوضى واستمرار دورة العنف، في ظلّ قناعته بأن السلاح غير الشرعي يشكّل وقودًا دائمًا للأزمات والانهيارات. 

وبينما يتهيّأ لبنان، لاستقبال وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي سيجول على المسؤولين، والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وترقب وصول بعثة مجلس الأمن الدولي، آتية من سوريا، وتضم 14 سفيرًا يمثلون الدول الأعضاء في المجلس، كشفت مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ "نداء الوطن" أن الوفود الدولية التي ستحطّ هذا الأسبوع ستتحدّث بصوت واحد، حاملة رسالة واضحة إلى المسؤولين: ضرورة تفكيك البنية العسكرية لـ "حزب الله" في أسرع وقت ممكن، لتجنب تصعيد إسرائيلي وشيك، حيث عاود الطيران المسير الإسرائيلي، فور مغادرة البابا، تحليقه فوق الضاحية الجنوبية والبقاع. وفي معلومات من الزميلة جويس عقيقي إلى الـ mtv، أفادت بأن أورتاغوس ستشارك فقط في اجتماع "لجنة الميكانيزم" في الناقورة وتغادر بعدها الأراضي اللبنانية من دون أن تلتقي أي مسؤول سياسي، على أن تعود إلى بيروت يوم الجمعة المقبل لتلتقي عددًا من المسؤولين السياسيين في لبنان.

 

الخيارات شارفت على الانتهاء

إذًا، لم يعد أمام الدولة اللبنانية، وفق المصادر الدبلوماسية، متسع من الخيارات، وحتى خيار "التفاوض مع إسرائيل" تجاوزته التطوّرات الميدانية. وتشير المصادر إلى أن الأجواء الإقليمية غير مطمئنة، ولا وجود لأي مبادرات أو وساطات تهدويّة في الأفق، خصوصًا بعد سقوط المبادرة المصرية، التي أسقطها "حزب الله" بتشدّده وإصراره على شروطه. في المقابل، تطرّق الإعلام الإسرائيلي إلى الاجتماع الذي جمع أورتاغوس، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، وشارك فيه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، شلومي بيندر، مقدّمًا عرضًا مفصّلًا حول تعاظم قدرات "حزب الله". أما الرسالة التي ستنقلها أورتاغوس وفق الإعلام الاسرائيلي إلى المسؤولين اللبنانيين في وقت لاحق من هذا الأسبوع، فهي واضحة وحاسمة: "إمّا أن تتحرّكوا أنتم... أو ستتحرّك إسرائيل". توازيًا، أكد دبلوماسي أوروبي في حديث لـ "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن "هناك خطرًا من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية بعد اغتيال قيادي في حزب الله"، مشددًا على أن "من حق إسرائيل التحرك إذا حاول "حزب الله" استعادة نشاطه في جنوب لبنان". إلى ذلك، كشف الدبلوماسي عن أن "إسرائيل قد تشن ضربة على إيران خلال 12 شهرًا"، مشيرًا إلى أن "طهران تواصل التصعيد وتتجاهل التحذيرات الدولية مع ارتفاع التوتر في لبنان والضفة الغربية".

Link Whatsapp