الأحداث - أقام إقليم الكورة الكتائبي حفلا تكريميا للرفاق الذين أمضوا أكثر من خمسين عاماً في صفوف الحزب، وذلك في الحديقة العامة في كوسبا بحضور حزبي ورسمي وشعبي حاشد حيث مثّل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، النائب الثالث لرئيس الحزب الدكتور نبيل حكيم، كما حضر نائب رئيس الحزب الثاني ميشال خوري، نائب الأمين العام الدكتور إيلي صقر، النائبان فادي كرم وأديب عبد ، المسيح،رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس مالك فارس ورؤساء بلديات ومخاتير ولفيف من الشخصيات السياسية والنقابية والاجتماعية.كما شارك في الحفل الأب جوزيف عبود ممثلاً راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، والأب جورج يوسف ممثلاً المطران جوزيف نفاع، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب السياسي ورؤساء المصالح الحزبية.وألقت رئيسة الإقليم كلمة ترحيبية أشادت فيها بالتزام المكرّمين وبصمودهم في أحلك الظروف.وقالت:"نلتقي لنكرّمَ رجالًا لم يكونوا عابِرين في الحزب، بل كانوا منارتَهُ وركيزتَهُ، حملوا القضيةَ في القلبِ والعقلِ، وخاضوا من أجلها كلَّ المعارك، في السياسةِ كما في الميدان، في زمنِ الحربِ كما في زمنِ السلم.خمسونَ سنةً من الالتزامِ الحزبيّ، خمسونَ سنةً من الإيمانِ بقضيةٍ تُدافعُ عن الإنسانِ وكرامتِهِ، وتُجسّدُ ثلاثيةَ الكتائب: الله، والوطن، والعائلة.وتابعت متوجهة الى المكرمين: "إنّكم تُجسّدونَ المعنى الحقيقيَّ للثباتِ على الموقف، والاستمراريةِ في الانتماء، والتجذّرِ في الأرضِ التي أنبتت رجالًا لا يتبدّلونَ مع الريح، ولا يساومونَ على القيم.أنتم من ربطَ تاريخَ الحزبِ بحاضرِه، ليبقى حزبُ الكتائبِ حزبَ الشهداءِ ، حزبَ لبنانَ الحقيقيِّ لا لبنانَ التسويات."وأضافت: "لا يسعُنا في هذا اليومِ أن نغفلَ عن ذكرِ شهداءِ حزبِ الكتائبِ اللبنانيّة، جميعِهم، دونَ استثناء.من الذينَ ارتفعتْ أسماؤُهم مناراتٍ في تاريخِ الحزبِ والوطن، كالرئيسِ الشهيدِ الشيخِ بشير الجميّل، والوزيرِ الشهيدِ بيار أمين الجميّل، والنائبِ الشهيدِ أنطوان غانم.إلى أولئك الذينَ سقطوا بصمتٍ، مجهولي الأسماءِ في الإعلام، المعروفينَ في ذاكرةِ النضالِ والوفاء.فكلُّ شهيدٍ في الكتائبِ هو كبير، لأنَّهُ قدَّمَ الأكبر: حياتَهُ، في سبيلِ القضيةِ والحرّيّةِ ولبنان."وأكدت غصن ان إقليمَ الكورةِ الكتائبيَّ، وبفضلِكم وبفضلِ تاريخِكم النضاليّ، باقٍ في طليعةِ العملِ الحزبيّ، حاضرٌ في كلِّ استحقاق، مستعدٌّ لكلِّ معركةٍ ديمقراطيّة، ونحنُ عازمونَ على مواصلةِ النضالِ بثباتٍ وثقةٍ، لتكريسِ الحضورِ الكتائبيِّ في الكورةِ وتعزيزِه، بما يليقُ بتاريخِ هذه الأرضِ وأبنائِها، وبما يعكسُ إرادةَ الناسِ بالتغييرِ والعبورِ نحوَ لبنانَ الذي نؤمنُ به."وختمت بالقول:"نجتمعُ اليومَ، لا فقط لنكرّمَ الماضي، بل لنؤسّسَ للمستقبل.ولذلك، لا بدَّ من كلمةِ شكرٍ كبيرةٍ إلى القيادةِ الحزبيّة، إلى الأمانةِ العامّة، وإلى رئيسِ الحزبِ النائبِ سامي الجميّل، هذا القائدِ الشجاعِ، الثابتِ في المواقف ،الذي يخوضُ معركةَ بقاءِ لبنانَ من موقعِ المسؤوليّةِ الوطنيّةِ، لا المصلحةِ الشخصيّة." الدكتور نبيل حكيم وبكلمة باسم الحزب حيّا فيها نضال الكتائبيين في الكورة وتاريخهم النقي. وقال: "في حضن هذه الطبيعة الكورانية الساحرة، المتميّزة ببلداتها وقراها التاريخية، وبتراث أهلها العريق، والغنية بعطاءاتها العلمية حتى قيل فيها إنها موطن العلم من كل اختصاص، فرجالها أغنوا الثقافة اللبنانية بما يعتزّ به كل لبناني ويفخر، إذ كان لهم السبق في الإبداع، خصوصًا في مجال الفكر والفلسفة والأدب والطب، وكان لهم الامتياز في مؤسسات التعليم العالي في لبنان والخارج.وتابع: "ومن ميزات هذه الأرض المباركة، تفاعل العقائد الدينية والسياسية الذي هو الأساس في تشكيل المجتمع الكوراني وتطوره. فالعقائد التي انتشرت في هذه الربوع هي العنصر الفاعل في هوية هذا المجتمع وتعدديته وديناميكيته السياسية والاجتماعية. فالتفاعل بين العقائد يصنع تاريخ المجتمعات، ويبلور هوياتها، ويوفر لها سلمها الأهلي، ويعلّم أبناءها احترام التنوّع.وأضاف: "نلتقي اليوم في هذه الأرض الطيبة المعطاء، وفي هذه المناسبة الرفيعة، لنحتفي بمسيرة عطاء وتضحية لرجال كتائبيين أمضوا خمسين عامًا ويزيد في صفوف الحزب، مناضلين في خدمة لبنان، فأغنوا السيرة الحزبية وزادوها عزمًا وإصرارًا على الجهاد الفكري والنضالي.لا نقف اليوم لنعترف لهم بعطاءاتهم وتضحياتهم في سبيل المبادئ والقيم التي آمنوا بها فحسب، إنما أيضًا لأنهم قدّموا لنا، بصمودهم وثباتهم في وجه التحديات، أمثلة للوطنية الصادقة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. فكانوا الصوت الكتائبي الدوي بالحق والحرية والكرامة."وأردف قائلا: "هذا الصوت هو إرثنا في الدفاع عن الحق والحرية والكرامة، ومن المؤكد أن أجيالنا القادمة ستستلهم من تجربتهم الحزبية دروسًا في الثبات على متابعة السيرة، وبهديٍ منهم، بما يحقق للوطن سيادته واستقلاله، وللشعب حقوقه وحريته وكرامته.فحزبنا منذور للدفاع عن حقوق الوطن وحقوق الناس، فهو حزب ديمقراطي اجتماعي كانت له إسهامات تأسيسية في حماية حقوق الناس، وبخاصة العمال منهم. نذكر منها قانون العمل والنقابات في العام 1946، والضمان الاجتماعي في العام 1963."وتابع:"بين الكورة وحزب الكتائب رباط عضوي تعود جذوره إلى فكرة القومية اللبنانية، التي من أوائل مفكريها ابن هذه الأرض المباركة، الدكتور شارل مالك، المشارك اللبناني العربي الوحيد في إعداد وصياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فكان له الدور الأساسي في هذا الإنجاز الإنساني التاريخي.إن أبعاد تفكيره الإنساني متلازمة مع أبعاد تفكيره القومي اللبناني والكياني اللبناني. حزبنا هو حزب الكيانية اللبنانية، المهورة بفكر شارل مالك، القائل بالحرية جوهرًا لوجود لبنان، وبالحياة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين جوهر رسالة لبنان العالية."وأضاف:"الحياة المشتركة هي معنى وجدان الكتائب الوطني، الذي يتضمّن المشاعر والقيم والمعتقدات التي تربط الكتائبيين بإخوانهم اللبنانيين، ويشمل مشاعر الفخر بالانتماء إلى لبنان، والولاء له، والجهوزية الدائمة للدفاع عن كيانه وهويته، وحماية تراثه، والسعي الدؤوب لتحقيق مستقبل أفضل لشعبه المهدد في وجوده ومصيره."وأضاف:"فالهجرة تستنزف شبابه بشكل مأساوي، حيث لا إرادة حرة له في ذلك، بل إنه قدر فُرض عليه، إمّا بالعنف والتهديد، وإمّا بالفقر والبطالة وسوء الأحوال وانعدام فرص العمل والحياة الكريمة. فحروبنا الأهلية، وحروب الآخرين عندنا، ألزمت الكثيرين وأكرهتهم على الهجرة.هاجروا حلمًا بفرص عمل أفضل ومستوى معيشي أعلى. حتى ولو تحقق لهم ذلك، فهم يحلمون بالعودة. ولكن متى؟متى قامت دولة تشعرهم أنها بحاجة إليهم؟ وأنها حريصة على توفير حياة كريمة لهم ومستقبل واعد لأبنائهم؟متى أشعرتهم باستقرار سياسي وأمني، وحفظت لهم حقوقهم كمواطنين مقيمين، وفي مقدمتها حقوقهم في الشراكة السياسية؟هنا تأتي أهمية الكلام على قانون انتخابات نيابية يسمح لهم بمشاركة تامة وغير منقوصة أو مشوّهة لا تحترم إرادتهم في تحديد ما لديهم من خيارات."