الاحداث- دخل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يومه السادس، الأربعاء، مع تبادل عنيف للضربات الصاروخية، وسط تحذيرات شديدة اللهجة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي دعا طهران إلى “الاستسلام غير المشروط”، ولوّح بإمكانية تصعيد عسكري أميركي مشترك مع إسرائيل.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن إيران أطلقت وابلين من الصواريخ باتجاه أراضيه في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ما أدى إلى دوي انفجارات في سماء تل أبيب. وفي رد مباشر، طلبت إسرائيل من سكان منطقة طهران مغادرتها، تمهيدًا لسلسلة من الغارات الجوية على أهداف عسكرية، شملت جامعة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، ومنشأة “خجير” للصواريخ الباليستية، التي سبق أن تعرضت لهجوم في تشرين الأول الماضي.
وفي بيان عسكري إسرائيلي لاحق، أوضح أن أكثر من 50 طائرة مقاتلة نفذت ضربات دقيقة استهدفت مواقع متصلة بتطوير أجهزة الطرد المركزي ومصانع إنتاج الأسلحة الإيرانية، وذلك ضمن ما وصفته إسرائيل بأنه “جهد واسع لتقويض برنامج إيران النووي والصاروخي”.
وذكر البيان أن الهجمات استهدفت موقعًا لتصنيع مكونات الصواريخ الباليستية وصواريخ أرض–جو، ومواقع لإنتاج المواد الخام اللازمة لتجميعها، مؤكدًا أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بنسب لا تتوافق مع الاستخدامات المدنية.
في موازاة ذلك، قال مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية إن إيران تمتلك أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، وتعدها وسيلة ردع أساسية في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.
سياسيًا، صعّد ترامب نبرته تجاه طهران، قائلاً عبر منصته “تروث سوشيال”: “صبرنا بدأ ينفد”، وأضاف في منشور لاحق: “استسلام غير مشروط”. وفي إشارة لافتة، قال إن موقع المرشد الإيراني علي خامنئي معروف، لكنه استدرك بالقول: “لن نقضي عليه… على الأقل ليس في الوقت الراهن”.
مصادر مطلعة كشفت أن ترامب وفريقه يدرسون خيارات تصعيدية، تشمل ضربات مشتركة مع إسرائيل تستهدف منشآت نووية داخل إيران. وقد ناقش هذه الخيارات خلال اجتماع دام 90 دقيقة مع مجلس الأمن القومي، بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز”، بدأت الولايات المتحدة بالفعل بتعزيز حضورها العسكري في الشرق الأوسط، من خلال إرسال طائرات مقاتلة إضافية وتوسيع نطاق العمليات الجوية، مع التركيز في هذه المرحلة على المهام الدفاعية، ولا سيما المساعدة في التصدي للصواريخ الإيرانية.
وفي قمة مجموعة السبع المنعقدة في كندا، صرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه لا توجد مؤشرات حالية على تدخل أميركي مباشر في النزاع، رغم المغادرة المبكرة لترامب من أعمال القمة.
ويشير المشهد العام إلى أن وتيرة التصعيد بين طهران وتل أبيب تتجه نحو مزيد من الانفجار، في ظل غموض يلف الموقف الأميركي النهائي وخياراته المقبلة