Search Icon

أمسية رحبانية لفيلوكاليّا في زوق مكايل تستقطب أكثر من 7 آلاف شخص

منذ 6 ساعات

فنون ومنوعات

أمسية رحبانية لفيلوكاليّا في زوق مكايل تستقطب  أكثر من 7 آلاف شخص

الاحداث – تحوّلت ساحات المدرج الروماني في زوق مكايل مساء أمس الثلاثاء 26 آب إلى تطاهرة  فنية وجماهيرية بامتياز، بعدما غصّت بحشود فاقت السبعة آلاف شخص، حضروا للمشاركة في أمسية رحبانية استثنائية بعنوان “في حضرة عاصي ومنصور… وزياد”، بدعوة من التجمّع الوطني للثقافة والبيئة والتراث وبلدية زوق مكايل وفيلوكاليّا في حضور سياسي وديني واعلامي واجتماعي وشعبي .

الحفل، الذي لم تتسع له المقاعد ففاق عدد الواقفين أعداد الجالسين. استُهلّ بعرض موسيقي قدّمته كشافة الجرّاح، تلاه كلمات لرئيس بلدية زوق مكايل ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح إلياس البعينو، ورئيس التجمّع الوطني أنطوان أبو جودة.

بعدها انطلقت الفقرة الفنية التي أحيَتها جوقة فيلوكاليّا والفرقة الموسيقية بقيادة الأخت مارانا سعد، بمشاركة الفنانة رفقا فارس والفنان جيلبير الرحباني، حيث قدّموا برنامجًا متكاملًا استعاد أبرز محطات المدرسة الرحبانية من ميس الريم وبيّاع الخواتم وفخر الدين وصيف 840، وصولًا إلى روائع زياد الرحباني مثل فايق يا هوا ودقّو المهابيج.

وقدّم الفنان جهاد الأطرش لوحات تاريخية  فنية ممسرحة أضفت على الأمسية بعدًا تاريخيًا، من خلال استحضار أجواء المسرح الرحباني الذي وثّق محطات مفصلية من الذاكرة الوطنية والثقافية اللبنانية.

وزاد من وهج الأمسية العروض الراقصة لفرق الدبكة الفولكلورية، وبينها “الأصايل”، “الأنوار – شحيم”، “برجا للفنون الشعبية” و”أفراح غروب”، التي أضفت لمسة من الفرح والحماسة الشعبية على أمسية بقيت محفورة في ذاكرة الحاضرين.

كلمة الاخت سعد

وفي ختام الحفل، ألقت الاخت مارانا سعد كلمة قالت فيها:"سلام إلى عاصي ومنصور وزياد
في حضرة عاصي ومنصور وزياد، لا نقف فقط أمام عباقرةٍ من زمن جميل، بل أمام ذاكرةٍ حيّة،
جعلت من الفنّ هوية، ومن الأغنية بيتًا، ومن المسرح وطنًا لا يغيب أبدًا.
ما أقامه عاصي ومنصور لم يكن مجرّد ألحانٍ وشعر...
كان رؤيةً، وصرخةً، وأملًا،
كان حلمًا بصوت مرتفع.
كانا يُعلّماننا من دون أن يَفرضا،
يُحرّكان فينا الوطنية من دون أن يُسمّياها،
يُربّياننا على العزّ والحبّ والكرامة من دون أن يُلقيا محاضرة.
واليوم... في هذا الزمن الصعب،
يقف جيلٌ جديد، يحمل صوته كأمانة،
جيلٌ من فيلوكاليا، لا يُقلّد بل يُكمل،
لا يُردّد فقط، بل يُعيد الحنين إلى النشيد.
وموسيقى زياد، أضافت إلى هذا الإرث نكهةً خاصّة،
تحمل سُكر الموسيقى وعمقها، وتمتزج بالوجع والفرح، بالحلم والتمرّد.
يا عاصي، يا منصور، وزياد،
يا أغنيتنا، يا فيروز،
يا فيليمون، ويا إلياس...
نَعِدكم أن نبقى أوفياء،
أن نحمل هذا التراث لا كفرضٍ نُردّده، بل كرايةٍ نرفعها بالفرح، والعنفوان، والحرّية.
أن نُغنّي للناس، لا عليهم،
أن نبقى أحرارًا حتى حين تضيق المسارح،
فمن تربّى في مدرستكم لا يخشى الصمت، بل يصنع منه أغنية.

هذا الحفل ليس فقط تحيّة، بل ولادة مستمرّة.
وهذا الجيل ليس فقط جمهورًا، بل ورثةُ الحلم الرحباني.
من قلوبٍ تُحبّ، ومن أصواتٍ تُقاوم باللحن، نرفع تحيّة خاصّة:
إلى الممثل القدير جهاد الأطرش، لحضوره المميّز بشخصه وصوته الدافىء،
إلى جيلبير ورفقا، لصوتيهما المتميّزين،
إلى الفرقة الموسيقية،
إلى أصوات الجوقة التي تحمل اللحن رسالةً حيّة،
وإلى إيقاع فرق الدبكات الذي أضاف للحفل فرحًا ونبضًا من روح الأرض.
وإلى تجمّع الوطني للثقافة والبيئة والتراث بشخص رئيسه الأستاذ أنطوان أبو جودة،
وإلى بلدية زوق مكايل، وبشكل خاص رئيس الاتحاد على دعمه المستمر للثقافة والفنون،
وإلى كل فريق العمل الذي بذل الجهد لإنجاح هذه الأمسية.
وتحيّة شكر ووفاء أخيرة إلى عائلة الرحابنة، الحاضرين والغائبين...
أنتم الشجرة التي ما زالت أغصانها تُثمر فنًّا وحبًّا وكرامة.
نقول لكم جميعًا:
شكرًا على النور الذي زرعتموه فينا،
على النبض الذي لا يتوقّف،
وعلى الصوت الذي لن يموت.
وكونوا مطمئنّين...
فالنار التي أوقدتموها في الكلمة والنغمة،
في صوت فيروز،
ما زالت تُنير... وستبقى تُنير.
كل الحب".

بعدها توجهت بالشكر الى من ساهم في انجاح الحفل. 

بعد ذلك، تم تسليم دروع تكريمية الى الاخت مارانا والفنانين رفقا فارس وجيلبير الرحباني وجوقة فيلوكاليا.