Search Icon

أمستردام… مدينة المتاحف وسحر الفن الهولندي

منذ 3 أيام

تربية وثقافة

أمستردام… مدينة المتاحف وسحر الفن الهولندي

الاحداث كتبت جوليانا معنق
تتألق أمستردام كوجهة ثقافية عالمية، تفيض سحرًا وتاريخًا على ضفاف قنواتها الحالمة. وبين أزقتها المزدانة بالدراجات وجسورها الحجرية، تحتضن المدينة كنوزًا فنية جعلت منها متحفًا مفتوحًا للعالم، تتصدره ثلاثة من أبرز الصروح الثقافية في أوروبا: متحف ريكس، متحف فان جوخ، ومتحف ستيديليك.

في قلب “ساحة المتاحف” الشهيرة (Museumplein)، يقف متحف ريكس (Rijksmuseum) كأيقونة فنية وهندسية، يجسد روح العصر الذهبي الهولندي. إنه أكبر وأهم متاحف البلاد وأكثرها زيارة، يضم آلاف الأعمال التي تحكي تاريخ هولندا عبر العصور، من لوحات رامبرانت الشهيرة إلى أعمال فيرمير وتيربورخ. وبين أروقته المزدانة بالتصاميم الكلاسيكية، يجد الزائر نفسه في رحلة زمنية تجمع الفن، التاريخ، والحضارة في لوحة واحدة.

على مسافة قصيرة، يتجلّى متحف فان جوخ (Van Gogh Museum) كتحية خالدة لأحد أعظم الرسامين في التاريخ. يضم المتحف أكبر مجموعة لأعمال فينسنت فان جوخ في العالم، من لوحاته الزيتية المفعمة بالعاطفة واللون، إلى رسائله الشخصية التي تكشف عمق روحه المبدعة. زيارة هذا المتحف ليست مجرد تأمل في الفن، بل غوص في أعماق العبقرية الإنسانية التي حولت الألم إلى جمال خالد.

أما عشاق الحداثة والتجريب، فموعدهم مع متحف ستيديليك (Stedelijk Museum)، الذي يحتفي بالفن الحديث والمعاصر في أبهى تجلياته. من أعمال بييت موندريان إلى أندي وارهول، يقدم المتحف تجربة بصرية جريئة تجمع بين الرسم، النحت، التصميم، وفنون الوسائط المتعددة.

تجتمع هذه المتاحف الثلاثة لتصنع من “ساحة المتاحف” قلب أمستردام الثقافي النابض، حيث تتلاقى مدارس الفن الكلاسيكي والحديث في تآلفٍ مدهش يعكس روح المدينة المنفتحة على الإبداع والتجدد.

في أمستردام، الفن ليس حرفة تُعرض على الجدران، بل أسلوب حياة ينبض في الشوارع والمقاهي والقلوب. إنها مدينة تعرف كيف تروي قصتها… بالألوان، بالضوء، وبلمسة من الجمال الذي لا يزول.