نهاية النظام الإيراني بعد النظام في سوريا؟!
بوادر تقسيم سوريا وسايكس - بيكو جديدة!
الاحداث ـ كتب سمير سكاف*
هل ستشهد المنطقة زلزالاً جديداً في المرحلة المقبلة تنطلق فيها تحركات ما، أو انقلاب عسكري... باتجاه قلب الثورة الإيرانية والقضاء على الحرس الثوري الإيراني؟! وهل تصل الرصاصة الى القلب بعد قطع الأطراف؟!
أو أن المشهد يكتمل بتمزيق خريطة المنطقة في سوريا قبل البدء برسم سايكس - بيكو جديدة؟! أم أن مناطق أخرى ستهتز أراضيها تحت أقدام أهلها مثل الضفة الغربية أو الأردن... أو حتى إيران، كما ذكرت؟
أين روسيا من كل ما يجري؟ هل تتخلى روسيا عن حليفها، الرئيس السوري بشار الأسد؟ هل فشلت روسيا في حمايته؟ وبالتالي هل فشلت في حماية مصالحها الشرق - أوسطية؟ أو هل وافقت روسيا أو يمكن أن توافق على مبادلة سوريا بأوكرانيا؟!
على الأرجح لا! فمن غير المتوقع أن تتخلى روسيا عن موطىء قدمها "الوحيد" على البحر المتوسّط! ولكن استطراداً، ما هي درجة تنسيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجا الطيب أردوغان في كل ما يجري؟
أسئلة كثيرة غير واضحة الأجوبة بعد. ومنها؛ هل قامت الولايات المتحدة بتلزيم سوريا لتركيا؟ وهل هناك اتفاق خفي بين اسرائيل وتركيا لتصفية النفوذ الإيراني في المنطقة؟ هل عدم تدخل الولايات المتحدة هو ضوء أخضر "غير معلن" لإنهاء نظام أسدي لم يشكل خطراً على اسرائيل مرة واحدة؟
فنظام الرئيس بشار الأسد لم يرد على اسرائيل برصاصة واحدة، على الرغم من قصفها للداخل السوري عشرات المرات، وعلى الرغم من تنفيذها للعديد من الاغتيالات في دمشق على سبيل المثال لا الحصر...
اسرائيل، التي قيل مراراً أنها تتمسك بنظام الأسد، هل تتخلى عنه مقابل وصول جماعات الى حدودها، جماعات لا يمكن ضبطها أو حصر مرجعيتها، كما يبدو في الظاهر على الأقل؟!
من جهة أخرى، ماذا بعد انهيار الجيش السوري؟ هل ينجح الرئيس بشار الأسد بالدفاع عن دمشق أو ينتهي كنظام الرئيس العراقي صدام حسين أو الليبي معمر القذافي؟!
هل تواجه سوريا لاحقاً إنشاء دويلات "مذهبية - إثنية" ثلاث: سنية، درزية، كردية... مع معاقبة العلويين وتهميش المسيحيين؟ أم أن أي نظام كان، الأسد، الجولاني، الإخواني ... يستطيع الحفاظ على وحدة سوريا؟!
إن عنصر المفاجأة الكبير هو في السرعة الهائلة لانهيار الجيش السوري! وهو أيضاً في ضيق المسافة الزمنية بين اغتيال السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين واسماعيل هنية ويحيى السنوار... وصولاً الى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قد يتحول شخصياً الى هدف للاغتيال!
عنصر السرعة "الغريب" لن يتأخر لإعطاء أجوبة مع وصول الرئيس دونالد ترامب الى سدة الرئاسة الأميركية في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، في فترة يتصادف بها تراجع نفوذ الرئيس إيمانويل ماكرون في الداخل الفرنسي!
كرة النار تتدحرج في سوريا، بعد غزة ولبنان. فهل تكبر خلال العام 2025 لتهدأ وتنطفىء قبل نهايته؟ وهل تشرق سنة 2026 على خارطة دولية جديدة في المنطقة بلاعبين جدد؟! إن الغد لناظره قريب... جداً!
*كاتب ومحلل سياسي