أقلام حرة

لبنان وأفغانستان يتنافسان على "انعدام السعادة"

الاحداث- كتبت ماريان  صوان

احتلّ لبنان المرتبة 136 وما قبل الأخيرة  للسنة الثانية على التوالي قبل أفغانستان التي حلّت في المرتبة 137 والأخيرة بحسب التصنيف السنوي للسعادة الصادر بإشراف الأمم المتحدة.
في حين تصدرت فنلندا المرتبة الأولى للسنة السادسة على التوالي، كما تربعت الإمارات العربية المركز الأول عربياً وال 26 عالمياً، وتلتها السعودية في المركز الثاني عربياً  وال 27 عالمياً.
تمّ إطلاق تقرير السعادة العالمي للمرة الأولى عام 2012 وهو عبارة عن مسح سنوي تجريه " شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة.
وتعتمد الدراسة السنوية خصوصاً على إحصاءات لمعهد "غالوب" التي تقوم على طرح أسئلة للسكان عن نظرتهم لمستوى سعادتهم، مع مقارنة الناتج بإجمالي الناتج المحلي في البلاد وتقديمات تتعلّق بمستوى التضامن والحرية الفردية والفساد لإعطاء علامة إجمالية لكل بلد.
لم يكن من المستغرب أبداً حلول لبنان في هكذا مرتبة لا بل كان من المفاجئ أنه لم يأتِ أخيراً في بلدِ يفتقر لأدنى مقوّمات العيش حيث يعيش معظم اللبنانيون بقلقٍ دائم ومتزايد على مستقبلهم جرّاء فقدانهم لودائعهم والانهيار اليومي والمتسارع للعملة اللبنانية ما أدّى بالتالي الى تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين الذين يتقاضون رواتبهم بالعملة الوطنية ويدفعون بالمقابل بالدولار الأميركي.
في حين أن بوادر الحلحلة الاقتصادية غير ظاهرة في الأفق حتى الآن، حيث أن صندوق النقد الدولي يدّق ناقوس الخطر بشأن لبنان، والطبقة السياسية تغط في سباتِ عميق حيث لا رئيس للجمهورية ولا حكومة شرعية يبقى المواطن اللبناني في مهب الريح ينتظر معجزةً إلهية تنتشله من الجحيم.
إن الانهيار الشبه الكامل للبلاد ولّد مشاعر سلبية تتسّم بالحزن والتعاسة وعدم اليقين بإمكانية إيجاد حلول ما أدّى الى ارتفاع نسبة الانتحار في البلاد.
فبعد أن كان لبنان المركز المالي للشرق الأوسط ومثّل أهمّ المراكز المصرفية في آسيا الغربية وهو ما نتج عنه ازدهار اقتصادي وسياحي وسياسي واجتماعي اصبح يعاني وضعاً اقتصادياً خطراً وسط تخبطات سياسية متكررة.

ومن كل ذلك نستنتج أن تعاسةاللبنانيين، مصدرها الوحيد وجود طبقة حاكمة تدير البلاد والعباد "حكام المافيا او اللصوص ". وعزاؤنا أننا لسنا الوحيدين في هذه الورطة. بل هناك  أفغانستان وموزمبيق وغيرهم من الدول الغارقة بالفساد.

فهل من الممكن أن يعود لبنان الى عصره الذهبيّ ونتخلص من حكامنا الفاسدين أم أنه سيظلّ على خط المنافسة على صعيد مؤشر التعاسة في العالم مع أفغانستان؟ وهل الإتفاق السعودي الايراني سيؤتي ثماره الإيجابية للبنان ويتم انتخاب رئيس للجمهورية يعيد لبنان مجده؟أم سنمدد الاقامة في جهنم؟
هذه الاسئلة ستبقى برسم الاشهر القليلة المقبلة عله يأتي الجواب.