التعاطي مع هوكشتاين بين الواقع والأمنيات... و"الحسم" عند برّي
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لا يغيب منذ أشهر وقبل حرب #إسرائيل في #غزة اسم كبير المستشارين في البيت الأبيض آموس #هوكشتاين عن اهتمامات القوى السياسية في الداخل عند الجميع بمن فيهم الذين لا يلتقون مع توجهات إدارته حيث لا مفر من "التفاوض" معها وترتيب الأمور على الأرض - إذا توفرت الظروف - بواسطتها بين إسرائيل و"#حزب الله" في الجنوب الذي يحتل موضوعه صدارة أجندة الرجل الذي يعترف له كثيرون بحسن إدارته للملفات التي يتسلمها.
ويقول نائب في معرض شرحه لنتائج زياراته وآخرين لواشنطن إن زيارتها ولقاء مسؤولين وأعضاء في الكونغرس لم تعد تكتمل في الآونة الأخيرة إلا بلقاء الرجل الذي يظهر أنه على مسافة واحدة من كل الأفرقاء اللبنانيين. ولا يمكن لهوكشتاين إلا استقبال نواب أو شخصيات لبنانية لكن تركيزه في بيروت يبقى مصوّباً نحو الرئيس #نبيه بري ومن خلفه "حزب الله". ولا يخفي في لقاءاته أمام من يلتقيهم من النواب أو سواهم عكس حقيقة موقفه من مندرجات الملف الذي يتسلمه بين إسرائيل ولبنان والذي ازدادت تشعباته أكثر بعد حرب غزة ومع استمرار "حزب الله" في ربط معركته في الجنوب بإسناده حركة "حماس".
ويبقى بحسب من يعرف شخصية هوكشتاين عن كثب أنه لا يفصح في أيّ من لقاءاته عن كامل مكنوناته الحقيقية حفاظاً على سير خطته. والخلاصة التي يعمل على تحقيقها وتثبيتها على الأرض لن يكشف عن كامل مندرجاتها إلا أمام برّي. وما يُنقل عنه عن 1701 لا يشكل تطوراً جديداً وإن كان يطمح الى فصل جبهة الجنوب عن حرب غزة فهو يدرك أن "حزب الله" لن يقبل بسهولة التنازل عن هذا الخيار الذي اتخذه منذ دخول ميدان المواجهة العسكرية بعد ساعات قليلة على عملية "حماس". ولذلك ثمة من يعتقد أن أكثر ما يخرج عن لسان هوكشتاين لا يتعدّى إطار العموميات وإن كانت تدلل على ما يريد تنفيذه في ساعة الجدّ على طاولة التفاوض، ولا سيما أنه فهم مراس اللبنانيين وانقساماتهم وهي ليست وليدة اليوم، وقد لمسها إبان وساطته في ترسيم الحدود البحرية في الجنوب. منذ أن طوى صفحة الأخيرة فتح كتاب البر الذي تعترضه جملة من الألغام من نقطة الـb1 من رأس الناقورة الى تخوم مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وارتفعت الهواجس والمخاوف أكثر بين إسرائيل و"حزب الله" بعد مواجهاتهما الأخيرة التي لم تصل بعد الى سقف حرب كبرى. ولم يخف بطريقة غير مباشرة أمام من اجتمع معهم من النواب ضرورة توجه اللبنانيين الى فصل ما يحدث في الجنوب عن غزة. هذا ما قاله على مسمع الوفد النيابي الذي يزور أميركا بمبادرة من النائب فؤاد مخزومي ودخل معه الأعضاء في جولة طويلة حيال #القرار 1701 وأيّدهم في ملاحظاتهم حيال ضغوط النازحين السوريين. وعرج على ملف الرئاسة المعطلة التي تبقى في رأيه "شأناً لبنانياً" مع حثّ جميع الكتل على إجرائها وعدم ربطها بأيّ قضية أخرى.
والذي يجتمع الى هوكشتاين يحتاج الى الدخول في "تشريح" ما يقوله وما يقصده. ويفهم من حراكه الهادئ بحسب من التقوه أن قنوات تواصله لا تقتصر على الجانب اللبناني حيث من غير المستبعد أن تكون له اتصالات عبر فريقه مع مسؤولين في إيران نظراً الى الدور الذي تحتله في لبنان وعلاقتها مع "حزب الله". ويفهم أيضاً أنه يملك تصوّراً لورقة الاتفاق التي سبق له أن ناقشها عن مستقبل الحدود الجنوبية مع إسرائيل والتي طغت عليها التطورات الأمنية في المنطقة حيث سيعاود البحث في نقاطها عند التوصّل الى وقف لإطلاق.
ومن النصائح التي يقدمها للبنانيون ضرورة التوصل الى اتفاق سريع مع إسرائيل في الجنوب قبل تدهور المواجهات العسكرية فضلاً عن فصل ملف رئاسة الجمهورية عمّا يدور في غزة والجنوب على أساس أن الاستمرار في رحلة الشغور المفتوحة لا تصبّ في مصلحة لبنان وأن المطلوب من الكتل النيابية إتمام هذه المهمة برغم الصعوبات التي تعترضها.
وكان من اللافت أيضاً أن هوكشتاين، من باب تحصين برنامج ورقته، يستعين من ضمن فريق عمله بضابط أميركي مكلف بمتابعة الجانب العسكري على الحدود ومعاينة ما يمكن أن تفعله "اليونيفيل" في الجنوب الى رفع عديد الجيش اللبناني ونقاط انتشاره في جنوبي الليطاني وتعزيزه بالأعتدة العسكرية المطلوبة. ويتولى التنسيق هنا من الجانب اللبناني الملحق العسكري في واشنطن العميد زياد بركات الذي تسلّم مهمته هذه قبل شهرين. وتعرف الأخيرة الإمكانيات اللوجستية ونقاط القوة والضعف عند الجيش، ولا سيما في السنوات الأخيرة مع تدهور قيمة رواتب العسكريين وتعويضاتهم.
ومن هنا يستعد هوكشتاين لإنجاح مهمته من كل النواحي مع ملاحظة أن أي تطور إيجابي ينجح في تحقيقه في الجنوب بين إسرائيل ولبنان يمكن أن يدخله الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية في توقيت لا يصب كما يجب في مصلحة بايدن من جراء حالة التمرد التي يمارسها نتنياهو ضده.