تهديد مسار مفاوضات القاهرة ينبئ بالأسوأ... ومصير الجنوب رهن الضغط الدولي
الاحداث- كتبت صحيفة الانباء الالكترونية تقول:"ساعات حاسمة تعيشها مفاوضات الهدنة في القاهرة، إذ عاد وفد حركة "حماس" بعد يومين من التفاوض للبحث في الصيغة الأخيرة التي تم التوصّل إليها، فيما ثمّة ضغط إسرائيلي للقبول بالاتفاق، يعكسه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الذي أوصى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة عليه لإطلاق سراح الهدنة.
بالتوازي مع هذه الأجواء، توجّه رئيس جهاز الاستخبارات الأميركي CIA جون برينان إلى الدوحة من أجل مواكبة المساعي الدولية المبذولة لإتمام الصفقة، لكن الأجواء ليست تفاؤلية بشكل تام، فالشيطان يكمن في التفاصيل، إذ في وقت سابق، رصد غالانت مؤشرات تقول إن "حماس" لا توافق على الصفقة، وفشل المفاوضات سيعني اجتياح رفح.
لبنان بدوره يترقّب أيضاً مسار المفاوضات، لأن أي اتفاق قد ينعكس على الجبهة الجنوبية، لكن إسرائيل تُحاول فصل جبهة غزّة بجبهة لبنان، إلّا أن ثمّة ضغوط أميركية - فرنسية قوية لتجنيب لبنان أي حرب واسعة. لكن في الآن عينه، ثمّة من يتوقع استمرار الحرب ورفع إسرائيل لمستوى حرب الاغتيالات والضربات النوعية في الفترة المقبلة، خصوصاً إن فشلت المفاوضات.
حتى الساعة، الجهود الديبلوماسية لم تصل إلى نتيجة فعلية في ما يتعلّق بالملف اللبناني، وفق ما تقول مصادر متابعة للشأن، ولا جديد بشأن المفاوضات التي يقودها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي غاب عن المشهد في الأيام الأخيرة الماضية، ومرد الفشل حتى الآن هو رفض "حزب الله" لمبدأ الانسحاب من الحدود الجنوبية وإصرار إسرائيل على ذلك.
المصادر تتوقع عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية استمرار الحرب في جنوب لبنان والتصعيد في حال فشلت المساعي الأميركية والمساعي الفرنسية الموازية، والمفاوضات الحاصلة في مصر لإرساء هدنة في غزّة، وتقول إن الساعات والأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في هذا السياق.
وفي الموضوع اللبناني، فإن ضربة دموية قامت بها إسرائيل على ميس الجبل أمس، ما أدّى إلى استشهاد أربعة مواطنين من عائلة واحدة، كانوا في بلدتهم يتفقدون الأضرار. في هذا السياق، رد "حزب الله" بإطلاق عشرات الصواريخ من نوع كاتيوشا والفلق على كريات شمونة وعدد من المواقع الإسرائيلية في المستوطنات الشمالية.
إلى ذلك، لا زال لبنانيون يتابعون تبعات الاتفاق الأوروبي اللبناني حول ملف النازحين السوريين، ولا زالت الانتقادات حول قبول مبلغ مليار يورو مقابل إبقاء النازحين، وفي هذا السياق، فإن مصادر تُشدّد على وجوب استمرار الضغط لإعادة النازحين الذين لا يواجهون مشكلات سياسية وأمنية إلى مناطق آمنة في سوريا، وعدم جواز تقاضي الأموال لإبقاء النازحين.
في المحصلة، فإن الأيام حاسمة لجهة الحرب في لبنان وفي غزّة، والمفاوضات وصلت إلى أمتارها الأخيرة، فإما يُكتب لها النجاح وتُفتح صفحة جديدة في المنطقة، وإما تفشل فيكون الأسوأ بالانتظار.