لغم جديد أمام "الخماسية" في "اجتهاد" بري للجلسات؟
الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول:"لم تتبدل وتيرة التطورات الميدانية في الجنوب عما سبقها في الأيام الأخيرة لجهة تواصل تصعيد تبادل الضربات في الأعماق بين اسرائيل و"حزب الله" علماً أنّ العامل اللافت الذي برز في الساعات الأخيرة تمثل في تكرار الاستهدافات الاغتيالية التي تنفذها المسيّرات الإسرائيلية على تخوم الحدود اللبنانية السورية . وعزز تصعيد وتيرة العمليات الجارية المعطيات التي تنحو في اتجاه ترجيح حرب استنزاف لا تزال طويلة من دون أفق مرئي قريب لنهايتها ما دام أفق الحرب المتدحرجة في غزة ورفح مقفلا على أي وقف نار او تسوية أو هدنة. وتكشف هذه المعطيات أن معظم الانطباعات التي رافقت أجواء القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في البحرين تعكس معلومات ومعطيات تثير القلق على لبنان لجهة الاستمرار طويلا في مواجهات الاستنزاف كما أن هذه الأجواء والمعطيات لعبت دورا أساسيا دافعا نحو إصدار سفراء مجموعة الدول الخماسية قبل يومين بيانهم الذي حض على نهاية سريعة للأزمة الرئاسية لجملة أسباب أبرزها ألا يفقد لبنان مكانه في أي مفاوضات لا بد ستحصل في وقت ما حول الأوضاع المتفجرة في المنطقة .
في ظل هذه المعطيات عاود الجيش الاسرائيلي أمس نهج الاغتيالات المركّز فاستهدف سيارة على أوتوستراد يعفور قرب منطقة المصنع داخل الأراضي السورية، وأشار المرصد السوري إلى أن قياديا في "حزب الله" ومرافقه كانا في السيارة التي استهدفتها غارة إسرائيلية قرب حاجز للجيش السوري قرب الحدود اللبنانية. وأشارت المعلومات إلى نجاة المستهدف وهو مسؤول ل"حزب الله" في سوريا علما انه الاستهداف الثاني في تلك المنطقة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وكانت مسيرة إسرائيلية أخرى استهدفت دراجة نارية في بلدة الناقورة أصيب على أثرها الراكب بجروح. كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة عيتا الشعب. كما شن عصرا غارة على بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل.
وفي المقابل، أعلن "حزب الله" في سلسلة بيانات استهدافه تجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة برانيت وموقع رأس الناقورة البحري والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا والمنظومات الفنية والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب و تموضعا للجنود داخل غرفة في ثكنة راميم بمحلقة هجومية انقضاضية ومقر قيادة كتيبة ليمان والتجهيزات التجسسية المستحدثة والمرفوعة على رافعة في موقع حدب يارين وموقع السماقة في تلال كفرشوبا .
في غضون ذلك اكد مسؤول أميركي في حديث الى محطة "العربية" أن "واشنطن تضغط على إسرائيل لعدم شن حرب شاملة في لبنان"، كاشفًا عن أن "واشنطن استخدمت قنوات دبلوماسية لحث إيران على عدم التصعيد".وقال: "إسرائيل قادرة على شن هجوم شامل وإلحاق ضرر ضخم بحزب الله، والأخير ليس قادرًا على شن حرب ضد إسرائيل". وشدد على أن "الولايات المتحدة تعتمد على مبدأ عدم التصعيد ومنع امتداد الصراع بالمنطقة".
واما في المشهد الداخلي فبرزت زيارة السفير الفرنسي هيرفي ماغرو امس لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في اول تحرك لسفير من مجموعة السفراء الخمسة بعد يومين من إصدارهم البيان الأخير . وافيد ان ماغرو اطلع جعجع على المعطيات التي تقف وراء اصدار البيان الأخير والجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت.كما تطرق البحث الى التطورات المحلية والاقليمية لا سيما المبادرة الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب، وملف الوجود السوري غير الشرعي في لبنان ومخاطره وسبل معالجته والإجراءات التي تقوم بها البلديات تنفيذاً لتعاميم وزارة الداخلية وللقوانين المرعية الإجراء.
ولكن المحاذير المبكرة التي اشارت اليها "النهار" امس لجهة توظيف بيان السفراء وتصويره من جانب الرئيس نبيه بري بانه تبن لدعوته الى الحوار تعززت عبر ما يمكن ان يشكل لغما جديدا يتمثل في اجتهاد بري لموضوع عقد الجلسات . اذ نقل عن بري انه اعتبر مجددا ان الخماسية تبنت موقفه من دعوته للحوار والتشاور من دون شروط مسبقة وانه يقول بضرورة عقد جلسات انتخابية متتالية، "على أن تُعقد كل جلسة لـ4 أو 5 دورات، وفي حال تعذّر انتخاب الرئيس ندعو لجلسة بعد انقضاء 24 ساعة، إلى أن يتمكن النواب من انتخابه».
واثار ذلك تساؤلا ملحا عما اذا كانت المعارضة والقوى الأخرى ستقبل باجتهاد بري علما انه يختلف أيضا مع بيان الخماسية نفسها .
وفي ملف النازحين السوريين وعشية انعقاد مؤتمر بروكسيل حول مستقبل سوريا، دعا حزب "القوات اللبنانيّة" امس مؤيديه والمواطنين وأصدقاء لبنان إلى المشاركة الكثيفة في الاعتصام الذي سيقام أمام قصر العدل في بروكسيل الإثنين 27 أيار 2024 من الساعة 12,00 ظهراً حتى الساعة 2,00 من بعد الظهر .ويهدف هذا الاعتصام بعنوان "مخاطر النزوح السوري في لبنان: لتحرّك عاجل"، إلى رفض موقف الاتحاد الأوروبي ، ودعوته إلى تنفيذ التدابير الملائمة لإعادة النازحين إلى المناطق الآمنة في سوريا، في ظل المخاطر الجمة التي يشكلّها هذا النزوح على أمن لبنان واستقراره ووجوده بالإضافة إلى أمنه الإقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وفي المواقف من التطورات تمنى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، "ألّا نتورّط في الحرب التي اندلعت مع إسرائيل في تشرين الأول 2023″، قائلًا: "موقفي هو ألّا ننسى تاريخ لبنان مع الاعتداءات الإسرائيلية عليه، ولحين أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة، فحزب الله يُدافع عن لبنان".
وأشار جنبلاط في حوار استضافته "مؤسسة نجار للثقافة والحرية" في الأشرفية، إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري "موجود بين المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وحزب الله ويوصل الرسالة والجواب" معتبرًا "أنّ النواب الذين التقوا هوكشتاين في واشنطن يقومون بتضييع وقتهم". وقال ان :"همّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو فصل مسار لبنان عن غزة إذا أمكن، ولم أسمع منه شيء بشأن الرئاسة" خلال زيارته إلى باريس. وشدّد جنبلاط على أنّه "يجب عدم المغامرة وطرح بديل لما تبقى من ورقة الطائف، خاصة حين نسمع تلك الأصوات حول الفدرالية".