"الناسا" تطلق صاروخًا اليوم في مهمة استكشاف القمر
تستعد وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" لإطلاق مركبة إلى القمر، في تطور علمي حاسم يترقبه الكثيرون حول العالم. وتطلق "الناسا"، صباح اليوم الاثنين بالتوقيت الشرقي في الولايات المتحدة من مركز كينيدي للفضاء على ساحل ولاية فلوريدا، الصاروخ الذي يحمل على متنه المركبة غير المأهولة المعروفة باسم "أوريون".
وتقول صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن الصاروخ المستخدم في الإطلاق الأقوى لدى "الناسا"، وبلغت تكلفته 20 مليار دولار، ولا يمكن استخدامه إلا لمرة واحدة، بينما تبلغ تكلفة الإطلاق 4 مليارات دولار.
ومن المتوقع أن تدور المركبة غير المأهولة حول القمر لمدة 42 يوما قبل أن تعود إلى الأرض، حيث ستهبط في المحيط.
تعتبر جوان بوستاندجي (45 عاماً) أن حضور عملية إقلاع صاروخ فضائي إلى القمر "تجربة فريدة يعيشها الإنسان".
وتقول جوان التي جاءت مع زوجها وولديها من شمال إنكلترا لتمضية عطلة في فلوريدا محورها الفضاء، إن برنامجها في اليوم المحدد للإقلاع يبدأ بالانطلاق باكراً إلى شاطئ كوكو بيتش غير البعيد من مركز كينيدي للفضاء "لإيجاد مكان جيد".
وتقول لوكالة فرانس برس قبل أن تذهب مع عائلتها إلى متنزه مخصص لموضوع غزو الفضاء "أعرف أن (الإقلاع) سيحصل في موقع بعيد، ولكني أعتقد أن مشاهدته ستكون مع ذلك أمراً مذهلاً".
ويُتوقع أن يحتشد اليوم ما بين 100 ألف و200 ألف شخص لحضور إقلاع الصاروخ الذي يحمل كبسولة غير مأهولة إلى القمر في رحلة تجريبية أطلقت عليها تسمية "أرتيميس 1"، تمهّد لرحلات مستقبلية مأهولة. وعلى سبيل المقارنة، فإنّ انطلاق أول رحلة مأهولة لشركة "سبايس إكس" عام 2020 استقطب 220 ألف مُشاهد.
وترى ميغان هابل من مكتب السياحة على ساحل فلوريدا المطل على مركز كينيدي للفضاء في تصريح لوكالة فرانس برس أنّ "الطبيعة التاريخية" لرحلة اليوم الاثنين ، وهي الأولى ضمن البرنامج الأميركي للعودة إلى القمر، "أثارت بالتأكيد اهتمام الجمهور".
وتشهد الفنادق الواقعة على الساحل نسبة إشغال كاملة منذ أسابيع، إضافة إلى أن أماكن وقوف السيارات بالقرب من النقاط التي توفر أفضل رؤية للإقلاع محدودة.
وحالف الحظ سابرينا مورلي إذ تمكّنت من استئجار شقة غير بعيدة من الشاطئ، وستكون مع ولديها وعشرات الأشخاص الآخرين على متن مركب توفره لهذه المناسبة شركة "ستار فليت تورز".
وتشرح مورلي التي اشترت التذكرة لقاء 59 دولاراً أن المركب "سيتوقف في المحيط عند أقرب نقطة ممكنة من موقع الإقلاع"، وستتاح لركابه مشاهدة الحدث منه.
وتضيف المرأة البالغة الثالثة والأربعين أنها لم تكن "يوماً قريبة إلى هذا الحدّ من الإقلاع"، مع أنها نشأت في أورلاندو التي تبعد أقل من ساعة عن المركز. وعندما كانت طفلة ، كانت ترى من حديقة منزلها مكوكات الفضاء خلال إقلاعها وكأنها "كرة برتقالية كبيرة" ترتفع في السماء، وكانت تستطيع حتى سماع الدويّ الذي تُحدثه عند تجاوزها جدار الصوت.
وتبدي مورلي سعادتها بكون برنامج "أرتيميس" الذي وضعته وكالة الفضاء الأميركية يطمح إلى هبوط امرأة على القمر للمرة الأولى، وهو ما يُتوقع أن يحصل سنة 2025 على أقرب تقدير.
وتشكّل عودة عمليات الإطلاق هدية من السماء للمنطقة القريبة من مركز كينيدي للفضاء، إذ أنّ معدّل إنفاق أسرة من ثلاثة أفراد في أربعة أو خمسة أيام هو 1300 دولار، وفقاً لمكتب السياحة.
وهذا أكبر مشروع صواريخ تطلقه "الناسا" منذ مشروع "ستاورن 5" أو "زحل " الذي قاد إلى هبوط أول إنسان على سطح القمر عام 1969، علما أن ذلك المشروع استمر بين عامي 1967 و1973.
وفي حال تعثر الإطلاق نتيجة الأحوال الجوية، فهناك موعدان احتياطيان في 2 و 5 أيلول المقبل.