اقليميات

الكونغرس العالمي للإعلام يواصل أعماله بأبوظبي ويشهد جلسات حوارية استثنائية

الاحداث - أبوظبي - واصل الكونغرس العالمي للإعلام انعقاده لليوم الثاني على التوالي، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وسط مشاركات دولية وحضور عالمي كبير من قادة ورواد ومتخصصين ومؤثرين وخبراء على مستوى القطاع الإعلامي عالمياً.

وشهدت فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام انعقاد عدد من الجلسات الحوارية التي تسلط الضوء على مجموعة واسعة من القضايا والمواضيع المتخصصة بالقطاع الإعلامي وتكوره، حيث شهد الحدث تنظيم جلسة خاصة تتمحور حول دور وسائل الإعلام في بناء مجتمعات متسامحة، والتي تخللتها كلمة رئيسية ألقاها معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.

وتعتبر الجلسة التي استقطبت حضوراً واسعاً من ممثلي وسائل الإعلام المشاركة جزءً من حملة إعلامية شاملة لوكالة أنباء الإمارات بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام في نشر رسائل التسامح والانسجام والحد من جميع أشكال العنف والكراهية. 

وسلطت الجلسة الحوارية التي عقدت تحت عنوان" دور الإعلام في تنمية مجتمعات متسامحة" بمشاركة روبن بانيرجي، كاتب ومحرر سابق في مجلة آوتلوك، من الهند، وكارولين فرج، نائب رئيس شبكة سي إن إن ورئيس تحرير سي إن إن العربية الضوء على أهمية تعزيز ثقافة التسامح بين المجتمعات والعمل على تطبيقها في كافة القنوات الإعلامية.

وأجمع المتحدثون خلال الجلسة على أن ثقافة التسامح تبدأ من تعزيز قيمه والعمل بها من المنزل، وأن الأسرة هي المساهم الرئيس في تعزيزها، لتواصل من بعدها المؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام مهمتها في نشر الوعي بها، الأمر الذي يعزز من الحاجة إلى إضافة مواد خاصة بالتسامح والإعلام في المؤسسات والجهات الأكاديمية للمساهمة في تحفيز وسائل الإعلام على الالتزام بقيم التسامح، لاسيما وأن وسائل الإعلام تعد مساهماً رئيساً في نبذ التعصب والكراهية وقدرتها على المساهمة في تجنب الفتنة أو زعزعة الأمن، إلا أنه وحتى اليوم لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل في هذا المجال.

وحول دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع، لفت المتحدثون إلى أنه لابد من استغلال قدرتهم على التأثير في الجمهور ولتحقيق ذلك لابد من ترسيخ هذه الثقافة لديهم وتوجيهم بهذا الشأن للمساهمة في خلق مجتمعات قائمة على التسامح، الأمر الذي يوجب على الجميع المساهمة في تحقيقه، لافتين إلى أنه من أبرز التحديات التي تواجه مواقع التواصل الاجتماعي هو عدم وضوح هوية مستخدميها ما يتيح للبعض الفرصة في التحريض على الكراهية، ولتجنب ذلك يجب تعزيز دور وسائل الإعلام المختلفة في نشر رسائل تحث على تبني السلوكيات السليمة والخاصة بتقبل الآخرين وعدم التمييز بينهم.

وتناولت الجلسة الحوارية بعنوان “ديناميكيات خبراء الإعلام في مجال المعلومات الرقمية" أهمية تمويل مراكز الفكر والأبحاث وربطها وتعزيز العلاقة بينها وبين الاعلام لاستشراف المستقبل.

وشارك في الجلسة معالي نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، وسعادة منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وسعادة الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

شدد المشاركون على أهمية تقليص الفجوة بين مراكز البحوث، ودعم مراكز البحوث لوسائل الاعلام بما يساهم في نشر الوعي وإثراء الخبرات، والمساهمة في صناعة القرارات، ولذلك يتعين الاهتمام بتمويل مراكز البحوث باعتبارها مصدراً للمعارف والمعلومات، ومرآة تعكس تطلعات الشباب، وكما هو الحال بالنسبة لوسائل الاعلام التي لا يمكن تجاهل رصانة الفكر العميق لدى المراكز البحثية القديمة.

وأكد المشاركون ضرورة عمل مراكز البحوث ووسائل الاعلام معاً شركاء ليس لنقل المعلومات والاخبار فقط بل لتزويد الجمهور بالتفاصيل التي من المحتمل أن توثر في مسار الحياة في المجتمعات، مشددين على الحاجة إلى معرفة الحقائق، وليس الاخبار فقط.   

واستعرض المشاركون دراسات أشارت إلى حاجة منطقة الشرق للاستثمار في مراكز البحوث لتعزيز قدرتها وتوظيف علاقاتها مع وسائل الاعلام لتجنب نشر معلومات مغلوطة، وذلك من خلال عرض التحديات على نحو أفضل وتقديم براهين علمية حول مجمل الوقائع والاحداث.   

ومن جانب آخر، سلطت الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان "ميتافيرس" بمشاركة أليكس جوبي رئيس الاستراتيجية الرقمية في صحيفة ذا ناشيونال والمهندس عدنان كشواني، المدير الأول لمركز التميز السحابي في اتصالات، الضوء على كيف يمكن أن تكون "ميتافيرس" عنصراً مفيدًا للتقنيات الجديدة. كما اطلع الحاضرون على كيف أصبحت أرقام الهواتف جزءًا من هوية الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع تزايد أهمية تقنية الجيل الخامس.

وركزت الجلسة الحوارية على حاجة الحضور لتأسيس وجود افتراضي في العالم، حيث تطرق المشاركون إلى تطور وسائل الإعلام التقليدية في علاقة ثنائية الاتجاه مع وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لتعزيز التفاعل، فضلاً عن الاعتبارات العملية المهمة، مع وجود تحديات محتملة في مجال الأمن والإنترنت.

وفي الجلسة، التي جرى تنظيمها بعنوان من داخل صناعة الترفيه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تطرق مارك وايتهيد، الرئيس التنفيذي لـ"توفور54"، ويمنى نوفل، مدير شركة برونزويك، إلى الزخم المشوق لصناعة الترفيه في العصر الذهبي للمحتوى، وذلك على الرغم من التحديات والرياح المعاكسة الملحوظة مع تباطؤ الوباء، حيث تتمتع المنطقة بالحيوية في دعم صانعي المحتوى مع أصحاب المصلحة البارزين في بوليوود وهوليوود القادمين إلى أبوظبي.

وأوضح المشاركون كيف تتولى أبوظبي زمام المبادرة وتطوير البنية التحتية والمواهب لصناعة الترفيه ما يعزز الازدهار من خلال المحادثات الإيجابية بين جميع القطاعات في هذه الصناعة، حيث يكمن مستقبل العمل في قطاع الترفيه بأبوظبي في منصات مجتمعية تجمع بين الأشخاص الذين يأتون للعمل في غرف الاجتماعات أساسها البيئة الإبداعية، مشيرين إلى أن انتشار الوباء غير طريقة عمل الأشخاص في المكاتب، حيث باتت الأطراف المعنية توفر بيئة تمكن الناس من جميع الأعمار للتطور في وقت يوصف بالاستثنائي نحو النمو.

كما ناقش المشاركون في جلسة حوارية عنوان "دور اندماج المراكز الإعلامية في مستقبل قطاع الإعلام" الدور الفاعل الذي تلعبه المدن الإعلامية في تطوير قطاع الإعلام 

وشارك في هذه الجلسة كل من سعادة الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، من الإمارات، ونجيب قويعة، الرئيس التنفيذي لمدينة موريشيوس الإعلامية، ورامي جلاد، الرئيس التنفيذي لمجموعة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز)، من الإمارات، وماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج، مجموعة تيكوم دبي، من الإمارات، و واين بيرغ، الرئيس التنفيذي لقطاعات الإعلام الرقمي والثقافة والأزياء في مدينة نيوم، من المملكة العربية السعودية.

وأكد المشاركون أهمية توفير بيئة عمل متكاملة والاستثمار في الكفاءات الإعلامية وصناع المحتوى لتعزيز قدراتهم الإبداعية وتوفير كافة المتطلبات الخاصة بصناعة محتوى إعلامي متكامل يواكب متطلبات العصر، ويشمل ذلك الاستثمار في توفير واستديوهات إعلامية متكاملة، ومرافق خاصة بالإنتاج الإعلامي تضم أفضل المعدات والتقنيات التكنولوجية المتطورة، للوصول إلى مخرجات إعلامية متكاملة تلبي مختلف تطلعات ومتطلبات الجمهور، وتحقيق التطور المستمر في هذا المجال.

كما أشار المشاركون إلى التجربة الناجحة التي حققتها دولة الإمارات على صعيد تكاملية العمل بين المدن الإعلامية في إمارات الدولة المختلفة، وذلك بما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة في الدولة بشأن تعزيز التعاون والعمل المشترك بين المؤسسات الإعلامية المختلفة لتبادل الخبرات والتجارب بينها بما يخدم القطاع، ويرسخ من مكانة الدولة في هذا المجال.

تناولت جلسة حوارية بعنوان "مناقشة دور مقاطع الفيديو القصيرة في تغيير ملامح قطاع الاعلام" عدة مواضيع من بينها مدى شعبية الفيديوهات القصيرة التي ازدادت في الآونة الأخيرة، شارك خلالها زبير تيمول، نائب الرئيس في مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لشركة ميلت ووتر ومساهم في فوربس الشرق الأوسط الإمارات، و فيصل عباس رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز من السعودية، وأدريان مونك المدير العام ورئيس شؤون المشاركة العامة والاجتماعية في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، مون باز مديرة شراكات المبدعين في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لدى شركة "ميتا".

ونوه المشاركون خلال الجلسة إلى أن المشاهدين يفضلون هذا النوع من المحتوى كونه لا يستغرق وقت طويل في المشاهدة ويقدم معلومات الكافية، وإلى أن وسائل التواصل الاجتماع تعد مكملاً أساسياً للوسائل التقليدية الأخرى وأن محتوى الفيديوهات القصيرة يعد أسلوباً جديداً لتقديم المحتوى الإعلامي الهادف.

وأكد المشاركون أهمية مواكبة الجهات والمؤسسات الإعلامية ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي للتطورات التي تشهدها صناعة المحتوى والقنوات الإعلامية المختلفة لضمان تلبية متطلبات الجمهور مع اختلاف شرائحه وتطلعاته.

 

كما استعرضت الجلسة الإحصائيات الحالية التي تشير إلى أن الأفراد يستخدمون أكثر من وسيله اتصال في آن واحد وضرورة تعزيز جهود المؤسسات لضمان صناعة محتوى إعلامي متكامل ومختصر لتلبية تطلعات الجمهور ممن يفضلون الفيديوهات القصيرة

وبمشاركة أليكس جوباي، رئيس قسم الاستراتيجية الرقمية في ذا ناشيونال، والمهندس عدنان كشواني، المدير التنفيذي لمركز الامتياز للحوسبة السحابية في اتصالات، وفي في مقابلة تمحورت حول الميتافيرس، سلط أليكس جوباي، رئيس قسم الاستراتيجية الرقمية في ذا ناشيونال، وعدنان كشواني، المدير التنفيذي لمركز الامتياز للحوسبة السحابية في اتصالات، الضوء على السبل التي تمكّن الميتافيرس من أن يكون ذو فائدة للتقنيات الحديثة، حيث أصبحت أرقام الهواتف جزءاً من هوية الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتزامن مع ازدياد أهمية تقنيات الجيل الخامس، والثقة بشركات الاتصالات التي نطلعها بكل وضوح على مختلف جوانب حياتنا.

وركزت المقابلة على حاجة الأشخاص لإرساء حضور افتراضي في عالم يحظى فيه المبتكرون والمؤثرون بميزة إضافية، وقد شرح كشواني تطور الوسائل الإعلامية التقليدية إلى علاقة ثنائية الاتجاه تتفرع إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وهي علاقة هدفها الأساسي تعزيز التفاعلات والمشاركة. وقد أشار إلى أهمية أخذ اعتبار الجوانب العملية والفعالة، ولا سيما في ظل التحديات ي مجال الحلول الأمنية والتنمر الإلكتروني.

حملت المقابلة نبرة إيجابية، وقد سلطت الضوء على أهمية الموازنة بين الحياة الواقعية والافتراضية، وقد أعطى المتحدثون أمثلة عن السياحة حيث يتنسى للناس فرصة زيارة دول مختلفة عبر الميتافيرس بينما هم في منازلهم. يعمل الجيل الشاب من عشاق التكنولوجيا على تسريع عجلة مواكبة التغيرات والتوجهات الراهنة مع تطور شركات الاتصالات إلى شركات تقنية. وقد اختتم كشواني أن خيال أمس قد أصبح واقع اليوم وخيال اليوم هو واقع الغد، وتوقع ارتفاع القيمة التسويقية للميتافيرس إلى تريليونات الدولارات في بداية عام 2030.

وشارك خلال الجلسة النقاشية التي عقدت تحت عنوان "استثمار الإعلام للمنفعة العامة: أهداف التنمية المستدامةكل من البروفيسورة مها بشري، الأستاذ المساعد في قسم الإعلام والصناعات الإبداعية، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، من الإمارات، ومينا العريبي، رئيسة تحرير جريدة ذا ناشيونال، من الإمارات، أبورفا تشاندرا من وزارة الإعلام والإذاعة في حكومة الهند، شري أبورفا تشاندرا من وزارة الإعلام والإذاعة في حكومة الهند، سلطوا خلالها الضوء على أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2015 والدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في تحقيقها.

أكد المشاركون في الجلسة أن أهداف التنمية المستدامة تعد من أهم الموضوعات التي يجب أن تركز عليها القنوات الإعلامية المختلفة بما فيها منصات التواصل الاجتماعي ولضمان تحقيق ذلك وفق أفضل السبل لابد من وجود صحفيين مختصين في هذا المجال وتعزيز العمل المشترك بين المؤسسات الإعلامية المختلفة وصناع القرار والجهات المختصة في إجراء الدراسات والأبحاث التي تعنى بالتنمية المستدامة، لتقديم معلومات محدثة وموثوقة للجمهور لنشر الوعي لديهم بالجهود المتبعة للمساهمة تحقيق التنمية المستدامة في شتى القطاعات، مع الحاجة إلى تكثيف الجهود البحثية، والحملات التوعوية في هذا المجال.

اتفاقيات شراكة

وتخلل اليوم الثاني توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة، حيث وقعت وكالة أنباء الامارات (وام) مذكرة تفاهم مع وكالة انباء لاتفيا، كما شهد اليوم الثاني أيضاً توقيع اتفاقية تعاون بين قناة المشهد واكاديمية الاعلام الجديد لعرض برنامج الدحيح على قناة المشهد.

وسيركز اليوم الثالث والأخير على "التنوع والشمولية في العصر الرقمي: المرأة في قطاع الإعلام"، و"الجانب النفسي للمستهلكين: أبرز التوجهات الحالية والمتوقعة للاستهلاك الإعلامي"، و"سد فجوة المهارات لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها".

=====