اقليميات

لبنان يشارك في الاجتماع الثاني للجنة الاستشارية للأونروا للعام 2022 في عمّان

الاحداث - انطلقت في العاصمة الأردنية، عمان، صباح الاثنين، اجتماعات اللجنة الاستشارية لـ "الأونروا" والتي تستمر يومين، بمشاركة الدول العربية المضيفة، ومن بينها لبنان ممثلاً بلجنة الحوار اللبناني الفلسطيني على أن تختتم يوم غد الثلاثاء. 

وأكد رئيس اللجنة الاسشارية للأونروا، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني على "الإمكانات التي تمتلكها اللجنة الاستشارية للتغلب على العقبات السياسية وبناء رؤية مشتركة لمستقبل الأونروا واللاجئين الفلسطينيين"، وشدد على "الحاجة إلى فهم مدى أهمية الوكالة الدولية للفلسطينيين كمنتدى للتعبير عن طموحاتهم الوطنية، ومدى أهمية قيام الدول الأعضاء بالتأكيد وإعادة التأكيد على الالتزام الثابت بحماية تفويض الأونروا إلى حين إيجاد حل سياسي عادل لدعم"، واعتبر أن "اللجنة الاستشارية هي المنصة لإيجاد حلول مستدامة لضمان تمويل أكثر استدامة للأونروا، وإعادة التأكيد على أهمية موظفيها وخدماتها والحفاظ على جودتها، بما في ذلك المدارس والمرافق الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية وإعمار المخيمات"، كاشفاً عن مواصلة "إعادة تقييم كيفية عملنا كبلدان مضيفة وكيفية الاستجابة بشكل أفضل للتحديات في عصر التحول في المنطقة". 

من جهته، أكد لازاريني مواصلة جهود الوكالة لحشد التمويل وصولاً إلى أرضية ثابتة ومستقرة في هذا الإطار"، وشدد على أنه "بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، لا بديل عن الأونروا، وهي أكبر استثمار في التنمية البشرية للاجئين، ولن ندخر جهداً في دعم هذا المسار".

وخلال جلسة الافتتاح ألقى الحسن كلمة قال فيها: "نحن نسعى جاهدين لبناء مستقبل يسمح لنا بتجاوز التصنيف البسيط لأنفسنا كأطراف متميزة لشراكة ثلاثية: المضيفون أو المانحون أو الأونروا. بدلا من ذلك، نسعى إلى تعزيز هذا البرنامج لخلق ديناميكية متناغمة لقيادة الدول الأعضاء من أجل تمكين الوكالة والمنتفعين منها، لاجئي فلسطين".

أضاف: "وتحقيقا لهذه الغاية، فإننا نشيد بالتقدم والاستثمار الذي تم إحرازه حتى الآن، من قبل الفريق العامل المخصص لتعزيز اللجنة الاستشارية، ومن قبل الأعضاء الذين يسعون إلى زيادة تمويل التبرعات المقررة للأونروا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن قبل أولئك الذين يمولون ويدعمون الدراسات والخبراء الذين يفكرون بكيفية تعزيز المشورة الاستراتيجية بشأن طريقة للمضي قدما للمحافظة على ولاية الوكالة من خلال أزمتها المالية"، واعتبر أن "حجم هذه الجهود يظهر التزام الأعضاء بالعمل على مستقبل الأونروا في ظل ظروف صعبة، وبما يتماشى مع التزام المجتمع الدولي بولاية الأونروا الذي أكدته الجمعية العامة بتجديدها". 

وتابع الحسن: "إنني أحث الدول الأعضاء الحاضرة هنا اليوم على اتخاذ القدر الكامل للإمكانات التي يحملها هذا المنبر هنا للتغلب على العقبات السياسية وبناء رؤية مشتركة لمستقبل الأونروا ولاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. ومن أجل تفعيل هذه العملية من بناء رؤية مشتركة"، وقال: "من الضروري أن نعمل على التحول بين كوننا مجموعة ترفض المبادرات إلى أن نكون مجموعة تتخذ مبادرات. وحيث أننا نعمل حاليا على تطوير منصة اجتماعات البلدان المضيفة، فإننا سنواصل كما فعلنا في اجتماعنا الأخير في القاهرة، إعادة تقييم كيفية عملنا كحكومات مضيفة وكيف يمكننا الاستجابة على أفضل وجه للتحديات في هذه الحقبة التحويلية لمنطقتنا"، منوهاً بجهود الأونروا وموظفيها على عملهم النبيل في مواجهة ظروف بالغة الصعوبة".

واقترح الحسن "أربعة أسس تمكننا من معالجة هذه المسؤولية الجماعية في مواجهة التحديات التي تواجه الأونروا وشركائها. أولا وقبل كل شيء، أساس الثقة في بعضنا البعض. مثل هذا الأساس من الثقة يعني الالتزام بحوار مفتوح وصادق وغالبا ما يكون حوارا صعبا. ثانيا، الاعتقاد المشترك بأن جميع الدول الممثلة هنا اليوم ملتزمة بضمان مستقبل أفضل للاجئي فلسطين. ثالثا، مراعاة واحترام التطلعات الوطنية للفلسطينيين. من الضروري بناء أي رؤية لمستقبلهم من خلال هذه العدسة. وعلى هذا النحو، يجب علينا جميعا أن نفهم مدى أهمية الوكالة بالنسبة للفلسطينيين باعتبارها محفلا للتعبير عن طموحاتهم الوطنية، ومدى أهمية التأكيد وإعادة التأكيد على التزامنا الثابت بحماية ولاية الأونروا، إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي عادل لدعم حقوقهم. ورابعا وأخيرا، فإننا نحتاج إلى بناء هذه الرؤية المشتركة مع فهم مشترك للحقائق العالمية والإقليمية والمحلية للصراع المسلح، والتضخم، والاحتياجات الاجتماعية الاقتصادية المتزايدة، والمشاهد المتغيرة، وعدم الاستقرار السياسي".

ولفت إلى "الوعي المشترك بالسياق متعدد الطبقات الذي تعمل فيه الأونروا"، وقال: "تعمل الأونروا في سياق متزايد التعقيد والصعوبة، حيث يتم إعادة ترسيم الحدود السياسية والإنسانية بشكل فعال. وفي هذا السياق، فإن دورًا قويًا وهادفًا للأونروا في المنطقة يعد أمرًا ضروريًا، حيث يتمثّل دور اللجنة الاستشارية ببناء المساحات والعمليات لتقديم المشورة والتوجيه الاستراتيجي في هذا الاتجاه. إن الأونروا ليست مجرد وكالة إنسانية. إنها وكالة للتنمية البشرية. إن قدرتها على بناء رأس المال البشري للاجئي فلسطين تعد أثمن سماتها. فقط إذا فهمنا، معا، بالكامل هذه التحولات وتأثيرها على عمليات الأونروا، وتأثيرها على قدرة الأونروا على بناء رأس المال البشري للاجئي فلسطين، وتأثيرها على مستقبل لاجئي فلسطين، فإنه يمكننا صياغة استجابة مشتركة ومتناسبة للتحديات التي تطرحها علينا هذه التحولات، بروح من الشفافية والمساءلة والحكم الرشيد وحسن النية".