
نعيم قاسم: لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح "حزب الله
الاحداث - القى الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة حول الاستراتيجية الدفاعية والأوضاع العامة، بدأها "بالمباركة للمسيحيين على اختلاف مذاهبهم في كل العالم، وخاصة في لبنان، بعيد الفصح المجيد، بالنبي عيسى سلام الله تعالى عليه، نبينا الكريم والعظيم، وهو من أُولي العزم. أسأل الله تعالى أن تستفيد البشرية من نبينا عيسى سلام الله تعالى عليه، ومن الأنبياء جميعًا، وأن يجعل هذا العيد خيرًا وبركة للمسلمين والمسيحيين والمستضعفين ولكل العالم".
وقال: "أبدأ بموضوع الاستراتيجية الدفاعية والمقاومة، لكن هذا يحتاج إلى تمهيد.
أولًا: لماذا المقاومة في لبنان؟
المقاومة هي ردة فعل على الاحتلال الذي احتل الأرض وبدأ يعتدي ويتوسع ويعمل على إيذاء المواطنين تمهيدًا للسيطرة على الواقع، وعلى الوضع، وعلى الأرض في لبنان. هذا الاحتلال يُواجه من قبل الجيش والشعب والمقاومة، وبكل الوسائل المتاحة. ظروفنا في لبنان لم تسمح بأن يكون لنا جيش يتمكن من الدفاع عن الأرض، فكان لا بدّ من المقاومة التي تساند وتساعد هذا الجيش، وتكون مقدمة لتأطير الوضع الشعبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
اضاف: "إذاً، المقاومة هي ردة فعل، وفي حال عدم قدرة الدولة اللبنانية على أن تقوم بنفسها بحماية الأراضي والمواطنين، حزب الله يؤمن بالمقاومة باعتبارين:
الاعتبار الأول، اعتبار إيماني، أننا يجب أن نحرر الأرض، والأرض التي تمتد إلى فلسطين المحتلة، لأن هذا الاحتلال هو عدوان وظلم علينا وعلى إخواننا وأشقائنا، ويجب أن نواجه هذا العدوان، وأن نحرر الأرض.
والاعتبار الثاني، اعتبار وطني، الاعتبار الوطني هو أن أرضنا محتلة، وأيضًا هذه الأرض المحتلة هي جزء لا يتجزأ من الاحتلال الموجود في فلسطين المحتلة. يعني إسرائيل توسعية، وهي لا تكتفي هناك بفلسطين المحتلة، وتريد أن تأخذ لبنان أيضًا.
فإذاً لدينا اعتباران: اعتبار إيماني، واعتبار وطني. نشترك في الاعتبار الوطني مع كل اللبنانيين، ونتميّز بالاعتبار الإيماني، ولكن في الحقيقة نحن أمام هذين الاعتبارين كمقاومة.
عادة المقاومات في العالم، انظروا إليها، ماذا تحقق؟ خلال مسيرة أي مقاومة في العالم يحققون بعض الإنجازات الصغيرة، يضربون مجموعة هنا، يصلون إلى أن يحرروا قطعة صغيرة من الأرض ثم يتركونها، وهكذا تكون الإنجازات صغيرة تتراكم مع الزمن، ثم يحصل التحرير الكبير" .
وتابع: "ميزة المقاومة في لبنان أنها بدأت بإنجازات عظيمة وكبيرة ومؤثرة:
في سنة 1985 أخرجت إسرائيل إلى حدود الشريط المحتل.
في سنة 2000 أخرجت إسرائيل من لبنان ما عدا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
في سنة 2006 استطاعت أن تمنع إسرائيل من أن تدخل إلى لبنان أو أن تجدّد احتلالها.
في مواجهة معركة "أُولي البأس"، أوقفت إسرائيل عند الحدود اللبنانية على مسافات قصيرة جدًا، ولم تتمكن إسرائيل لا من الوصول إلى الليطاني، ولا من الوصول إلى بيروت، ولا من أن تحقق الأهداف التي تريدها".
واكد أن "هذه إنجازات عظيمة جدًا للمقاومة خلال 40 سنة. هذه إنجازات واعدة تُبيّن أن ما قدمته المقاومة في لبنان، بفصائلها المختلفة: حزب الله، وحركة أمل، والأحزاب والقوى المختلفة التي قاتلت، إضافة إلى الجيش اللبناني، إضافة إلى الشعب المجاهد الطيب العظيم المضحي، الذي واجه بالأجساد العارية... هؤلاء أنجزوا تحريرًا متكررًا وطردًا للاحتلال، ولم يكن هذا الاحتلال ليخرج لولا هذه المقاومة.
إذاً، الإنجازات كبيرة جدًا وواعدة. لا يُقال للمقاومة دفعتم كثيرًا وتهدمت مبانٍ كثيرة، وكان لكم شهداء كثر، بل يُقال كيف استطاعت هذه المقاومة، مع هذا الهجوم الكبير الإسرائيلي والأمييكي والعالمي، ومع كل هذه القوى الكبرى التي كانت مع العدو الإسرائيلي، كيف استطاعت هذه المقاومة أن توقفهم على الحدود الجنوبية؟ وأن يصمد الشباب صمودًا أسطوريًا؟ وأن يلتف الشعب اللبناني، والبيئة الحاضنة، وجمهور المقاومة، والجيش، والجميع ليمنعوا إسرائيل من تحقيق أهدافها؟ هذا هو الإنجاز" .
اضاف: "لا يُقال للمعتدى عليه لماذا اعتدوا عليك؟ أهم يسألوننا عندما يعتدون علينا؟ يُقال للمعتدى عليه: هل صمدت أم لا؟ هل استسلمت أم لا؟ هل كنت بقدر المسؤولية أم لا؟ نعم، المقاومة كانت بقدر المسؤولية، بل قدمت نموذجًا أسطوريًا، كل العالم يتحدث عنه في الشرق والغرب، والشمال والجنوب.
من هنا، لا يأتي أحد ويقول لنا انظروا إلى الخسائر الموجودة، نقول لهم انظروا إلى العدوان، وحجم العدوان، وبالتالي انظروا إلى النتائج التي حصلت، ما هي النتائج؟ لم تستطع إسرائيل أن تحتل، لم تستطع إسرائيل أن تحقق أهدافها، لم تستطع إسرائيل أن تُنهي المقاومة، لم تستطع إسرائيل أن تقوم بمشروعها في التوطين، وما تريده من لبنان.
بناءً عليه، لقد قدمنا تضحيات كثيرة، لكننا أخذنا ثمارها في أننا منعنا إسرائيل من تحقيق أهدافها.
عدوان أيلول واجهناه بـ"أُولي البأس"، قدمنا الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله، سيد شهداء الأمة رضوان الله تعالى عليه، والصفي المجاهد السيد هاشم صفي الدين، رضوان الله تعالى عليه، وكل الشهداء الأبرار والجرحى والخسائر والتضحيات المختلفة، لكن انتهت المعركة، والشباب موجودون على الحافة الأمامية، منعوا إسرائيل من التقدم، فذهبت إسرائيل إلى الاتفاق.
إذاً، الاتفاق الذي حصل حول وقف إطلاق النار بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي بشكل غير مباشر، هو نتيجة صمود المقاومة. لو لم تصمد المقاومة، لما كان الاتفاق. لو لم تصمد المقاومة، لاستمرت إسرائيل في عدوانها لتحقق أهدافها. ولكن هذا الصمود المقاوم أوجد هذا الردع الذي أدى إلى هذه النتيجة. هذا أولًا".
وتابع: " ثانيًا، إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة لتعتدي. كم مرة نقول لكم إن إسرائيل تعتدي لأنها لديها مشروع توسعي؟ حسنًا، إذا افترضنا أن لديها ذريعة بأن حزب الله يُقاتلها، أو أن حزب الله يملك سلاحًا، أو أن المقاومة في لبنان بأطيافها المختلفة تُخيف المستوطنين. عقدنا اتفاقًا كدولة لبنانية مع العدو الإسرائيلي. هذا الاتفاق الذي انعقد، أليس يُفترض أن يكون نهاية لمرحلة العدوان؟ عادة الاتفاقات هذه هي نتيجتها. إذًا لم يعد هناك ذريعة عند إسرائيل، لكن مع ذلك، هي لمدة 5 أشهر من الاتفاق حتى الآن تعتدي يوميًا، إلى درجة أن اعتداءاتها وصلت إلى أكثر من 2700 اعتداء بين قتل وجرح وجرف وتدمير واقتلاع أشجار، ومسيرات في الجو، وانتهاك في البر والبحر والجو أمام مرأى العالم.
كل العالم اليوم يقول: حزب الله التزم، والدولة اللبنانية التزمت، وإسرائيل لم تلتزم. هذا أمام العالم، لكن إسرائيل تقول لا، هي ملتزمة بالاتفاق، لكنها تحاول أن تعالج الخروقات من الطرف الآخر. هذا حديث لا معنى له، لا طَعم له، لا نتيجة له. على كل حال، كل الدنيا ترى وتعرف أن حزب الله نفذ الاتفاق بالكامل، والدولة اللبنانية تستطيع أن تقف أمام العالم وتقول: نحن التزمنا بتنفيذ الاتفاق بالكامل، لكن إسرائيل لم تلتزم، كل فصائل المقاومة التزمت، لكن إسرائيل لم تلتزم. هذا العدوان مستمر".
وقال قاسم: "دعوني أقولها لكم من الآخر، إذا فكرتم أن إسرائيل تريد أن تعتدي لقطعة أرض بسيطة أو لتقدم بسيط أو لمعالجة مسألة سلاح، فأنتم واهمون. إسرائيل تريد أن تحتل القسم الأكبر من لبنان لتضمه إلى فلسطين المحتلة، ولتُنشئ مستوطنات على الأرض اللبنانية، وتريد أن تستخدم لبنان من أجل توطين الفلسطينيين الذين تُخرجهم من الكيان الإسرائيلي من فلسطين المحتلة. هذا هو المشروع الإسرائيلي. إسرائيل جربت، يا أخي، جربت سنة 1982 ووصلت إلى بيروت، وبقيت 18 سنة محتلة. ما هي الذريعة لهذا الاحتلال 18 سنة؟ خرجت منظمة التحرير سنة 1982 وخرج الفلسطينيون، لماذا لم ترجع إسرائيل؟ لأنها تريد تطبيق مشروعها، عملت جيش لحد، وعملت مشاريع أن تُنشئ منطقة في جنوب لبنان تمهيداً لتضمها إليها. من الذي منعها؟ المقاومة منعتها. تعاون المقاومة مع الجيش، مع الشعب، هو الذي منعها. لم تستطع إسرائيل.
لكن ضعوا في بالكم، إسرائيل توسعية، تريد لبنان وتريد أن تسيطر عليه. هنا عندما تتحدث إسرائيل عن نزع سلاح المقاومة، فلأنها تريد أن تبطل قوة لبنان. عندما تصبح قوة لبنان غير موجودة ويصبح لبنان ضعيفاً، تستطيع إسرائيل أن تدخل في أي وقت، تستطيع أن تحتل ما تريد. نرى التجربة الموجودة مع الدولة اللبنانية، ومعها الجيش اللبناني، ومعها الدعم الدولي، عندما تشتكي الدولة اللبنانية أن إسرائيل ما زالت معتدية، أن إسرائيل لا تطبق الاتفاق، ماذا يقولون للدولة اللبنانية؟ "طوّلوا بالكم"، إسرائيل متوترة، إسرائيل خائفة، إسرائيل تريد منكم أن تنزعوا سلاح حزب الله في لبنان، إسرائيل تريد وتريد وتريد، فزاعة حتى تحقق أهدافها، والدول الكبرى تساعدها، والدولة اللبنانية عاجزة".
وسأل: "هل تطلبون منا أن نكون في هذا الموقع ونصل إلى العجز الذي يُتيح لإسرائيل أن تدخل إلى كل لبنان؟ "فشر"، هذا أمر لن يحصل. إذا أحدٌ يفكر أننا ضعفاء وأننا سنقبل بما يقولون، هم واهمون جداً. من واجه إسرائيل يواجه كل من يكون وراء إسرائيل ومع إسرائيل، ولا تفرق معنا. فلتكن النتيجة التي تكون، لأننا أصحاب الأرض، أصحاب الحق، لأننا التزمنا بكلمتنا وصدقنا ما نقول، وتصرفنا بكل أريحية، نحن وحركة أمل وكل المقاومين، والدولة اللبنانية والجيش اللبناني. لكن ماذا فعل الطرف الآخر؟ إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها ستحقق أهدافها، واهمة واهمة واهمة، ما دامت المقاومة موجودة، وستبقى، ومعها الجيش الوطني الذي يرفض الاحتلال، ومعها الشعب اللبناني الذي أعطى وضحى وآوى وقدم من خلال المواجهة المباشرة، ومعها جمهور المقاومة الحاضر في الميدان وقد دافع بدفاع عظيم، وأيضاً الدولة اليوم ورأس الدولة يتحدثون بشكل مباشر عن رفض الاحتلال، مع كل هذه الإمكانات لا يمكن لإسرائيل أن تحقق أهدافها".
واشار الى "اننا اليوم في مرحلة الدبلوماسية، نعطي الدبلوماسية فرصتها، هذه الفرصة ليست مفتوحة. قيل إن أحد السفراء الأجانب سأل مسؤول العلاقات الدولية عندنا: "هل صحيح أنكم تقولون لديكم خيارات مفتوحة، ألا تخافون أن إسرائيل تقوم بأعمال كبيرة وتُخيفكم وتؤثر عليكم، هل أنتم بحجم إسرائيل؟"، أنا سأقول لهم علناً، حتى وإن كنت أعرف جواب مسؤول العلاقات، أنا سأقول لهم بالعلن، لدينا خيارات، ونحن لا نخشى شيئاً، وإذا أردتم أن تُجرّبوا وتستمروا، فاستمروا، وستَرون في الوقت المناسب الذي نُقرّره.
نحن اليوم لم نعد مجموعة، يا جماعة، نحن شعب، نحن أمة، نحن أرض، نحن تراب، نحن دماء، نحن جرحى وأسرى وشهداء، نحن رؤوس عالية، نحن قوة حقيقية لا يستطيع أحد أن يهزمنا على الإطلاق. من يستطيع أن يُهزم هو الذي لا يملك حقاً، نحن الذين نملك الحق، إذاً نحن من نَهزم. إذا كنتم ترون أن إسرائيل منفلتة وتفعل ما تريد، وأميركا تعطيها ما تريده، كم ستستمر بهذه الطريقة؟ كم تستطيع أن تستمر وتفعل بهذه الطريقة؟ من قال أننا سنصبر عليها إلى فترةٍ تستطيع فيها أن تحقق ولو جزءاً من أهدافها؟
لاحظوا معي، ليست إسرائيل تنقّر علينا تنقيراً، تقتل واحداً، تُجرف بقرية، تقوم بعمل محدود، كانت تستطيع أن تقوم بعمل ضخم جداً، لماذا؟ هي تحسب حساباً، لا تظنوا أنّ هذا أمر بسيط. صحيح نحن صابرون، صابرون بحكمة، بعقل، لأننا نعرف التوقيت المناسب، نعرف أن هناك توازناً في الخسائر والأرباح، لكن أيضاً نريدكم أن تعرفوا، نحن لا نبني على الخسائر والأرباح، نحن نبني على الموقف، الموقف مقاومة، والموقف تحرير، والموقف منع إسرائيل من تحقيق أهدافها. هذا يحصل اليوم، يحصل غداً، يحصل بعد فترة من الزمن، لكن لا بديل على الإطلاق، ولا استسلام على الإطلاق".
وقال قاسم: "ثالثاً، اليوم ما هي المشكلة في لبنان؟ أسمع تصريحات ومواقف، واحد يقول لك: والله مشكلتنا في لبنان أن نرى كيف نعالج تركيب الدولة. واحد يقول لك: مشكلتنا في لبنان أن نرى كيف يمكننا تعزيز الوحدة الوطنية. لكن هناك أناس للأسف، في جهة واحدة، وبعض الأصوات النشاز الموجودة في لبنان، دائماً يركزون أن المشكلة الأساس هي سلاح المقاومة. عندما كنا نسمع سابقاً أن سلاح المقاومة يُعطّل الدولة وبناء الدولة، ألم يكونوا يقولون هكذا؟ والمشكلة مع سلاح المقاومة أنه يمنع من استكمال الدولة. من ساهم بإعمار الدولة؟ من اهتم بانتخاب رئيس للجمهورية؟ من ساهم بالحكومة اللبنانية؟ من يعطي كل التسهيلات للاتفاق وتنفيذ الاتفاق؟ هذا الحزب الذي تقولون عنه أنه يعطّل الدولة. لسنا نحن من نُعطّل. عندما رأوا أن هناك مقاومة وسلاحاً وإمكانات وانتصارات وصعوبات وتضحيات، فالظاهر أن الدولة تكبر وتُنشأ وتُركّب، فذهبوا إلى وتيرة أخرى، لا، نحن نريد سحب السلاح لأن دستور الطائف يقول بسحب السلاح. لم يعد السلاح يؤثر على بناء الدولة. جيد، دستور الدولة يقول إن السلاح يكون حصراً بيد الدولة، ونحن نقول السلاح حصراً بيد الدولة، لكن أي سلاح؟ سلاح يحمي المواطن، سلاح الأمن الداخلي. أما المقاومة، فسلاحها حصراً مرتبط بمواجهة العدو الإسرائيلي، ليس له علاقة بالداخل؟
على كلٍ، من الذي يتحدث؟ يتحدث الذي افتعل كل الفتن في الداخل؟ يتحدث الذي كانت الحرب الأهلية على رأسه بشكل أساسي وهو يتحمل المسؤولية؟ يتحدث هذا الذي فعله في قلب لبنان لا يمكن أن يُحتمل ولا يمكن أن يتصوّره المواطنون الذين يعيشون مع بعضهم.
للأسف، يجب أن نكون واضحين: المشكلة الأولى ليست سلاح المقاومة، المشكلة الأولى في لبنان هي طرد الاحتلال الإسرائيلي. أرونا تصريحاتكم ومواقفكم لطرد الاحتلال الإسرائيلي. تناغموا مع الدولة اللبنانية ومع رئيس الدولة ومع الحكومة ومع كل المسؤولين في أنهم يريدون طرد الاحتلال الإسرائيلي. تناغموا مع المواطنين ومع المقاومة ومع الشعب في أنهم يريدون طرد الاحتلال الإسرائيلي. لا نسمع منكم شيئاً؟ يبدو أنكم مستأنسون بالاحتلال الإسرائيلي؟ هذا ليس جيداً لكم، هذا في سجّلكم، لا تظنوا أن هذا يعطيكم زخماً أو إيجابية للمستقبل، لا أبداً. من يواجه اليوم الاحتلال الإسرائيلي ويقول "لا"، هو أشرف الناس وأكرم الناس وأعظم الناس، سيُسجّل هذا الأمر التاريخ، وهذه ستكون صفحة بيضاء موجودة لكل هؤلاء الشرفاء".
وشدد على "اننا نواجه بقوة الموقف، بالوحدة الوطنية، ببناء الدولة، بقوة الجيش، بجاهزية المقاومة. بهذا كله، نحن نواجه الاحتلال وسنستمر. لا نستسلم ولن نستسلم. لا يظنّن أحد أننا ضعفاء، أبداً. نحن لم نرد على التخرّصات الحاقدة والخادمة للمشروع الإسرائيلي التي نَبَعت في بعض زوايا الداخل اللبناني، ولا تخيفنا التهديدات التي تطلقها لا أميركا ولا إسرائيل، ولا من معهما. نحن أهل المواجهة، نحن أهل العزة والكرامة للأرض والإنسان. قال تعالى في كتابه العزيز في القرآن الكريم: "ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله" - نحن موعودون أن هؤلاء العالم سيقفون في وجهنا - "وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً"، وقال في موضع آخر: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين". هؤلاء لا يفهمون ما معنى هذه الآيات، ولا يفهمون مدى تأثيرها فينا، ولا يفهمون مدى علاقتنا بالله عز وجل، ولا يفهمون مدى قوتنا.
رابعاً، هناك ضخ إعلامي سياسي لتحويل سلاح المقاومة إلى قضية أولى، وهذا يخدم إسرائيل. بعضهم قال إن سلاح المقاومة عائق لبناء الدولة، وعلى الدولة أن تنزعه بالقوة إن لم يُسلّمه المقاومون. هل تعرفون ما معنى نزع سلاح المقاومة بالقوة؟ أولاً: أنتم تقدّمون خدمة مجانية لإسرائيل التي جلبت كل جيوشها وكل إمكاناتها وحشدت أميركا وأوروبا وراءها، ولم تستطع أن تنزع قطعة واحدة من السلاح، وليس أن تنزع السلاح. أنتم اليوم تدعون إلى نزع السلاح بالقوة؟ هذا خدمة للعدو الإسرائيلي.
ثانياً: هذه فتنة، تريدونها بين المقاومة والجيش، لأنكم تطالبون الدولة: "انزعوا السلاح"، "اذهب يا جيش واقتل الحزب"! نحن متفاهمون مع الجيش، ومتعاونون مع الجيش، نحن والجيش في الخندق الواحد ضد إسرائيل. أنتم تريدون تقسيمنا إلى خندقين حتى نقاتل بعضنا البعض وتقولوا إنكم تريدون بناء الدولة والوطن؟! هذه فتنة لن تحصل.
ثالثاً: بهذه الطريقة، يعتبرون أنهم يمسكون بالدولة برعاية الوصاية الأميركية، لماذا؟ لأنه سيكون الأقوياء في مقابلهم غير موجودين، وبالتالي هم يتحكمون ببناء الدولة. هذه الجهة لم تتحمّل من يسمّون بالتغييريين، لأنهم كانوا يريدون أن يصنعوا استقلالهم الخاص، وهم يهاجمونهم الآن بعناوين مختلفة على المستوى الداخلي، سيحملون قوة يملكها الثنائي الشيعي والمقاومة، والأطراف الأخرى الحليفة، والقوى السياسية المعتبرة الموجودة في البلد من الاتجاهات المختلفة، لن يحملوا. لذلك يعتبرون أنه يجب إزاحة هذا الحزب والمقاومة من طريقهم، وبالتالي تتمكن الوصاية الأميركية من أن تحكّمنا البلد .
إذًا، نزع السلاح يهدف إلى هذه الأمور الثلاثة. لكن، "طويل على رقابكم"، لن تستطيعوا أن تقدموا خدمة لإسرائيل، وفي يوم من الأيام ستصفعكم إسرائيل وتقول لكم: "يبدو أنكم فاشلون، لم يخرج من أمركم شيء"، ولن تفتعلوا فتنة بيننا وبين الجيش اللبناني، هؤلاء أبناؤنا وأحباؤنا، وهم على نفس المشروع. ولن تستطيعوا أن تمسكوا بالدولة، حتى لو صرختم وهددتم وصعدتم وهبطتم، لأن حجمكم معروف، وإمكاناتكم معروفة، واتجاهكم ليس وطنياً".
واكد "نحن لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله أو أن ينزع سلاح المقاومة، لأن حزب الله والمقاومة واحد. فكرة نزع السلاح يجب أن تُزال من القاموس. لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة، هذا السلاح هو دعامة للمقاومة. هذا السلاح هو الذي أعطى الحياة والحرية لشعبنا. هذا السلاح هو الذي حرّر وطننا وحمى سيادته. هذا السلاح هو الذي حملته دماء الشهداء والجرحى والأسرى، وقاتلوا من أجل أن يكون الوطن عزيزاً وكريماً. سنواجه من يعتدي على المقاومة، ومن يعمل من أجل نزع السلاح - بحسب التعابير التي يستخدمونها - كما واجهنا إسرائيل، سواء كانت إسرائيل أم أميركا أم أي أذناب لهما".
وقال: "لكن انتبهوا، هذه المرحلة يجب أن تكون مرحلة مواجهة إسرائيل، لا أحد يلعب معنا هذه اللعبة. وأنا أعتقد، الحمد لله، أنّ الجو اللبناني الداخلي جيد، على مستوى الدولة، على مستوى الجيش، على مستوى القوى السياسية. أصلاً، لا أحد يتحدث عن نزع السلاح، وإنما ذاك الطرف وبعض الأصوات النشاز التي تريد أن تُحدث فتنة في البلد.
نحن أبناء الإمام الصدر، أعاده الله سالماً، ماذا كان يقول الإمام الصدر؟ "إن اقتناء السلاح في حالات الدفاع مشروع، بل واجب". نحن على خط سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، ماذا كان يقول؟ "ولكل المنفصلين عن الواقع، ولكل المتنكرين للحقائق اليومية، تصرخ في آذانكم أطفال غزة، ونساء غزة، وأشلاء الأطفال والنساء في كل غزة، وفي رفح قبل أيام، تصرخ في آذانكم، تُلطّخ وجوهكم بالدم، تُخاطبكم برؤوس مقطوعة وأشلاء ممزقة ومتناثرة، وتقول لكم: يحميكم قوتكم، وحدتكم، سلاحكم، مقاومتكم، رجالكم، قبضاتكم، دماء شهدائكم، تضحياتكم، شجاعتكم".
وتوجه الى الشهيد نصر الله قائلا: "يا سيد حسن، إنّا على العهد، لن نكون إلا كما كنت تتحدث وتعرف وتقول أمام الجميع. إنّا على العهد، في المسيرة، ودماء الشهداء، والجرحى، والأسرى، وأشرف الناس. من لديه أشرف الناس لا يهاب العالم كله. من لديه أشرف الناس يقف، والجبناء يهربون عند الاستحقاقات. كان يجب أن نقول، ودائماً يجب أن نقول، لماذا لم يُقاوم هؤلاء المنظرون للفتنة؟ للأسف، بوجود هؤلاء".
وتابع قاسم: "التزم حزب الله مع الدولة اللبنانية بالاتفاق لوقف إطلاق النار، اتفاق وقف إطلاق النار هو حصرًا في جنوب نهر الليطاني، خمس مرات في الاتفاق وردت جنوب نهر الليطاني. نحن نفذنا كل ما علينا، الدولة اللبنانية نفذت ما عليها وتستمر، لكن إسرائيل هي التي لم تنفذ. أولًا لنرى تنفيذ إسرائيل ومن ثم نتحدث. من يتكلم عن القرار 1701 يجب أن يسمع ويفهم أن القرار 1701 فيه التزامات على لبنان وفيه التزامات على إسرائيل، لا أن نقوم بكل التزامات لبنان من أولها إلى آخرها ولا نقوم بالتزامات إسرائيل، ما هذا الكلام؟ هذا يعني أنك تعطي "إسرائيل لتحقيق أهدافها، وهي لا تُنَفَّذ المطلوب.
بحسب الاتفاق الذي هو جزء من 1701، والذي هو مرحلة أولى، على إسرائيل أن تنسحب من كامل الأراضي اللبنانية، وعلى إسرائيل أن توقف اعتداءاتها جوًّا وبرًّا وبحرًا، وعلى إسرائيل أن توقف خرقها للسيادة اللبنانية بأشكال مختلفة، من أجل تنفيذ الاتفاق الذي هو مرحلة أولى للـ1701، بعدما تقوم إسرائيل بالتزاماتها، يبدأ لبنان بمناقشة ما نريد فعله في البنود الأخرى الموجودة في الـ1701، في إطار السيادة والاستقلال، واختيار الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية للطرق المناسبة لحماية لبنان وتنفيذ القرار، وليس تنفيذ القرار بناءً على الإملاءات والتفاسير الأميركية الإسرائيلية.
الطريق الوحيد لمساهمتنا في تطبيق القرار 1701 بعد تنفيذ الاتفاق، هو الحوار والاتفاق ضمن قواعد وطنية ثابتة، فيها ثلاثة قواعد أساسية لا بدّ أن تكون حاكمة في أي حوار وفي أي نتيجة:
أولًا، حماية سيادة لبنان وتحرير أرضه، وإيقاف كل أشكال العدوان الإسرائيلي عليه.
ثانيًا، استثمار قوة المقاومة وسلاح المقاومة ضمن استراتيجية دفاعية تُحقّق التحرير والحماية.
ثالثًا، رفض أي خطوة فيها إضعاف للبنان أو تؤدي إلى استسلامه للعدو الإسرائيلي.
هذه القواعد الثلاثة يجب أن تكون حاكمة في نقاش أي استراتيجية دفاعية في الوقت المناسب لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية".
واردف: سادسًا وأخيرًا في هذه النقطة الأولى، فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون هو المعني الأول ليحدد آلية الحوار وبدء الحوار، ونحن مستعدون في الوقت المناسب أن نشارك في هذا الأمر.
ماذا قال الرئيس في خطاب القسم؟ "عهدي أن أدعو إلى مناقشة سياسية دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية أمن وطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية". هذا هو التزام الرئيس، ونحن مع تنفيذ التزامه.
إلى الآن حصل تبادل رسائل بيننا وبين رئيس الجمهورية حول تطبيق الاتفاق في جنوب نهر الليطاني، وكانت رسائل إيجابية وستبقى، وكذلك كانت الرسائل والاتصالات مع الجيش اللبناني حثيثة ومهمة. وأمس، قائد الجيش العماد هيكل قدّم مطالعة مهمة، أثبت فيها بأن التعاون مع حزب الله ومع المقاومة بكل أطيافها ممتاز وعلى درجة أولى، وبالتالي المشكلة هي من الكيان الإسرائيلي.
نحن نعتبر أن إسرائيل هي المسؤولة، ويجب أن تنفذ ما عليها.
عندما يُدعى إلى الحوار سنكون جاهزين، لكن ليس تحت ضغط الاحتلال وعدوان الاحتلال. يجب أن تنسحب إسرائيل وتُوقف عدوانها، وأيضًا على الدولة اللبنانية أن تبدأ بالالتزام بإعادة الإعمار.
يعني بمعنى آخر، دعوني أخبركم بالعربي الواضح والصريح: هل من المتوقع أن نناقش استراتيجية دفاعية والطيران فوق رؤوسنا والاحتلال في الجنوب وأميركا تقوم بعمل ضغوطاتها لكي يكون النقاش تحت الضغط وبناءً على الإملاءات؟ هذا لا يُعتبر نقاشًا، هذا يُعتبر استسلامًا؟ فلتخرج إسرائيل أولًا ولتوقف اعتداءاتها بما فيها الطيران في الجو، هذا يكون خطوة مهمة من أجل أن ندخل إلى نقاش الاستراتيجية الدفاعية.
والاستراتيجية الدفاعية، كما قلنا، هذا موضوع لا علاقة له بنزع سلاح أو سحب سلاح، لا، له علاقة كما قال الرئيس، هو مناقشة المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في سياسة دفاعية متكاملة. هذا النقاش، حينها نرى ما موقع المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية؟ ما المطلوب منها؟ قوة لبنان كيف نصنعها؟ هل سنتقدّم بمقترحات أو بأعمال تساعد من أجل أن يُصبح لبنان أقوى وكيف؟ كيف نقوّي الجيش اللبناني؟ كيف نستفيد من المقاومة وسلاح المقاومة؟ هذه الاستراتيجية الدفاعية، استراتيجية لبنان وقوة لبنان. وتحت الابتزاز، لن نقبل نحن بربط إعادة الإعمار.
دعوني أقول لكم شيئًا: إعادة الإعمار ليست منّة أو جميل من أحد. ونحن عندما نقول الدولة هي المسؤولة عن إعادة الإعمار، لأنها الدولة التزمت ونحن وافقنا عليها بكياناتها على أساس أنها ملتزمة".
وقال: " اسمعوا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ماذا قال في خطاب القسم؟ "عهدي أن نُعيد إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية وجميع أنحاء لبنان بشفافية". إذًا، هذا عهد موجود. البيان الوزاري، الفقرة الثانية في البيان الوزاري، انظروا إلى الأهمية التي موجودة، ماذا يقول البيان الوزاري؟ "ستلتزم الحكومة بالإسراع في إعادة إعمار ما دمّره العدو الإسرائيلي، وإزالة الأضرار"، ستلتزم الحكومة. حسنًا، لماذا إلى الآن لا نسمع أن هناك خطوات لإعادة الإعمار؟ أنا أدعو الحكومة اللبنانية الى أن تضع هذه النقطة على جدول أعمالها في أقرب وقت، وأن ترسم خطة لإعادة الإعمار، التزامًا بما التزمت به، والتزامًا بواجبها في إعادة الإعمار لمواطنيها الذين تضرّروا بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان الوطن".
اضاف: "لا أحد يقبل بأن الدولة اللبنانية تريد كل شيء ولا تريد أن تعطي شيئًا. لا، الدنيا أخذ وعطاء. الدولة اللبنانية عندها مسؤوليات وعليها واجبات، لها حقوق وعليها واجبات. من حقها أن تدير وتقود وتعمل على حماية البلد، لكن واجبها أن يعيش المواطنون مطمئنين بأنهم محميون، وتُؤمَّن القضايا التي يريدونها على مستوى الخدمات وعلى مستوى الوضع التفصيلي.
أنا سأطلق موضوعًا، أتمنى على الجميع أن يفهموه جيدًا، لن نناقش تفاصيل الاستراتيجية الدفاعية في وسائل الإعلام، ولن نستبق قواعدها الكاملة التي سنتفق عليها عندما نجلس إلى طاولة الحوار، ولن نحدد سقفًا زمنيًّا لها. هذه أمور تتبين تباعًا ومن خلال الحوار. والحمد لله، رئيس الجمهورية متفهّم، وهو يريد أن يخوض حوارًا ناجحًا، وهذا يتطلب مقدمات معيّنة.
أي واحد عنده رأي بالاستراتيجية الدفاعية يطلقه في الإعلام، هذا حق مشروع، كل واحد له حق أن يتكلم. لكن نحن حزب الله لا نتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية في وسائل الإعلام، نحن لدينا حديث في التفاصيل عندما تنعقد الطاولة. لكن متى تنعقد الطاولة؟ أنجز حزب الله ما عليه بشكل كامل في الاتفاق، فلتُنجز إسرائيل ما عليها، ولتُنجز الدولة ما عليها. هل تستطيع الدولة أن تقول إنها أنجزت ما عليها؟ لا، لم تنجز ما عليها، هي واجبها أن تطبّق الاتفاق، لا يمكنها أن تقول أنا غير قادرة، غير قادرة؟ أنت متصدية، أنت تقولين إنك بالديبلوماسية تستطيعين تحقيق الهدف، فاذهبي واضغطي على الأميركي وقولي له نحن لا يمكن أن يسير الأمر هكذا، قفوا بصلابة، ليس كلما قال لكم الأميركي شيئًا تقولون له: سمعًا وطاعة، وخائفين، اضربوا أرجلكم بالأرض، نحن معكم، شعبكم معكم. الآن، إذا أخذت الدولة اللبنانية قرارًا بأنها تريد إخراج إسرائيل بالقوة وتريد فتح معركة نحن حاضرون كمقاومة مع الجيش اللبناني أن نقاتل على الحدود مهما كانت التكلفة، والله جرّبوها، سترون أن إسرائيل ستخرج، وتلحقكم أميركا وإسرائيل غصبًا عنهم. لكن لسنا نحن من يتخذ هذا القرار، هذا القرار عندكم، لكن أيضًا لا تستطيعوا أن تقولوا لنا أعطونا بعد، نحن أعطيناكم كل شيء، نفذنا الاتفاق بالكامل، ماذا سنعطيكم بعد؟ تنتقلوا إلى المرحلة الثانية؟ أنجزوا المرحلة الأولى أولًا وقوموا بواجباتكم، قولوا للذين يضغطون عليكم، لا نستطيع أن ننتقل إلى المرحلة الثانية قبل أن ننهي المرحلة الأولى، التي تتضمن التزام إسرائيل، انسحاب إسرائيل، عدم عدوان إسرائيل، وبداية الإعمار الفعلي والجدي. قال يهددوننا؟! يربطون الإعمار بالسلاح؟! لا، نحن نربط السلاح بالإعمار، اذهبوا وأكملوا أولًا الإعمار، وتعالوا ناقشونا بعد ذلك بالاستراتيجية الدفاعية.
هناك ثلاث أو أربع نقاط أيضًا أحب أن أتعرض لها بهذه المناسبة:
أولًا، الوصاية الأميركية على لبنان مرفوضة من قبلنا بالكامل. نعلم أن أميركا تمد يدها وتستعمل جماعات السفارة الموجودين هنا، وتدعم بطرق مختلفة، وتهوّل بطرق مختلفة، وتتدخل في الصغيرة والكبيرة. لكن، فليكن عندهم علم، لا يمكن أن يسير لبنان بالوصاية الأميركية. بالنسبة لنا، أميركا هي الشيطان الأكبر، وبالنسبة لنا، هي ترعى إسرائيل، الغدة السرطانية التي يجب اقتلاعها، ليس من لبنان فقط، بل من كل المنطقة يجب أن تُقتلع. رحم الله الإمام الخميني، قدّسه الله، عندما قال عن أمريكا "الشيطان الأكبر"، وعن إسرائيل "الغدة السرطانية". صحيح، نرى أن مصائب العالم من أميركا وإسرائيل. إسرائيل هي التي يجب استئصالها، وعلى أميركا أن تحترم إرادة الشعب اللبناني في الاستقلال، وألّا تتجاوز حدودها.
ثانيًا، نحن متحمسون للانتخابات البلدية، نريد أن نشارك فيها. إذا لاحظتم، دائمًا، كل ما يبني البلد، نحن نوافق عليه ونشجع عليه. الحمد لله سنخوض الانتخابات البلدية بالتفاهم والتنسيق الكامل بين حزب الله وحركة أمل والعائلات والعشائر في القرى، والأحزاب والقوى الموجودة. وإذا أمكننا في أي قرية من القرى أن نصل إلى نتيجة تزكية، جيد، نُخفّف مشاكل بين الناس. لا يستحق الأمر أن يثيروا مشكلة، كله في إطار الخدمة إن شاء الله. البعض ينتقد كيف تقومون بتزكية؟ ماذا تريدون أنتم؟ هل تريدون مشاكل أم تريدون أن يتفق الناس مع بعضهم البعض؟ لذلك نحن ماضون في هذا الاتجاه، والحمد لله المسار صحيح، ونريد للانتخابات أن تحصل في موعدها.
ثالثًا، المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عنوان من عناوين الشرف والكرامة في البلد، أسّسه الإمام موسى الصدر، أعاده الله سالمًا. اليوم، سماحة العلامة، نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب، له مواقف وطنية عظيمة، وله دور كبير في الوحدة الوطنية، وفي الحديث عن شؤون الطائفة كجزء لا يتجزأ من شؤون الوطن، وهو من الداعمين للمقاومة ولمشروعها الاستراتيجي الذي يخدم لبنان.
هذه الأصوات النشاز التي تظهر، وتتهم زورًا وعدوانًا شخص نائب الرئيس أو المجلس الشيعي ودور المجلس الشيعي، يجب أن تُحاكَم، يجب أن تُحاسبها الدولة اللبنانية، يجب أن يخضعوا للقضاء، لأن هؤلاء جماعة فتنة، هذه الجماعة لا تريد من يعمل على بناء لبنان. نحن نقول لسماحة الشيخ علي: نحن كلنا معك، ومحيطون بك، ونحن أصلًا واحد، كل الشرفاء في البلد واحد، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، شيعة أو سنة أو دروز، أو من أي طائفة من الطوائف، نحن هكذا نعتبر. ولذلك نطلب من القضاء اللبناني أن يحاكم ويحاسب أصحاب البهتان.
رابعًا، فلسطين ستبقى هي البوصلة. اليوم، جرائم التجويع والقتل في غزة إدانة لكل العالم دون استثناء، العربي والإسلامي والدولي. معقول أن تبقى هكذا إسرائيل سائبة دون أن يوقفها أحد؟ افعلوا شيئًا! تصرّفوا، بالكلمة، بالصراخ، بالضغط، بالاقتصاد، بالسياسة! للأسف... حسنًا، هذا الشعب تتخلّون عنه، ماذا عن المقدسات؟ انتهاكات الأقصى تحصل يوميًا من قبل اليهود، ما هو الموقف العربي والإسلامي؟ ممّ تخافون يا أخي؟ تخافون من أمريكا؟ أمريكا ليست "بُعبُع"، عندما تصرخون في وجهها تتوقف. لكن، هذا أمر مؤسف. على كل حال، انتبهوا، التاريخ سيسجّل. يجب أن نكون إلى جانب هذا الشعب الفلسطيني.
خامسًا، المحادثات الإيرانية الأمريكية، نحن نأمل أن تصل إلى نتيجة، لكن نقول ما قاله الإمام الخامنئي دام ظله: "قد تنجح المفاوضات أو تفشل، لسنا متفائلين كثيرًا، ولسنا متشائمين كثيرًا". حتى قد وجّه كل المعنيين للعمل في البلد على أساس أن المفاوضات شيء ومسار البلد شيء آخر. يعني، قد تنجح، وقد لا تنجح. نتمنى أن تنجح، وطبعًا، مصلحة للجميع، بالتأكيد".
وختم قاسم بتوجيه "تحية كبيرة لليمن السعيد، لهذا الشعب المعطاء، الكريم، المضحي. ما هذا اليمن الذي يقف في وجه أميركا مباشرة، في وجه إسرائيل مباشرة، نيابة عن كل العالم؟ في الحقيقة، أنا أحيي هذا الشعب اليمني العظيم، والقائد العظيم، سماحة السيد عبد الملك الحوثي، وكل هؤلاء الشرفاء الذين يقدّمون، لأنكم، في الحقيقة، أنتم إضاءة من إضاءات المقاومة والشرف، ودائمًا الشرف سينتصر، والمقاومة ستنتصر".