سياسة

لقاء في الذكرى الرابعة لاغتيال لقمان سليم في حضور سفراء ونواب

الأحداث- نظمت "مؤسسة أمم للأبحاث والتوثيق"، و"دار الجديد" و"ائتلاف الديموقراطيين اللبنانيين" لقاء  تحت عنوان: "العدالة والمساءلة"، في الذكرى الرابعة لاغتيال لقمان سليم، في واجهة بيروت البحرية، بحضور سفراء الولايات المتحدة الاميركية، المانيا، فرنسا، سويسرا، هولندا وممثل عن السفير البريطاني، والنواب: مروان حماده، جورج عقيص، نديم الجميل، ميشال معوض، مارك ضو، ميشال الدويهي، ابراهيم منيمنة، نجاة صليبا عون، ملحم خلف، فراس حمدان، بشارة خيرالله ممثلا الرئيس ميشال سليمان، النائب السابق فارس سعيد، السيد علي الأمين، الشيخ عباس يزبك، نائب رئيس جامعة القديس جاورجيوس الدكتور أنطوان حداد، عائلة الشهيد سليم وحشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والاجتماعية.

رباح

وأشار الناشط السياسي، عريف اللقاء، الدكتور مكرم رباح إلى أن "العدل أساس الملك، هذا شعار الذكرى الرابعة لاغتيال سيد العقل والكلمة، لقمان محسن سليم".

 

بورغمان 

وتحدثت مونيكا بورغمان أرملة الشهيد لقمان،  فقالت: "خلال اليومين الماضيين، تسرب إلى الصحافة الصديقة لحزب الله قرار القاضي بلال حلاوي بإغلاق ملف اغتيال لقمان، وعلى الأغلب أنه فعل ذلك بنفسه. وأظهرت التحقيقات التي أجرتها فرقة معلومات قوى الأمن الداخلي، أن لقمان تمت متابعته منذ لحظة خروجه من منزلنا في الحارة حتى وصوله إلى منزل صديقه في نيحا الجنوب. كما أظهر التحقيق تورط خمس سيارات، وهي سيارات تم التعرف عليها بشكل واضح، حتى مع أسماء أصحابها. وأظهرت التحقيقات أن من كانوا يتعقبون لقمان ظلوا حول المنزل في نيحا حتى خروجه عند الساعة الثامنة والنصف مساء، وأظهر التحقيق أن سيارتين من أصل خمس سيارات اعترضت سيارته وتم اختطافه. توجهت ثلاث سيارات، بينها سيارة لقمان، إلى الدوسية جنوب صيدا. وأظهر التحقيق التوقيت الدقيق الذي وصلت فيه السيارات الثلاث وسيارة لقمان والخاطفون إلى الدوسية. وأظهر التحقيق التوقيت الدقيق الذي أصيب فيه لقمان برصاصة في الظهر والرأس من الخلف. كانت الساعة بين الساعة 9:20 و9:27 مساءً".

 

الأمير

ثم القت شقيقة الشهيد الكاتبة رشا الامير كلمة جاء فيها: "يوم ١٣ كانون الأوّل، قبل عامٍ على اغتياله، أشار لقمان بوضوح إلى قتَلتِه يوم حبّر بيانه الشهير. ثمّ راح القتلةُ ومن يدور في أفلاكهم، يفاخرون بفظيعتهم، وهدّدوا يَمنة ويُسرى كلّ من تسوّل له نفسه أن يتجرّأ. القتلةُ الكبار والصغار يجاهرون بتسلّطهم وبطشهم وازدرائهم وحتى بتلاعبهم بقضاء هو خاتمٌ في إصبعهم وسيفٌ هم له الغِمْد والنصل. بيد أنّ دهاءهم الذي بات من سمات تذاكيهم يدفعهم ـ  ويا لبراءتهم  ـ إلى السؤال: " أين التحقيق؟ لننتظر نتائج التحقيق ولنكفّ عن إطلاق التهم السياسيّة".

 

صاغية

ورأى المفكر حازم صاغية أن "في شخص لقمان سليم، وفي تكوينه، يحضر لبنان الغنيّ والمتعدّد، تماماً كما يحضر في قاتليه لبنانُ آخر، أحاديٌّ وقاحل. فلقمان، كما هو معروف، ابن لأب مسلم شيعيّ كان من المحامين البارزين، ولأمّ مسيحيّة وكاتبة نهضويّة هي في آن معاً لبنانيّة ومصريّة. ولقمان أضاف إلى صناعته البيولوجيّة صناعته لذاته، فاقترن بسيّدة ألمانيّة عملت في الصحافة قبل أن تشاركه اهتماماته وهمومه، وكان كاتباً وناشراً ومترجماً وسينمائيّاً وموثّقاً لذاكرة الحرب وصحافيّاً استقصائيّاً".

وتابع: "بفعل كاتم صوت متعجّل، أو كاتم صوت متمهّل، توزّعت هذه المنطقة بملايينها، من سوريّين ولبنانيّين، فضلاً عن الإيرانيّين، في طبقات جحيم أصيبت ناره بجوع قديم. أمّا شركاء الألم الفلسطينيّون فباسم قضيّتهم أُوقدت بمزيد من الحطب النار إيّاها التي تأكل لحمهم ولحمنا. وحتّى أسابيع خلت، كان يتراءى أنّنا جميعاً لن نغادر حُفر الجحيم إلى شرفات جبل المَطهر، بل بات واحدنا، في يأسه واستسلامه، أشبه بغريغور سامزا، بطل كافكا، الذي كلّما استيقظ صباحاً وجد أنّه تحوّل إلى حشرة. وكثيرون منّا كادوا يصدّقون أنّ الخطأ كامن في وجودنا نفسه، لا في ما نفعله، كائناً ما كان ما نفعل".

ثم تم توزيع جائزة لقمان سليم السنوية على الصحافية صبحية النجار والكاتب الكس رول.

بعده تم عرض وثائقي عن جريمة اغتيال لقمان سليم.

 

رول

واعتبر رول أن "لقمان ليس رمزاً فحسب وإنما هو قضية. وقضية لقمان تعني، فيما تعني، فَضْحَ المسؤولين عن الظلم ومُحاسَبتَهم. اليوم، وكل يوم، مِن حَقّنا أن نُجدّدَ السؤال: أين التحقيق في جريمة اغتيال لقمان سليم؟ وينو؟ شو صار فيه؟ هل يُصَدّقُ عاقِلٌ مُرور أربع سنوات بدون أي نتيجة؟ وهل من المنطقي تسكير الملف مِن قِبَل القضاء، كما تَداوَلَ في الصُحُف منذ أيام، بدون استجواب أكثر من ثلاثة أشخاص؟ شو التفسير؟ هل هناك مَن يعرقل؟ طيب مَن هو، أو هي، أو هُم؟ ألا يمكن التغلُّب على هذه العرقلة، وقد تغيرتْ أمور كثيرة بالمناخ في الآونة الأخيرة؟ أسئلة برسم المعنيين، ومَن يدّعي اليوم أن ساعةَ الدّولة قد حانت".

 

النجار

وبدورها توجهت النجار بالشكر إلى "مؤسسة لقمان سليم، أمم للتوثيق والأبحاث، دار الجديد، رشا الأمير، ومونيكا بورغمان على منحي هذه الجائزة التي تحملني مسؤولية كبيرة. اليوم، بعد أربع سنوات، هل لدينا أمل؟ انتخاب رئيس جديد، وتعيين القاضي نواف سلام، أحد أعمدة العدالة الدولية، رئيسًا للحكومة، أعاد لنا الأمل بأننا أمام فرصة حقيقية لبناء دولة القانون، لا دولة العصابات. لأول مرة، هناك من يواجه المنظومة بدل أن يكون جزءًا منها، من يصارح الناس بدل أن يخدعهم".

وأضافت: "العدالة لا تأتي من تلقاء نفسها، علينا أن ننتزعها. نحن لا نعرف القتل، نحن نؤمن بالمحاسبة كما كان يؤمن لقمان . نعرف القاتل، لكننا لا نمارس اسلوبه في ممارسة السياسة نحن نؤمن بالكلمة بالصوت الحر وبالثقافة والتوثيق كي لاننسي نحن وأولادنا . اليوم، لدينا فرصة لكسر منظومة الإفلات من العقاب، لاستعادة الثقة بالقضاء، لإثبات أن دماء الأحرار لن تذهب سدى.لا عدالة اجتماعية بدون عدالة قضائية، لا استقرار طالما أن القاتل حر. نريد دولة تحمي مواطنيها بدل أن تقتلهم. نريد قضاءً مستقلاً. نريد الحقيقة. ولن نقبل بأقل من ذلك".