سياسة

خيرالله للمسؤولين من قداس البحر في البترون: كفانا حروبًا وحقدًا وانتقامًا أما حان وقت المصالحة

الاحداث - احيت تعاونية صيادي الأسماك والسياحة والتراث في البترون ذكرى شهدائها من صيادي الأسماك والإسفنج الذين قضوا في البحر ، بقداس البحر السنوي على متن مركب بحري في مرفأ الصيادين في البترون .
وأحتفل بالذبيحة الالهية راعي أبرشية البترون المطران منير خيرالله وعاونه خادم الرعية الخوري بيار صعب  والخوري فرانسوا حرب في حضور رئيس اتحاد بلديات البترون رئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك  وعقيلته ، السيدة شانتال عون باسيل، المديرة السابقة للوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان ، السفير البحري للنوايا الحسنة اسطفان عسال ، رئيس تعاونية صيادي الاسماك والسياحة والتراث في البترون جورج مبارك، رئيس حركة فرسان العذراء ألان عكاري،  وحشد من أبناء الرعية .

 

 

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ، ألقى  المطران  خيرالله عظة بعنوان "بين صياديها وشهدائها، عرفت البترون كيف تختار شفعاءها ! « ثقوا، أنا هو، لا تخافوا !» (متى 14/27).

وقال فيها:"نحتفل اليوم كعادتنا في كل سنة، بقداس البحر ونذكر فيه شهداءنا، الأحياء في السماء، وأبناء مدينتنا البترون الحبيبة وجميع اخوتنا اللبنانيين المغامرين في بحر هذا العالم الهائج، فيما نعيّد الرسولين بطرس وبولس ركني الكنيسة؛ ونتعلم منهما ومن الرسل والتلاميذ كيف نثق بالمسيح غالِب العالم وبالله أبيه مطلق المحبة والرحمة الذي يقدّر ضعفنا البشري ويغفر أخطاءنا المتكررة. 
بين صياديها وشهدائها، عرفت البترون كيف تختار شفعاءها. 
اختارت أولاً بطرس أول الصيادين وصخرة الكنيسة لتبني عليه إيمانها بالرب يسوع المسيح ابن الله الحيّ وتقرر أن تخوض معه مغامرة الإبحار نحو الضفة الأخرى من العالم في سفينة تلطمها الأمواج وتعاكسها الرياح؛ وتدفع ثمن هذه المغامرة شهداء كثيرين من بحارة وغطاسين لتبقى وفيَّة لإيمانها. 
هذا ما حصل مع بطرس والرسل حين جاءهم يسوع ماشيًا على البحر، وقال لهم: « ثقوا، أنا هو، لا تخافوا !». فقال له بطرس: « يا رب، إن كنت أنت فمرني أن آتي إليك على المياه ». فنزل من السفينة ومشى على المياه. ولكنه خاف عندما رأى شدة الريح. فأخذ يغرق، وصرخ: يا ربّ، نجّني !». فمدّ يسوع يده وانتشله وقوّى ضعفه وجعله صخرةً بنى عليها كنيسته، التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم، وأعطاه كل سلطان وسلّمه مع اخوته الرسل وصية واحدة: « أحبوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم » (يوحنا 15/12)، « واغفروا لإخوتكم سبعين مرة سبع مرات ليغفر لكم أبوكم السماوي » (متى 18/21-22). 

واختارت البترون ثانيًا، اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء لتبني عليه شهادتها للمسيح بالمحبة والمغفرة. 
اسطفانوس، المندفع للتبشير بالمسيح ابن الله المائت على الصليب والقائم من الموت والحاضر أبدًا في كنيسة، صلّى من أجل الذين كانوا يرجمونه، وغفر لهم قائلاً: « يا رب، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة». (أعمال 7/60). 
أما بولس، الشاهد على إيمان بطرس وعلى استشهاد اسطفانوس، فصار ركنًا ثانيًا في الكنيسة وشاهدًا لإيمانه بيسوع الناصري الذي كان يضطهده في أورشليم وعلى طريق دمشق، والذي هو المسيح ابن الله الحي. وأدّى شهادته حتى استشهاده مع بطرس في روما. 

معكم يا أبناء البترون، وبشفاعة القديسين بطرس وبولس واسطفانوس، نجدّد إيماننا وثقتنا بالرب يسوع المسيح فيما نحن نغامر معه في بحرٍ تشتدّ فيه الرياح وتلطم الأمواجُ السفينة من كل صوب، من الشرق كما من الغرب ومن الجنوب كما في الشمال، حتى تكاد تغرق من الحقد والبغض والحروب وفقدان الأخلاق والضمير، ويهلك كل من فيها. 
لم يبق لنا سوى أن نتوجه إلى الرب والمعلم وربّان السفينة، يسوع المسيح، ونقول له: يا ربّ نجّنا، ألا ترى أننا نهلك ؟ 
معكم يا أبناء البترون نتوجه إلى إخوتنا المسيحيين واللبنانيين، وبخاصة إلى المسؤولين من بينهم، وندعوهم إلى وقفة ضمير أمام الذات وأمام الله، ونقول لهم: 
كفانا حروبًا وحقدًا وانتقامًا. أما حان وقت المصالحة ؟
تعالوا نتحرر من الخوف الذي فينا، ونخرج من أنانياتنا ومناكفاتنا وتفاهاتنا فنتوحّد ونتضامن في مواجهة الأزمات المتعددة والمحن القاسية لمدّ يد المساعدة إلى إخوتنا المحتاجين إلى عطف ومحبة ودعم مادي، ونصمت قليلاً كي نسمع الرب يسوع يقول لنا: ثقوا، أنا هو، لا تخافوا !
تعالوا نطبّق وصيته لنا في المحبة والمغفرة لبعضنا البعض. فالمحبة والمغفرة وحدهما يعبّدان الطريق للحوار والمصالحة والسلام !
وبعد القداس ابحر المركب في البحر ورميت أكاليل الغار والزهر في قعر المياه تخليدا لذكرى شهداء البحر.

تصوير: إسطفان الجمال