
ضاهر ترأس رتبة دفن المسيح في شكا
الاحداث - ترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، رتبة دفن السيد المسيح، في كنيسة النبي ايليا الغيور في شكا، عاونه خادم الرعية الاب باسيليوس غفري والاب يوحنا الحاج، كاهن سيدة الخلاص في شكا الاب فادي منصور بمشاركة رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري ومخاتير البلدة ولجنة الوقف وجوقة الكنيسة وشباب وشابات عائلة اخويات النبي ايليا الغيور وحشد من المؤمنين.
بعد قراءة الاناجيل الاربعة، ألقى ضاهر عظة دعا فيها "للعودة الى الدرب الذي سار عليه المسيح من أجل أن نحيا، وأن نعود الى ذاتنا بقلب نقي وعقول تحمل الامل والسلام والمحبة"، املا "بتضرع وشفاعة السيدة مريم لعودة الاستقرار والامن والسلام الى ربوع الوطن، سيما اننا في ظل عهد جديد يحمل الامل لمستقبل واعد لكل اللبنانيين"، وقال: "أيها الأحبّة في المسيح، نلتقي اليوم أمام الصليب، لا لنرثي إنسانًا مصلوبًا، بل لنحدّق في سرّ الحب المصلوب، ذاك الذي حول الموت إلى مهد حياة، واليأس إلى نبع رجاء. الجمعة العظيمة ليست يوم حزنٍ فقط، بل هي أيضًا يوم إعلان الرجاء في قلب الألم. هي جمعة عظيمة لا لأن الموت انتصر، بل لأن الحب انتصر بالموت. قد يبدو المشهد قاتمًا: صمتُ مذابح الهيكل، غيابُ النور، تشتّتُ الرسل، وأمٌ تبكي على خشبة. لكن هناك صوتٌ خفيٌ في كل هذه الظلمة، يقول لنا: "لا تخافوا، أنا غلبت العالم" (يو 16: 33).
أضاف: "في سنة الرجاء، ماذا نفهم من صليب المسيح؟ 1- أن الرجاء لا يُقاس بالظروف، بل بالشخص الذي نثق به والمسيح لم يَعِدنا بطريق دون صليب، بل وعدنا أنه سيكون معنا في كل درب. الصليب ليس النهاية، بل هو الجسر نحو الفجر. 2- أن الله لا ينقذنا من الألم دومًا، بل يدخل إليه معنا. على الصليب، لم يخلُ يسوع من الصرخة: "إلهي، إلهي لماذا تركتني؟"، لكنه في عمق العتمة، سلّم الروح بثقة. هذا هو الرجاء: أن نثق حتى عندما لا نفهم. 3- أن الحب الحقيقي لا يموت، يسوع على الصليب لم يردّ الشر بالشر، بل قال: "اغفر لهم"، وفتح فردوس الرجاء للص اليمين. رجاؤنا ليس رجاءً ساذجًا، بل رجاء مبني على مغفرة تفوق كل منطق، وعلى حب لا ينكسر".
وتابع:" كيف نعيش الرجاء في الجمعة العظيمة؟ بأن لا نستسلم لليأس أمام صلبان حياتنا. كلُّ واحدٍ منّا يحمل صليبَه – مرضٌ، فقرٌ، وحدةٌ، اضطهادٌ... ولكنَّ اليومَ، ننظرُ إلى صليب يسوع ونقول: "لست وحدي، أنت قبلي مررتَ من هنا". بأن نرافق من هم على جلجلتهم. كم من إخوتنا في الشرق يتألمون، يُهجّرون، يُضطهدون... رجاؤهم هو نحن، حضورنا، صلاتنا، تضامننا. بأن نثبت في الرجاء، لأن فجر القيامة لا يُعلن إلا بعد الجمعة العظيمة. لا قيامة دون صليب، ولا مجد دون بذل. كل جرح في حياتنا، سيُصبح يوماً علامة مجد إن سلمناه للمصلوب".
وقال: "في هذه السنة التي خصّها البابا فرنسيس للرجاء، نُدعى لا فقط لننشدِ الرجاء، بل لنجسّدَه. صليبُ اليوم هو قيامةُ الغد. الدموعُ التي نذرفُها اليوم، ستمسحُها يدُ الله غدًا. وموتُ الجمعة، هو ولادةُ الحياة الأبدية. لنثبتْ عند أقدامِ الصليب، مثلَ يوحنا ومريم، لا نهربْ من الألم، بل نحتضنه مع المسيح، لأنه في آخر المطاف، المصلوب هو رجاؤنا".
وختم: "أحييكم جميعا أيها الأحباء وأشكر كل الذين تعبوا في هذا الأسبوع بتحضير الاحتفالات الليتورجية، ونباركهم ببركة الرب القائم من بين الأموات. أعاد الله عليكم وعلى عائلاتكم وعلى وطننا لبنان هذه المواسم المقدّسة، وكلّ عيد وأنتم بخير".
وبعد الرتبة حمل المشاركون نعشا رمزيا للسيد المسيح يتقدمهم المطران ضاهر والكهنة وطافوا به في مسيرة، رافعين الصليب وسط قرع الاجراس ونثر الورود والترانيم الدينية.