متفرقات

خميس السكارى أو خميس الذكارى؟

الاحداث - كتبت نايلة خوري

وسط التخبط الاقتصادي الذي يعيشه اللبنانيون منذ اكثر من أربع سنوات والغلاء المستشري في الاسواق من دون رادع ، لا يزال اللبناني الماروني يتذكر وفي يوم الخميس الذي يسبق شهر الصوم الكبير عند المسيحيين اللذين يتبعون التقويم الغربي ولاسيما منهم الموارنة أن هناك "خميس السكارى " أو ما يطلق عليه البعض تسمية"خميس الذكارى".

تفسيرات وتسميات عدّة تُعطى وتطلق على هذا اليوم . إلا أن معظمها يدور في فلك واحد، وهو التحضّر نفسياً وجسدياً لصوم الأربعين الذي لم يعد التزاماً إيمانياً يقوم به جميع المؤمنين كما كانوا يفعلون منذ عشرات السنين وحتى زمن المسيحيين الأوائل. ارتباطه بالمأكل والمشرب صحيح، لكن ليس هناك اي تعليم او وثيقة كنسية تطالب به، انما هو من التقاليد الشعبية المسيحية المتوارثة من الأجيال السابقة.

البعض يحاول تغيير المفهوم التقليدي غير الديني لخميس السكارى ليحوّله الى ما يُسمّى بـ"خميس الذكارى" فبات الالتباس شائعاً،.

وفي هذا الاطار يلفت الاب البروفسور يوسف مونس الى أننا "نحتفل في الخميس الذي يسبق اثنين المرفع بخميس "السكارى" وليس الذكارى"، مضيفا: "لا توجد كلمة ذكارى ولكننا نذكر موتانا طوال هذا الاسبوع واليوم نذكرهم ونصلي من أجلهم".

بدوره يؤكد الأب هاني مطر، أنه خميس السكارى وليس الذكارى، لافتا الى أن "خميس السكارى هو عادة مارونيّة ترجع الى بدايات الإنتشار المسيحي في منطقتنا، حيث دخلت العادات الوثنية الى الطقوس الدينية وإختلطت وأصبحت من التقاليد، وتلوّنت بالدين مع انها اجتماعيّة ولا علاقة لها به"، ومشيرا الى أنه "وفي العادات أن المسيحيين الموارنة يُعدّون خروفاً من ماشيتهم ليذبحوه في "أحد الدبيح" أي الأحد الأخير قبل أحد مدخل الصوم (المعروف بأحد الموتى) ليكون طعامهم طيلة الأسبوع وصولا الى أحد المرفع (أحد مدخل الصوم) الذي فيه يرفعون الزفر، أي أكل اللحوم، حتى صباح أحد القيامة المجيدة"، مضيفا: "حتى لا يبقى من اللحوم ما يستوجب رميه مع بدء الصوم تقام الولائم خلال الاسبوع، خصوصاً مع حلول يوم الخميس وتترافق مع شرب النبيذ والعرق فأضحى للخميس تسمية جديدة "خميس السكارى" تشبه واقعه الاجتماعي الذي ينطوي ضمناً على طابع ديني".

ويبقى القول في الختام أن "خميس السكارى" ليس عيداً مسيحيًّا بل هو عادة مسيحيّة تجمع الاهل تحت سقفٍ واحد لتشارك الطعام وتذكّر أمواتهم، تحضيراً للصوم الكبير و"قليل من الخمر يحيي قلب الإنسان"، على حد قول القديس بولس الرسول.