سعيد: هذا تحريضٌ على قتلي و"مش مقطوعين من شجرة"
الاحداث- أشار رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد بعد استدعائه للمثول أمام القضاء، إلى أنّ "الشكوى المُقدّمة من قبل تنظيمٍ لا يؤمن بالقضاء ما هي إلا تحريض على قتلي واغتيالي على قاعدة "الأمر لي" التي يُطبّقها الحزب منذ مدّة طويلة".
وتساءل: "مَن يُحرّض على الحرب الأهلية؟ لقاء سيدة الجبل أم لقاء 14 آذار أم لقاء البريستول أم لقاء قرنة شهوان أم مَن يُهدّد لبنان بمئة ألف مقاتل؟! "بس جيتوا بطّل في عيش وطيّرتوا كلّ شي مشترك بيننا وبينكم".
وأضاف سعيد: "هناك من انصاع لقوة الأمر الواقع ولكنّ ذلك كله لم يحجب حقيقة الأمر بأن السلاح الخارج عن قرارات الشرعية وسلطة القانون هو أصل المشكلة وفصلها من السيادة إلى الأزمة المعيشية الخانقة"، وقال: "لا تخافوا لسنا مقطوعين من شجرة".
كما تابع قائلاً: "أنا ذاهب للمثول أمام القضاء غداً محصّناً بحقوقي وبالحقائق الساطعة ومعوّلاً على ما تبقّى من نزاهة القضاء وصدقيّته ولستُ أمام امتحانٍ صعب بل القضاء نفسه أمام هذا الامتحان"، مشدّداً على أنّ "هذه المنطقة لن تركع يوماً إلا لله وليس لحزب الله، ولماذا تنظيم لا يؤمن بالقضاء لجأ إليه لتقديم شكوى ضدّي؟".
كلام سعيد جاء في مؤتمر صحافي عقده في دارته في قرطبا، في ضوء استدعائه غدا للمثول امام القضاء في دعوى "اثارة النعرات الطائفية والحرب الاهلية والاقتتال" المقدمة ضده من حزب الله، حضره النائب السابق منصور غانم البون مفوض الحكومة السابق لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية هادي مرهج، محمد قصب ممثلا بهاء الحريري، وفد من منطقة الجبل برئاسة وهبة عطالله، رشا الامير شقيقة الشهيد لقمان سليم، اهالي الشهداء من ابناء البلدة في تفجير المرفأ، المحامي مجد بطرس حرب، رؤساء بلديات ومخاتير، فاعليات روحية واجتماعية ونقابية ومناصرين من المناطق اللبنانية كافة.
بعد النشيد الوطني اللبناني وقف الجميع دقيقة صمت لروح الشهيدين النائب جبران تويني واللواء فرانسوا الحاج الذي يصادف اليوم ذكرى استشهادهما، والقى سعيد كلمة اعلن فيها ان "هذا اللقاء ليس على الاطلاق لقاء انتخابيا، بل سياسي بإمتياز، مؤكدا رفض ابناء قضاءي كسروان وجبيل وكل الاحرار في لبنان بقاء الهيمنة والاحتلال الايراني للبنان".
وقال "نحن نحترم القانون والقضاء والدستور ولن نتخلف عن اي تحقيق او نتمرد عليه لاننا لا نخاف ولا ننصاع لاي تهديد او تهويل، وشكر الحاضرين على حضورهم العفوي التضامني معه".
واضاف: دعوتكم إلى هذا اللقاء استنادا إلى حقي الذي يكفله الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء، في قضية لم تعد شخصية بمقدار ما أصبحت وينبغي أن تكون - هي وكثر من أمثالها - "قضية رأي عام"، ذلك أن "تهمة التحريض على الحرب الأهلية" من جانب نائب عن "كتلة حزب الله البرلمانية"، وبإسم كتلة "الوفاء للمقاومة"، ومن قبل حزب لا يؤمن بالقضاء - لا القضاء الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا القضاء الوطني في قضية انفجار مرفأ بيروت. إذا هذه الشكوى من قبل هذا التنظيم الذي لا يؤمن بالقضاء، ما هي في الواقع إلا تحريض على قتلي واغتيالي، على قاعدة "الأمر لي" التي يطبقها حضرة النائب وحزبه منذ مدة طويلة. وهي - هذه التهمة - تجريم على القاعدة ذاتها لبيت، موجود في هذه البلدة العريقة وحاضر في هذه المنطقة الآمنة وفي هذا الجرد الخشن، بيت مشهود له في المحافظة على السلم الأهلي والعيش المشترك في جبيل وكل الوطن وفي كل الظروف".
وتوجه الى السيد حسن نصرالله وحزب الله بالقول: "إسألوا يا أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة، إسألوا أبناء المنطقة، إسألوا أهالي علمات ولاسا وأفقا، إسألوا أهالي مشان وحجولا وكل القرى، إسألوا أصحاب الذاكرة البعيدة والقريبة، واسألوا المسلمين فيها قبل المسيحيين، اولم يحافظ هذا البيت على العيش المشترك طوال مسيرته الوطنية، لتعرفوا أن التهمة من جانب "قوة الأمر الواقع" هذه تخالف واقع الحال وحقيقته الساطعة وتؤكد أن حزب الله لا يعرف لبنان!"
وتابع: "بربكم قولوا لي: من يحرض على الحرب الأهلية، لقاء سيدة الجبل الذي أنتمي إليه، أم لقاء 14 آذار الذي قتل ولم يقتل، أم لقاء البريستول الذي حرر لبنان، أم لقاء قرنة شهوان الذي عمل تحت عباءة البطريرك صفير، أم الذي يهدد البلاد والعباد بمائة ألف مقاتل مزودين بترسانة مسلحة وصواريخ ذكية؟ ومن الذي يهدد انا الذي اكتب تغريدة صباح كل يوم ام الذي ينشر مئة الف صاروخ ايراني في لبنان وبإمرة ايرانية؟ من الذي يحرض على الحرب الأهلية، هذا البيت المدافع دوما عن الدولة وسيادتها واستقلالها وشرعيتها، أم الذي يقيم دولة داخل الدولة ويجري قوانينه الخاصة والإعتباطية على الناس؟!"
وتوجه الى اللبنانيين بالقول: "لقد انصاع لقوة الأمر الواقع هذه بعض الناس والمغرر بهم، وبعض القوى السياسية الخائفة أو الطامعة، وحتى بعض الدول الكبرى... ولكن ذلك كله لم يحجب حقيقة الأمر، من أن السلاح الخارج عن سلطة الدولة والقانون، وعن قرارات الشرعيات الوطنية والعربية والدولية، هو أصل المشكلة وفصلها، من السيادة إلى الأزمة المعيشية الخانقة، أنتم لستم وحدكم في هذا العالم تعارضون سلاح حزب الله، ممنوع ان يخاف احد منكم، لسنا وحدنا في هذا العالم لاننا اصحاب حق ومن يكون مع لبنان ومع الحق كل العالم يكون معه، وقد تجرأ على المجاهرة بهذه الحقيقة مؤخرا البيان الفرنسي - السعودي المشترك الصادر عن لقاء الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي".
وقال: "ذنبي، في نظر هذا الادعاء أني لم أخف ولم أطمع، ولم اذهب إلى الحزب حتى أصبح نائبا أو أحصل على أي موقع، ولم أكن من المغرر بهم، وجاهرت بما يمليه علي واجبي الوطني وتاريخي، وإن هذه المنطقة لن تركع يوما إلا لله وليس لحزب الله!"
وختم: "نعم، أنا ذاهب إلى المثول أمام القضاء غدا، محصنا بحقوقي وبالحقائق الساطعة، ومعولا على ما تبقى من نزاهة القضاء وصدقيته، لست أمام امتحان صعب، بل القضاء نفسه أمام هذا الامتحان، لست أمام امتحان، بل الرأي العام اللبناني أمام هذا الامتحان!"
اسئلة وأجوبة
وردا عن سؤال قال سعيد: "انا اؤمن بالقضاء وسأمثل امام قاضي التحقيق، واذا كانت هناك تدخلات من حزب الله على القضاء سنقف بوجهه متمسكين بالحق لانه لا يمكننا المطالبة بالقانون والدستور والعدالة ولا نمثل امامه عندما يطلب منا ذلك. وسأل هل اذا ادعيت على السيد حسن نصرالله هل يمثل امام القضاء؟"
وأضاف: "تبلغت الدعوى من رئيسة قلم قرطبا، هل من قلم لمحكمة ما لتبليغ دعوى على السيد حسن نصرالله او أي مسؤول من حزب الله؟"
وعن سبب تحريك الدعوى بعد سنة من تاريخها قال: قد يكون التأجيل بسبب جائحة كورونا او غيرها من الاسباب، وعاد الحزب اليوم وحركها ونأمل الا يكون ذلك تحت اي ضغط منه على القضاء".
وحول ما اذا كان يملك دلائل عن تورط حزب الله بتفجير المرفأ قال: "اتهمت حزب الله بالتفجير مثلي مثل ثلاثة ملايين لبناني اتهموه، ولا ازال اتهمه بهذا التفجير، لان للمرفأ حدود بحرية مثله مثل بقية الحدود، وهي ممسوكة ايضا من حزب الله، وعليه ان يقول لنا من فجر النيترات في المرفأ ان لم يكن هو من فجرها؟ وليس اذا استدعي وزير مقرب منه يطلب منه عدم الذهاب الى التحقيق، وفي الحد الادنى ان لم يكن هو وراء ذلك عليه ان يسهل عمل القضاء، ومجرد عرقلة التحقيق يكون قد اتهم نفسه قبل ان يتهمه احد لذا فاتهامي سياسي لا يرتكز على اي ادلة."
سئل: لماذا على الحزب ان يقول لك من وراء التفجير وليس الدولة والاجهزة الامنية؟
اجاب: "على الرغم من ضعف الدولة فهي غير موجودة، وهو الذي حل مكانها، الحزب هو الممسك اليوم بالدولة وبقرارها الامني ويقول لها ماذا عليها ان تفعل. لا يستطيع هذا الحزب ان يقنعني كمواطن لبناني ان قرار السلم والحرب بيده ولكن عندما تحصل التفجيرات والاغتيالات داخل لبنان يقول أن لا علاقة له بها، حتى انه لا يساعد على كشفها!"
وتوجه الى الحزب بالقول: "لا يحق لك عرقلة مسار قضائي وتعود لتسألني لماذا اتهمك".
وردا على سؤال آخر قال: "لماذا تقديم دعوى قضائية اليوم من قبل حزب الله، هل ليقول اذا حصل اي عمل امني ضدي ان لا علاقة له به ولهذا التجأ الى القضاء؟ واكد على ضرورة تشكيل جبهة معارضة للاحتلال الايراني عابرة للطوائف قبل الحديث عن الانتخابات النيابية وغيرها".