الحلبي: نريد افتتاح السنة الدراسية وليس أمامنا خيار آخر
الاحداث - اختتمت في صيدا أعمال "المؤتمر التربوي: نحو عام دراسي آمن"، تحضيرا للعام الدراسي 2022 -2023 الحضوري والافتراضي، والذي نظمته "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" و"الشبكة المدرسية لصيدا والجوار"، برعاية وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي في ثانوية رفيق الحريري تحت شعار "لتعليم مسؤولية مشتركة". ويهدف لعرض ومقاربة التحديات والمشاكل والصعوبات التي تواجهها المؤسسات التعليمية والأساتذة والأهل والطلاب في التعليم الرسمي والخاص والمهني على ابواب العام الدراسي الجديد واستشراف الحلول لها.
وكانت أعمال المؤتمر تضمنت جلستين الأولى بعنوان "التشبيك والتخطيط" والثانية بعنوان "التحديات والحلول المدرسية"، بمشاركة الحلبي، رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري والأسرة التربوية ممثلة بالشبكات المدرسية في صيدا والزهراني وصور ومدراء مدارس ومعلمين في التعليم الرسمي والخاص والمهني وممثلين عن لجان الأهل والطلاب، في حضور رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران، مدير عام التربية عماد الأشقر، رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء هيام اسحق، مدير عام التعليم العالي مازن الخطيب، مدير التعليم الثانوي خالد فايد، مدير التعليم الابتدائي جورج داود، ممثل مدير عام التعليم المهني والتقني هشام سكرية، رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية في الوزارة صونيا خوري، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر ومستشاره لشؤون التعليم العالي نادر حديفة، المستشار الإعلامي للوزير البير شمعون، رئيس المنطقة التربوية في بيروت محمد الحمصي، رئيس منطقة الجنوب التربوية أحمد صالح، مسؤول الامتحانات في الجنوب ديب فتوني. وحضر عدد من مدراء فروع وكليات الجامعة اللبنانية - الفرع الخامس، ورئيس مركز المعلوماتية القانونية في الجامعة برهان الخطيب ومديرة مشروع كتابي الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وفاء قطب واللجنة المنظمة للمؤتمر من مؤسسة الحريري والشبكة المدرسية.
الجلسة الأولى: التشبيك والتخطيط
الشبكة المدرسية في صيدا والجوار
استهلت الجلسة الأولى "التشبيك والتخطيط " بعرض المنسق العام للشبكة المدرسية في لبنان نبيل بواب عن الشبكة المدرسية لصيدا والجوار " التي انطلقت تحت اسم تجمع مدراء مدارس اتحاد صيدا الزهراني عام 2001 بمبادرة من السيدة بهية الحريري ثم تحولت عام 2004 الى الشبكة المدرسية تأكيدا لمبدأ الشراكة في عملية النهوض التربوي، متحدثا عن اهداف الشبكة وهيكليتها وآلية عملها وانشطتها.
وقال: "ما اجمل ان تتشارك المدرسة الرسمية مع الخاصة مع مدارس "الأونروا" ومدراء ومعلمين وتلامذة في مسيرة أبنائنا الطلاب بمواكبة شبه يومية يرسمون معا خارطة طريق بالتواصل والتعاون والتنسيق بين مدارس الشبكة والعناصر المساهمة في العملية التربوية بهدف رصد وتشخيص التحديات المشتركة وخاصة ابان الأزمات والتصدي لها وتعميم التجارب الناجحة وتبادل الخبرات والموارد ومواكبة كل جديد في التعليم".
وقدم منسق الشبكة المدرسية في الزهراني حيدر خليفة عرضا عن الشبكة "التي انطلقت منذ عامين وتضم 62 ثانوية ومدرسة من القطاعين الرسمي والخاص وكانت الانطلاقة إنجازا تربويا راهنا عليه كثيرا كفرصة للنهوض التربوي في منطقتنا". وقال: "نستطيع من خلال الشبكة التلاقي وتبادل الخبرات والاستفادة من الإنجازات والتجارب الناجحة إضافة إلى التقارب والتعاون والتنسيق بين جناحي التربية الرسمي والخاص ليعود ذلك بالنفع بالدرجة الأولى على طلابنا من خلال تطوير طرائق التدريس والتعلم النشط ودمج التكنولوجيا في التعليم وغيرها من الامور إضافة إلى إقامة الأنشطة الثقافية والتربوية المشتركة التي نسعى من خلالها لتعزيز لغة الحوار والتعرف على الآخر في منطقة غنية بتنوعها الثقافي".
الشبكة المدرسية في صور ومنطقتها:
وعن الشبكة المدرسية في صور ومنطقتها تحدث ممثل الشبكة فؤاد خوري فأشار الى انها تأسست عام 2020 وتضم أكثر من 62 مدرسة وتعمل بالتنسيق والتعاون مع اتحاد بلديات صور وتلتزم بتعليمات وزارة التربية والمنطقة التربوية في الجنوب. وقال: "كنا ولا نزال نسعى الى التكافل والتعاون بين المدارس لمواجهة التحديات والصعوبات التي يواجهها القطاع والعمل معًا للمضي قدماً في تقديم الأفضل وتخطي العقبات والمشكلات التي يعاني منها وطرح بعض الحلول والمقترحات المناسبة التي تحاكي الواقع وتسهم في التخفيف من وطأة المعاناة".
واستعرض عددا من الأنشطة التربوية والاجتماعية والبيئية والثقافية التي قامت وتقوم بها الشبكة سواء بالتعاون مع البلديات او المجتمع المحلي او اليونيفيل.
عزالدين
وميز الجلسة الأولى للمؤتمر مداخلة عبر تطبيق "zoom" للمدرب الدولي والمستشار التربوي علي عزالدين، خريج ثانوية رفيق الحريري في صيدا، يعنوان " مجتمع التعلم المهني ومهارات القرن الحادي والعشرين - PLC" استهلها بابتعريف بالشبكات المدرسية وأهميتها في أن يتشارك مجموعة من المعلمين الأفكار لتعزيز ممارساتهم التدريسية وخلق بيئة تعليمية، او يتعاونون من اجل حل مشكلة مشتركة. وركز على أهمية حل المشكلات، والتفكير الابداعي والنقد، وشارك الحضور أمثلة ونماذج من مدارس متعددة في الهند، ايطاليا وزنجيبار تركز على قدرة البشرية الابداعية في الظروف الصعبة التي تمر بها المجتمعات على كل الصعد وكيفية استغلال تلك الظروف الصعبة لاطلاق مبادرات جديدة وأفكار مبتكرة.
وشدد على أهمية التعلم لمدى الحياة وقدرة الانسان على المواجهة وعدم الاستسلام، "ولبنان يتميز بأدمغته اليشرية التي هي أهم من أي ثروة". وأعرب عن فخره واعتزازه بأنه تلميذ ثانوية رفيق الحريري.
الجلسة الثانية: التحديات والحلول المدرسية
أدار الجلسة الثانية مدير مدرسة بهاء الدين الحريري رئيس فرع الجنوب في نقابة المعلمين أسامة ارناؤوط، واستهلها بكلمة قال فيها: "نعرض تحديات واقتراحات حلول للمشكلات التي تعترض العام الدراسي، لأننا متمسكون بالأمل ومصرون على تجاوز هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة، ونحن نقف اليوم في مؤسسة تربوية تحمل اسم رجل هو مدرسة في الأمل وبوجود السيدة بهية الحريري التي تؤمن بالشراكة ودائما تعمل على حشد الجهود لأننا بحاجة الى التشارك في هذه المرحلة، ونحن شركاء في الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نتمسك بالأمل فنتشارك في تجاوز المحن وإيجاد الحلول . لكن مع الأمل نحن بحاجة الى دعم. عامان انقضيا تغير فيهما كل شيء، تبدلت الأحوال 180 درجة كل شيء "تدولر" .. والمحروقات واشتراكات الكهرباء ارتفعت اكثر من عشرين ضعفا. الا هذا "الرويتب" الوطني الصامد لم يتزحزح ولم يتغير ولم يتبدل".
التعليم الرسمي
وعن التحديات والمشاكل التي تواجه التعليم الرسمي والحلول المشتركة المقترحة لها تحدث مدير المدرسة العمانية النموذجية حذيفة الملاح، متناولا انعكاس الأزمات الصحية والاقتصادية والمالية على القطاع ومؤسساته والعاملين، ورأى أن "هذه التحديات ما زالت في تصاعد مستمر مع تصاعد الأزمات، وما زالت تظهر آثارها في المدرسة الرسمية مع سعينا الأكيد لمعالجتها أو التخفيف من حدتها في حدود الصلاحيات والإمكانيات. وقال" والشبكة المدرسية لصيدا والجوار نموذج رائد ينبغي أن يعمّم على مستوى الوطن. فهذه الشبكة حولت مدارس صيدا وجوارها إلى مدرسة واحدة، مع احترام خصوصية كل منها".
وعرض لتداعيات الأزمة الاقتصادية على التعليم الرسمي، مدارس ومعلمين وعاملين وطلابا وأهل وعلى جودة ومستوى التحصيل الدراسي ومستوى الكفايات والمهارات عند التلامذة، وواقع المناهج الدراسية وموضوع تأمين الكتاب المدرسي، والتداعيات النفسية والإجتماعية للأزمات على مكونات العملية التربوية وعلى المدرسة الدامجة وبعض الهموم الإدارية. وقدم بعض أفكار ومقترحات الحلول لها، مشددا على ضرورة تطوير خطة التعافي لمعالجة الأضرار التي لحقت بالتعليم.
وتحدثت مديرة ثانوية حسام الدين الحريري التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية - صيدا دينا جرادي عن التحديات التي تواجه التعليم الخاص وما زالت مثل "ارتفاع الكلفة التشغيلية وهجرة الكفاءات التعليمية وانخفاض أجور المعلمين والمعلمات والإداريين والعمال، وارتفاع كلفة النقل". ولفتت الى ان "هناك تحديات متعلقة بالشراكة مع منظمة البكالوريا الدولية من خلال برامج الـ PYP وIB والتي تتطلب أن تكون الاشتراكات المدفوعة بالدولار الأميركي". ورأت أن "هذه التحديات وغيرها الكثير تفرض علينا التفكير بحلول مناسبة لها. وان أبرز وسيلة لمواجهتها وإيجاد الحلول لها هي تحديد الأولويات الأساسية التي تضمن انطلاقة وسير العام الدراسي على نحو سليم يضمن للطلاب الحصول على حقهم بالتعليم بالمستوى اللازم، وهو حق لكل طلاب لبنان سواء أكانوا في مدارس رسمية أو في مدارس خاصة". وأوردت بعضا من ابرز هذه المقترحات والحلول.
وقالت: "قرارنا كمدارس خاصة هو عدم الاستسلام للتحديات والعوائق، لا بل العمل على تخطيها ووضع كافة الخطط اللازمة لها مع الأخذ بعين الاعتبار عدة خطط بديلة من شأنها أن تبقينا على استعداد دائم لمواجهة أي طارئ".
واقع وتحديات التعليم المهني والتقني والحلول لها عرضها مدير معهد صيدا الفني أدهم قبرصلي الذي أشار الى أن "هذا القطاع هو الأكثر تضررا من باقي القطاعات التربوية كون مناهجه تعتمد بشكل اساسي على الجوانب العملية والتطبيقية"، موجزا التحديات ب "تأمين ما يحفظ كرامة الاساتذة من الحوافز المالية وتصحيح رواتب الأساتذة والمعلمين ودفعها في وقتها، وزيادة بدل النقل اليومي ودعم صناديق المساهمة لمعاهد التعليم المهني لتغطية الكلفة التشغيلية واجور العمال وإيجاد حل لمشكلة سقوف السحب من المصارف، وكلفة مواد وأدوات التدريس في الاختصاصات الصناعية وغير الصناعية وإعادة تلزيم تأمين مواد التمارين التطبيقية للاختصاصات الفندقية ومساعدة الطالب على شراء المعدات والأدوات اللازمة للاختصاص، والنظر بأوضاع المتعاقدين الذين يشكلون 90 % وليس لديهم اي تأمين او ضمان صحي ولم يتقاضوا تعويضاتهم ولا بدل النقل عن الفترة السابقة".
وشدد على ضرورة فتح باب التعاقد الجديد نظرا للحاجة اليه، وتفعيل ودعم دورات التدريب والتأهيل المهني وإعادة تغطية تأمين الطلاب وبعض الأساتذة.
وخلص للقول "الجائع لا ينتج".
الأشقر
وكانت مداخلة لمدير عام وزارة التربية، فأجاب على بعض النقاط التي أثيرت حول التعليم الرسمي ومنها "عدد أيام واسابيع التدريس الجاري دراسته مع المركز التربوي ومدى إمكانية تأمين الحافز اللازم للمعلم للعودة للتعليم ومنها موضوع بدل النقل والانتقال من والى المدرسة للطالب وللمعلم. وقال: "كوزارة ومديرية عامة للتربية اعددنا العدة وحاضرون لكل شيء ان كان لعدد أيام التدريس وسنأخذ بعين الاعتبار الملاك والمتعاقدين. هناك تحديات كبيرة ونحن بمعية معالي الوزير حاضرون لنواجهها".
وعن مجالس الأهل في التعليم الرسمي تحدث عبدالله حمادة فاشار الى أنه "كان لأولياء الأمور في التعليم الرسمي نصيب لا يستهان به من تداعيات الأزمات بدءا من جائحة كورونا وما فرضه من نظام حياة جديد ونظام تعلم عن بعد وما نتج عنه من فاقد تعليمي عند الطلاب، مروراً بارتدادات الأزمة الاقتصادية وانعكاستها السلبية على أوضاع المعلمين وكلفة النقل والكتب والقرطاسية والمستلزمات المدرسية في ظل غياب رؤية وطنية واضحة لمعالجة هذا الخلل التربوي والحشو بالمناهج التي لا تحاكي لغة العصر التربوي الحديث، وعدم ربط المواد بالحياة اليومية وسوق العمل وانعدام التحفيز للانشطة اللاصفية وما نتج عن كل ذلك من مشاكل صحية ونفسية وسلوكية لدى الطلاب ومن مشاكل اسرية بسبب ارتفاع نسبة البطالة ونسب الطلاق وتغيير السكن". مقترحا بعض الحلول "لإنقاذ عام دراسي وجيل وإعادة دورة الحياة المدرسية الى طبيعتها قبل فوات الأوان".
وتحدثت مي حاسبيني حشيشو عن "لجان الأهل في التعليم الخاص"، فطالبت " بوضع العين اكثر على المدارس الخاصة وتحديد الأسس لإختيار الأساتذة فيها والأخذ بعين الاعتبار الظروف التي استجدت على الأهل والطلاب سبب الأزمات، وتأمين مرشدين تربويين نفسيين في المدارس وايلاء موضوع الدمج وتدريب الأساتذة الأهمية اللازمة". وقالت: "نحن محكومون بالتفاؤل ونريد ان نعلم ابناءنا، وسيبقى اللبناني أينما ذهب مميزا وهذا دورنا كأهل ان نبقى مصرين عليه ولكن نريد دعمكم متمنية للجميع الصحة والسلامة وعاماً دراسياً مثمرا ومنتجا".
وكانت مداخلة لممثل مديرية التعليم المهني هشام سكرية أجاب فيها على بعض الملاحظات التي تطرح حول واقع القطاع ومشكلاته ومنها ما يتعلق خصوصا ب "الحوافز وبدلات النقل وعدم قدرة صناديق المساهمة والتعاضد على تغطية النفقات وكذلك موضوع سقف الانفاق والسحوبات وتوفير المواد الضرورية للتدريب في بعض الاختصاصات وتدني قيمة الاعتمادات المرصودة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وموضوع توقف التأمين للطلاب والذي يعرضهم للأخطار والاصابات، وأزمة التعاقد في المهني، والحاجة لتفعيل المجلس الأعلى للتعليم المهني والتقني، وما قامت وتقوم به المديرية من خطوات على هذه الصعد"، داعيا "لاعتماد سياسة تربوية وإعلامية لشرح أهمية التعليم المهني لمحو الصورة النمطية والدونية عنه والعمل على وقف التسرب الوظيفي والنزف البشري في التعليم المهني وتأمين الاعتمادات الضرورية للنهوض بهذا القطاع وضرورة التعليم الحضوري بما يراعي خصوصية التعليم المهني والجانب التطبيقي منه".
الطلاب
لسان حال الطلاب عبر عنه ثلاثة منهم: الطالب علي بيرم (ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية)، التلميذة جويل ذو الفقار كيوان (تعليم خاص دامج-المدرسة العمانية النموذجية الرسمية) وسجى الجواد (ثانوية الصرفند الرسمية)، وتضمنت مداخلاتهم عرضاً لإنعكاس الأزمات على الطلاب وللتجارب الصعبة التي مروا بها خلالها لجهة فقد الكثير من الكفايات الأساسية وما نتج عنها من مشاكل اسرية ونفسية وصحية وتسرب مدرسي، الى جانب مشكلة المناهج المتهالكة التي لم تعد قادرة على مواكبة متطلبات الطالب العصري ومشكلة عدم توفر الكتاب المدرسي ارتفاع كلفة القرطاسية وغيرها من الصعوبات.
ودعوا إلى "النظر بعين الرحمة لمستقبل الاف الطلاب الذين يواجهون مصيرا مؤلما يضعهم في مواجهة المجتمع والدولة العاجزة عن تامين العلم لأبنائها ولإنصاف المعلم"، آملين ان يكون النجاح حليف أيامهم الآتية في بلد تتلاشى فيه الطموحات والآمال وان يتكلل نجاحهم في أيام يحققون فيها احلاما كبرت فيهم.
وعددت رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء الخطوات التي يقوم بها المركز لمعالجة المشكلات التربوية التي تقع ضمن صلاحياته واختصاصه بالتعاون مع الوزارة، ومنها خطة العمل المتعلقة بالمناهج والكتاب المدرسي وتوزيع الدروس وتحديد ما سيتم حذفه منها.
وبعد مداخلات لعدد من الحاضرين، قال الحلبي: "في كل ما تم عرضه، التوصيف واحد، ولا احد يختلف على التوصيف، انما المشكلة هي في السعي لإيجاد الحل. نعرف ان هناك ازمة اقتصادية ومعيشية ومالية وإنسانية..تراكمت الأزمات وجاء وزير التربية ومطلوب منه ان يحقق كل هذه المطالب. فهل يطلب ذلك من وزير التربية أم من سياسة الحكومة ام سياسة البلد. سياسة الحكومة غير موجودة. اكتشفت اولوياتي كوزارة ووضعت خطة طريقي وكانت الخيارات امامي محدودة".
أضاف: "كنا أمام احد خيارين:اما اعلان العجز والتفكير بان التربية بعد سنتين من الانقطاع اذا استمر الوضع هذه السنة ايضا ف "العوض بسلامتكم " على المدرسة الرسمية خاصة، واما المشي بعكس السير في البلد وهو ما قمنا به واصرينا على التعليم الحضوري وعلى متابعة السنة والامتحانات الرسمية والمراقبة والتصحيح وإعلان النتائج والدورة الاستثنائية والمدرسة الصيفية. نريد ان نفتتح السنة الدراسية وليس امامنا خيار آخر. ولينجح ذلك، يجب توافر أمرين: الأول الجانب اللوجستي والمادي والعبء الأكبر هو بدلات النقل، والثاني ما اطلقتم عليه تسمية "الرويتب". وما نقوله: اما أن نستسلم فيبقى الأساتذة في البيت وتنهار المدرسة الرسمية ويتسرب أولادنا على الطرقات، ما لم تتداع لهم مدارس "دكاكين" تستقطب الأولاد ولا احد يعرف ما هي نوعية التعليم الذي تقدمه ولا مصير الأولاد، أو نصر على انطلاق العام الدراسي آخذين بالاعتبار كل المعوقات وساعين لتذليلها".
وتابع: "كنت امس في لجنة وزارية نقول للدولة انه براتب المليون ونصف، ومليونين، وثلاثة ملايين، لا أستطيع أن اطلب العودة الى العمل ان لم تساعدنا الدولة بتوفير المساعدة الاجتماعية وانتظامها على ضآلتها وبزيادة بدلات النقل. الاستشفاء في تعاونية الموظفين وفئة من الأساتذة لا تشملهم هم المتعاقدون رغم انهم 70% من الهيئة التعليمية، أيضا نسعى لأن نرى طريقة لتنسيبهم للضمان وان يكون لديهم بعض الضمانات في الاستشفاء والصحة. بالنسبة لنا هناك امران بهذا الخصوص : التأمين في المدارس يجب ان يتم مركزياً لأن لا احد يقبل الا "فريش دولار"، وبالتالي ان تقوم الوزارة بذلك مركزيا لجميع المدارس ويجب ان ندرس كيفية شمول المهنيات لأن لديهم مخاطر. وبالنسبة لموضوع المحروقات في المدارس، نفكر بأن نشتري نحن المازوت وان نؤمن ليترات للمدارس وهذا يؤمن كهرباء وأيضا التدفئة في المناطق الجبلية. وما نسعى له أيضا الطاقة الشمسية لأننا لا نستطيع الاستمرار بالاعتماد على المازوت . على كل مدرسة ان تسعى في بيئتها الحاضنة لها من بلديات وجمعيات وخيرين لتأمين الانارة نهاراً في المدارس، هذه يجب ان تكون أولوية".
وقال: "في موضوع حقوق الأساتذة وبالنسبة للمتأخرات أسعى ليل نهار بمتابعة يومية دقيقة بدقيقة، لتأمين الحد الأدنى من المعيشة للأستاذ والعامل في المدرسة لذلك نتوجه ونسعى لأن نأتي من الجهات المانحة وان شاء الله يتجاوبون معي، وقبل بداية العام نعلن ما هي الأمور التي توفرت".
وفيما يتعلق بموضوع المصارف قال: "ذهبنا مع المدير العام ومديرة التعليم المهني الى حاكم المصرف واتفقنا على أمر لم يبق الا تثبيته بالخطي. صناديق المدارس لا يزال فيها نوعان من الأموال: أموال ضخيناها من المساعدات التي وردتنا السنة الماضية وهي بمئات المليارات من الليرات ولدينا حسابات المصارف بالدولار، وكلاهما سنجد له حلا.. ونبحث آلية مع حاكم مصرف لبنان حسب الأولوية لاختيار السحوبات التي يمكن للمدرسة ان تحتاجها واذا وافق المصرف على هذه اللائحة وفق الأولويات، يؤمن لكل مصرف فيه حساب لمدرسة، النقد الكاش اللازم لتأخذه المدرسة. وأيضا اتفقنا مع الحاكم ان تتوفر حوافز الأساتذة للجميع دون سقف، وتعهد بأن يعطي البنوك النقد حتى يأخذ ما هو مترتب له ودفعة واحدة".
أضاف: "هناك مشكلة بالنسبة للتعليم المهني لأن الجهات المانحة لا تعتبره أولوية رغم اننا نعتبره أولوية، وبالتالي هذا المسعى يجب ان يشمله. ولدينا مشكلة أيضا في الجامعة اللبنانية وهذا يحتاج لمؤتمر لوحده".
وفي موضوع المدارس الخاصة قال: "سمعتمونا بموضوع "دولرة" الأقساط، نحن نعتبر - واكررها- حرية التعليم مصانة بالدستور، والقوانين أتت لتكرس هذه الحرية ونحن نعتبر بحكم القانون هيئة ناظمة لهذا القطاع".
وتوجه الى المدارس الخاصة بأربع رسائل هي: "لا لدولرة الأقساط، القانون 515 يحكي عن الأقساط بالليرة اللبنانية، موازنة المدارس الخاصة بالليرة اللبنانية، ويجب تضمينها كل المساعدات التي تأتي، وطلبت من المدارس ان كل ما تدفعه هذه الإدارة لمصلحة المعلمين يجب ان يكون في موازنات المدرسة".
في المقابل وجه رسائل الى المدارس الخاصة المخالفة وقال: "من يخالف منها سيتم رفض موازنتها المدرسية وعدم الموافقة عليها، وسيتم سحب توقيع المدير وإحالته على محكمة حل الخلافات وطلب التدقيق، واذا اضطررنا سنذهب الى مجلس النواب لوضع تشريع خاص".
أضاف: "نحن لا نريد اشتباكات وحروب، بل أن نفتح حوارا مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ونقابة المعلمين واتحادات لجان الأهل ونقود هذا الحوار، واملنا ان نتوصل الى صيغة توافقية نجمع عليها. لا نريد ان يبقى الإحباط مسيطرا في كل تجمع تربوي. انتم شركاء ونحن شركاء معكم، الأهم ألا نفقد الأمل ولا نفقد الإرادة. ادعوكم للايمان بأن يوم غد هو افضل من هذا النهار وان دوام الحال من المحال وما هو ات احسن مما نعيشه وانتم التربويون أصحاب رسالة، هي تعليم النشء على كل المستويات".
وختم الحلبي: "المدارس المجانية تشكو حاليا من عدم تقاضي حقوقها من الدولة منذ ما يزيد على 4 سنوات وهناك مبالغ متراكمة لها". وقال: "عرضنا على المالية إمكانية ان نعجل بسلفة 50% من حقوق المدارس المجانية لهذه السنة، لكن هذا الطلب لا إمكانية لتلبيته الآن لأن هناك أولويات، لكننا سنتابع السعي من اجل التسريع بصرف ما امكن من مستحقاتها".
واختتمت السيدة الحريري الجلسة الثانية والمؤتمر بكلمة شكرت فيها الحلبي وكل شركاء العملية التربوية المشاركين. وقالت: "هو مؤتمر لبداية عام دراسي ومن الطبيعي ان يكون بهذا القدر محيطا بكل القضايا، واحببنا اليوم ان يكون التشبيك ليس فقط مع المدراء والأساتذة بل ايضا مع الأهالي والطلاب. فاذا اردنا العبور لعام دراسي آمن الكل يجب ان يكون مشاركا، وكل القضايا التي أثيرت والمتعلقة بالوزارة سنتابعها مع معالي الوزير ونقول: لا عصا سحرية، لكن هناك خطوات قادرون ان نقوم بها وخاصة الروزنامة المدرسية".
أضاف: "بالنسبة للقضايا المطلبية سنتابعها لكن اهم نقطة ان نحافظ على الحضور التعليمي في المدارس وهذا يحتاج لتعاون من الأهالي والهيئة التعليمية وجميع العاملين والوزارة هي المظلة للتعليم وستبقى كذلك".
وختمت: "شكرا لحضوركم وأتمنى لكم عاما دراسيا آمنا وناجحا بإذن الله".
بعد اختتام المؤتمر، استقبلت الحريري الحلبي وفريق عمل الوزارة وجمع من المشاركين في مجدليون بحضور رئيس بلدية صيدا محمد السعودي واللجنة المنظمة للمؤتمر.