الحلبي: آمل وضع آلية لتطوير المناهج بصورة مستمرة
الاحداث - اختتم وزير التربية والتعليم العالي ووزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي، ورشة العمل التي نظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى المطبعة على مدى يومين، بمشاركة خبيرة اليونسكو في تطوير المناهج الدكتورة داكمارا جورجسكو، واطلع على عرض للعمل المكثف الذي قام به فريق من المختصين والخبراء من المركز التربوي والجامعات.
وتحدث رئيس المركز التربوي الأستاذ جورج نهرا شاكرا الوزير على متابعته الحثيثة في الافتتاح وفي الختام ، مؤكدا أن “أجواء الورشة ديناميكية، وسادها العمل الفريقي وروح التعاون التي يتمتع بها جميع الشركاء”، وأشاد ب”إدارة الدكتورة داكمارا جورجسكو وبمتابعة مستشار الوزير للسياسات التربوية البروفسور منير أبو عسلي ، وبمثابرة أمانة سر اللجنة التي عملت على مشروع الإطار الوطني لتطوير المناهج بكل امانة ومسؤولية”.
واشار إلى ان “المسودة كانت الحجر الأساس للبداية، وتم الاتفاق على تبويب المسودة بصيغتها النهائية، لتوضع قبل 15 كانون الثاني بيد هيئة التخطيط ثم امام الهيئة الوطنية لتطوير المناهج”، لافتا إلى ان “الإطار المرجعي يشكل بمثابة دستور للمناهج ولمسار الجودة فيها”.
وتحدث عن “التوافق على المفاصل الأساسية وعلى النقاش وتبادل الخبرات المحلية والدولية مع خبيرة اليونسكو”، مشيرا إلى أن “أمانة السر سترسل المخرجات إلى أعضاء اللجنة لوضع ملاحظاتهم النهائية”، لافتا إلى ان “العمل المكثف يختصر أربعا وعشرين سنة من التأخير في تطوير المناهج”.
وتحدثت خبيرة اليونسكو في تطوير المناهج الدكتورة داكمارا جورجسكو فشكرت أعضاء اللجنة على “التفاني والتضحيات من اجل الخروج بوثيقة معبرة عن الطموحات” ، ورأت أن “هذه الورشة هي بداية لإيجاد أرضية مشتركة، ووضع أسس سياسة وتوجهات للمناهج، والربط مع التعليم المهني والعالي وسوق العمل”.
واعتبرت ان “فريق العمل الرائع الذي عملت معه يعمل بحسب التوجهات والسياسات التي تضعها الوزارة، ونأمل انه بالتعاون مع المديرية العامة للتربية ومع المديريات العامة الأخرى والجامعات عبر كليات التربية ، أن نخرج بوثيقة أساسية نبني عليها ونناقشها مع الهيئة الوطنية”.
ثم تحدث الوزير الحلبي فقال “أحييكم جميعاً على هذا الجهد المتميز والمثمر، وأضم صوتي إلى صوت رئيس المركز الأستاذ جورج نهرا بالتوجه لكل منكم بالشكر، فبين أيديكم مهمة جليلة جداً، وهذه أمانة لأنها تتصل بمستقبل أجيال لبنان.
وأنا واثق بأن اللجنة بما تتمتع به من أخلاقيات وكفايات سوف ترفع مشروعاً مهماً، وأشدد على تسريع العمل لأننا مرتبطون باستحقاقات ومواعيد وذلك بغض النظر عن كل ما يجري خارج هذه القاعة”.
وأضاف “إنكم تعملون من اجل كل ما يتصل بتربية التلاميذ وتوجيههم نحو الحداثة، وإعطائهم كل ما تتطلبه مواجهة المستقبل. وآمل أن نضع آلية لعملية تطوير المناهج بصورة مستمرة، لنواكب الحداثة ولا نقع في 25 سنة من الجمود. أنتم تقومون بالعمل الأكبر وعندما تنتهي مرحلة التأسيس، نتابع إنتاج المناهج ومن ثم تأليف الكتب. إنني ألمس من الجهات المانحة كل العزم للمساعدة، وقد يكون ملف التربية لا يعاني من التحفظ، وكأن ملف التربية أولوية لدى الجهات الدولية، فالمرحلة التي تعملون عليها تأسيسية وبالغة الأهمية”.
واشار الى ان “التعاون مع المديرية العامة للتربية مهم أيضا لجهة وجود الخطة الخمسية للوزارة ، وقد تبلورت أمور كثيرة من خلال العمل في المدارس ويجب أخذها في الاعتبار عند النقاش النهائي”، وقال:” إن تحقيق ما يسمى بالوفاق الوطني على المناهج أمر أساسي، ونحن سوف نكون أصحاب حنكة ودراية لبلوغ هذا التوافق . من هنا فإن مشاركة المكونات اللبنانية ومعالجة هواجس هذه المكونات مهمة لإعطاء الاطمئنان للجميع، فقد تركنا أهواءنا وانتماءاتنا خارجا لنعمل للمصلحة الوطنية. لذلك نجد في الاطلاع على آراء هذه المكونات وهواجسها مع نسبة عالية من الحكمة والحنكة وإيجاد المشتركات والبناء عليها أمرا حتميا، وفي حال وجود أي اختلاف في الرأي والمقاربة لدينا كمجتمع متنوع ، فإنه يتم حصره ومعالجته ، ونحن مستعدون لتذليل أي اختلاف بانفتاحنا لسماع الرأي الآخر”.
وقال “ان هذه المهمة تفرحني وتشعرني بالرضى، وأنا مستعد لكل جهد مطلوب مني، فأنتم تفكرون نيابة عن جميع اللبنانيين، وإن هذا المشروع بمثابة جسر مرتبط بين القطاعين الرسمي والخاص، وأشد على أيدي كل واحد منكم وأشكركم جميعا ، كما اخص بالشكر الدكتورة بريندا غزالة على العمل والاجتهاد في إعداد الورقة الأساسية للنقاش.
وأردف، “إن شراكتنا أساسية مع اليونيسكو ولهم الفضل بأن نظموا لنا مؤتمراً في باريس في حضور ممثلين عن 25 دولة، وذلك على هامش المؤتمر السنوي للمنظمة، ونحن نعمل معهم على استراتيجية للتعليم العالي كما نتعاون الآن في المناهج، ونحن نتوجه بالشكر إلى الدكتورة داكمارا على الأفكار والخبرات والحضور والمشاركة والإسهام في الورشة، لأنها بخبراتها تغني البحث، وتساعدنا في الوصول إلى الممارسات الفضلى في العالم، وآمل أن تكلل الأمور بالنجاح”.