تربية وثقافة

معوض: LAU خسرت 5 في المئة من اساتذتها الذين غادروا لبنان ولا خيار إلا العمل للبقاء والتخطيط لمستقبل أفضل

الاحداث- دعا رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية LAU الدكتور ميشال معوض الطلاب واهاليهم والرأي العام اللبناني الى الايمان بلبنان ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وقال: " ان تكون لبنانياً فان الامر لا يقتصر على حمل بطاقة الهوية وجواز السفر بل هي حالة ثقافية تعني الصمود ومواجهة الصعاب والنزاعات والاحتلالات والازمات الاقتصادية". وقال في حوار شامل مع مديرة مكتب تلفزيون "العربية" في لندن ريما مكتبي (خريجة LAU) وجمهور المشاهدين من مختلف الاطياف: "اذا اردتم الرحيل فهذا خياركم وافعلوا ما ترونه مناسباً لعائلاتكم ولكن علينا ان نؤمن ان الشمس ستشرق من جديد وان المستقبل سيكون نحو الافضل لا محالة وان علينا الصمود في بلادنا".           

قال معوض ،الذي تولى رئاسة LAU منذ شهرين بعد انتخابه من مجلس امناء الجامعة، :"انه فخور بأنه خلف رئيساً باهراً للجامعة هو الدكتور جوزف جبرا الذي حقق الكثير من الانجازات. واعتبر ان LAU وأسوة بكل جامعات العالم تواجه الكثير من التحديات التي يجب مواجهتها والتعامل معها بما يخدم مصلحة التعليم الجامعي والاجيال الطالعة، وابرزها جائحة "كوفيد - 19" مع كل ما يترتب على هذا الموضوع من تجهيز المراكز الطبية التابعة للجامعة وتأمين مستلزماتها، وحماية الاطقم الطبية اضافة الى حماية الحرم الجامعي في بيروت وجبيل وكل العاملين فيه من اساتذة وطلاب واداريين. 

وتحدث معوض عن التحدي الاهم المتمثل بتأمين "صحة الجامعة" اكاديمياً وتأمين افضل مستوى من التعليم الجامعي للطلاب بمعزل عن قدراتهم الاقتصادية والاوضاع الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد واستطراداً المجتمع اللبناني. واوضح معوض أنه قلق على اساتذة الجامعة اسوة بإهتمامه بالطلاب لأن LAU قد تخسر افضل اساتذتها بسبب الهجرة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية – السياسية التي يعاني منها لبنان. واكد على بذل اقصى الجهود للحافظ على اساتذة LAU، من خلال التمسك ببقاء الجامعة كمؤسسة رائدة في لبنان والمنطقة وهذا ما يحتاج الى حفظ الموارد المالية والادارة الحكيمة. واعتبر ان الجامعة تناضل وتصارع من اجل مستقبل افضل من خلال الاستثمار في الجهاز التعليمي والبرامج الاكاديمية الجامعية. 

وكشف معوض ان LAU خسرت 5 في المئة من اساتذتها الذين غادروا لبنان بعد إندلاع الازمة الاقتصادية – السياسية نتيجة الاحباط الذي شعروا به، وكانت وجهتهم الولايات المتحدة الاميركية ودولة الامارات العربية المتحدة. وقال: "نتقبل هذا الوضع وكنا نعلم أننا سنواجه مشكلات مماثلة، لذا عملنا على تقديم عطاءات عدة للاساتذة، ونعمل حالياً على جملة تدابير وتقديمات للاطباء والاساتذة لحضهم على البقاء في لبنان، والاهم اننا مستمرون في التوظيف لنخبة الاساتذة ونسعى الى دعم مشاريع الابحاث مالياً ومعنوياً وعلمياً وهذا هو الاستثمار الاستراتيجي الاكبر لجامعتنا نحو المستقبل من خلال مسارنا الاكاديمي الجامعي لوقف نزيف الادمغة الى خارج لبنان". 

وشدد معوض على ان LAU لا خيار اخر لديها إلا العمل من أجل البقاء اقتصادياً واكاديمياً وصحياً والتخطيط لمستقبل أفضل، والجامعة تنتظر الساعة التي يتم القضاء فيها على جائحة كوفيد – 19 وتعاف لبنان من اوضاعه الاقتصادية والسياسية المضطربة. واعتبر رئيس LAU ان احداً في العالم لا يستطيع سرقة النبوغ والكفاءات اللبنانية، وقدم كلية الطب في الجامعة نموذجاً ساطعاً على مقدرة لبنان على استقطاب الادمغة اللبنانية من الخارج لتتمكن من الابداع والابتكار والريادة في بلدها الام. واكد ان العالم باسره يعلم ان الجامعة مستمرة في عملها رغم كل الصعوبات وهذا امر تفتخر به. 

ورداً على سؤال عما اذا كان التعليم عن بعدOnline قد تمكن من استيعاب منهاج التعليم الجامعي، رأى معوض ان الجامعة عملت على إيصال نسبة 100 في المئة من المناهج التعليمية المقررة عبر الدراسة عن بعد، وذلك من خلال تضافر الجهود لتأمين التعليم لطلاب. واضاف ان ثمة دروس لا يمكن التفاعل معها عبر الانترنت بل تحتاج الى حضور الدروس في الحرم الجامعي، ومنها المختبرات ومناهجها المختلفة والتي تتشكل من مزيج نظري وعملاني. 

وكشف عن المساعدات المالية الى الطلاب، موضحاً ان الجامعة ضاعفت كمية المساعدات للطلاب المحتاجين وقدمت اقصى ما تستطيع للطلاب الراغبين في دخول الجامعة لحض الشباب والشابات على البقاء في وطنهم الى جانب اهاليهم وعائلاتهم واصدقائهم. واعلن ان LAU قدمت وستقدم ما بين 40 الى 60 مليون دولار مساعدات مالية الى اكثر من 65 في المئة من الطلاب (8200 طالب)، بمعدل 45 في المئة من القسط  الجامعي لكل من الطلاب المستفيدين. وشدد على ان الجامعة تحتاج الى الالتزام المعنوي والعاطفي والايمان بلبنان ودعم الرأي العام وهذا افضل دعم يمكن الحصول عليه. 

وفي موضوع زيادة الاقساط قال "ان كل جامعات لبنان تعاني من هذا الموضوع، وانه منفتح على النقاش في هذا الملف، لأن الجامعة يجب ان تحافظ على مستواها ووضعيتها المتقدمة خصوصاً ان 94 في المئة من عائداتها تأتي من اقساط الطلاب".

واعتبر "ان الجامعة تحتاج الى الموارد لكي تبقى وتتطور حاضراً ومستقبلاً وتحفظ مستوى اساتذتها ومناهجها. واكد ان البحث في موضوع الاقساط يجري بكل جدية ومسؤولية لأن لا طريقة اخرى لتأمين استمرارية الجامعة. ورأى ان زيادة الاقساط ستكون منطقية وستواكبها زيادة في المساعدات المالية والهدف سيبقى دائماً تأمين استمرارية الجامعة وديمومتها". 

ونفى معوض "اي نية لصرف اي كان من اساتذة وموظفي LAU بل على نقيض ذلك فان الجامعة تعمل على حفظ مستوى حياة العاملين لديها. وعرض لتطوير مستشفى رزق وانشاء جناح جديد للتعامل مع مرضى جائحة كوفيد – 19   في المركز الطبي للجامعة – مستشفى رزق".  

وتحدث معوض عن اهمية الحفاظ على مستوى التعليم الجامعي في لبنان على الصعيد العالمي، واوضح "ان LAU وقعت اتفاقاً مع مؤسسة "وايلي" المعروفة بتقديم الدراسة عن بعد Online لتطوير المواد الجامعية عبر الانترنت وتطوير مهارات الاساتذة في التعليم والامتحانات والتعامل مع الطلاب خارج الحرم الجامعي. ورأى ان التعليم عن بعد ليس مشكلة LAU فقط بل هي مشكلة كل الجامعات في كل انحاء العالم حيث يكمن التحدي الاصعب في كيفية نقل خبرات التعليم عن بعد". 

وختم معوض حواره عارضاً لدور رئيس الجامعة في التغيير في لبنان، واعتبر "ان من واجبات كل جامعة تخريج الطلاب المؤهلين للانخراط في المجتمع واحداث التغيير".

وقال "انه يريد مساعدة وطنه لبنان وهو يعمل من اجل التغيير والتطور وانه سيقوم بافضل ما لديه في خدمة وطنه لبنان". 

=========