أقلام حرة

ضحكتُك الصفراء... إنزعيها عن وجهِك يا سماء

الاحداث - كتبت ناتالي زيدان 
غيمةٌ صفراء ساخرة إتّشحت بها سماء بيروت صباح اليوم، وكأنها تستمتع بالنظر من فوق إلى ما آلت إليه حالُنا. ولعلّها على حقّ! 

متعبون نحن، منهكون، الحمل ثقيلٌ على اكتافنا، أُغلقت الأبواب بوجهنا وأحكموا الخناق على أعناقنا وانتِ تسخرين يا سماء؟ 

أنظر إلى مَن حولي، فأجد وجوههم مخطوفة اللون شاحبة حزينة، تبحث عن ريشة أمل تُعيد رسم بسمتها الملوّنة لتسترجع متعة العيش والطموح للسير قدماً والبحث عن "طاقة" فرجٍ  تطلّ منها إلى مستقبلٍ أفضل وواعد. 

أيحقّ ذلك يا سماء؟ 

أنظر مِن حولي، فأجد الأفق مُدْلهمّاً غضباً، يتهدّدنا، يهزّنا لنستفيق، يتوعّدنا بشتاءٍ عاصفٍ وكوارث طبيعية و"غير طبيعية" متطرّفة. 
أبحث عن شمس الحق في سماءٍ ملبّدة بالأكاذيب والفساد والسرقة حيث الضمير أصبح مستتراً والعدل صار معدوماً... فتلوح لي متردّدة من وراء أبنية رمادية وليس في جعبتها أيّ جديد. 
اعتدت أن أسبقها كل يوم وأنتظرها بشوق على فنجان قهوتي الصباحية لتلّفني بدفئها وتأخذني بحضنها وتمدّني بالطاقة كي أبدأ نهاري وأواجه ما ليس في الحسبان، فنحن في لبنان... 
شمسي لم أدعها تسبقني يوماً ولكن بيني وبين نفسي، كلي ثقة بأنها  هي من كانت تعطيني pass وتسمح بذلك لأنها تدرك قيمتها عندي ومدى تعلّقي بها وحاجتي إليها. 
أن تتأخر ساعات معدودة عني، عهدت ذلك ولكنني لم أعهدها تفوّت موعدنا وتدير ظهرها لي...لعلّها تمازحني؟ هكذا أحبّ ان أقرأ غيابها. "مهضومة" شمسنا. لن أرتعب لغيابِك ولكن لا تطيلي الرحيل... فأنا لدي مخزون من "دفاكي" يكفيني إلى فجر الغد.

وانتِ يا سماء، إضحكي قدر ما تشائين وتأكّدي بأنك لست على حقّ! فنحن قومٌ اعتدنا التهكّم على مآسينا وآلامنا كي نتغلّب عليها... واستمرّينا. فكفّي عن السخرية وأعيدي ليَ شمسي.