من الصحف

زيارة أورتاغوس لمعراب رسالة للآخرين وتقدير لمواقف جعجع؟

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"استرعت زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لمعراب وتناولها العشاء إلى مائدة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اهتمام المتابعين، باعتبارها لم تزر أيا من زعماء الأحزاب، واقتصرت لقاءاتها على الرؤساء والمسؤولين الرسميين، الأمر الذي ترك تساؤلات عن دلالات هذا الاجتماع.
وتؤكد معلومات موثوق بها أن جعجع قدم مداخلة كافية ووافية من زاوية الأهمية التي تعني الموفدة الأميركية، التي استمعت إليه بإصغاء تام، ما يؤكد أن خلف هذه الزيارة أكثر من معطى ودلالة.
ولكن لمَ خصّـت الموفدة الأميركية رئيس حزب "القوات" دون سواه؟ إنه السؤال المطروح في المقار السياسية والحزبية .
والحال أنه لدى زيارة أي مسؤول أو موفد دولي لبنان، يلتقي رؤساء أحزاب ومرجعيات سياسية، ويكون هناك غداء أو عشاء أو فطور، إنما هذه المرة غاب التقليد المعتمد في معظم زيارات المسؤولين الدوليين، وخرقت الموفدة الأميركية القاعدة بعشاء مع جعجع، فما الأسباب التي أملت زيارتها لمعراب؟
يقول رئيس جهاز التواصل والإعلام في "القوات اللبنانية" شارل جبور لـــ"النهار"، إن "زيارة الموفدة الأميركية تناولت أكثر من شق، وقد أرادت أن تزور معرب وطلبت ذلك، إضافة أن لحزب "القوات" حيثية تمثيلية مسيحية ووطنية، وآراء الدكتور جعجع تنسجم مع المواقف الأميركية، وذلك نابع من الدستور اللبناني، أي أن يكون هناك دولة واحدة وسلطة مركزية وجيش واحد، ولا سلاح سوى سلاح الجيش اللبناني، وهذا ليس وفق الإرادة الأميركية، بل ضمن الدستور اللبناني، ومن هنا تأتي مواقف رئيس حزب "القوات"، بعيداً من الإملاءات، ما يحظى بتقدير الأميركيين وغيرهم، بحيث قد يكون الوحيد الذي يتحدث ضمن هذه العناوين" .
ويضيف: "لا بد من الإشارة إلى مسألة مهمة، وهذا موقف وربما اجتهاد شخصي، فقد تكون الزيارة حملت أكثر من دلالة ورسالة وإشارة للآخرين، أن الإدارة الأميركية تقدر المواقف التي يعبّر عنها رئيس حزب "القوات"، وهي من ضمن العناوين التي أثارتها الموفدة الأميركية مع المسؤولين اللبنانيين، ولذلك كان اللقاء الوحيد غير الرسمي لأورتاغوس مع الدكتور جعجع، ما يؤكد أنهم أرادوا توجيه هذه الرسالة من خلال زيارة معراب".
يبقى وفق المعلومات المتداولة، أن زيارة أورتاغوس لمعراب لم تكن مصادفة أو مجرد محطة، بل رسالة واضحة يجب قراءتها، الأمر الذي يشي بأن هناك متغيرات كثيرة بدأت تحصل على الساحة اللبنانية، وهو ما قامت به الموفدة الأميركية التي أرادت إطلاق إشارات في اتجاه القيادات السياسية والحزبية اللبنانية، بما معناه أن هذه هي العناوين والمواقف الأميركية، فتمعّنوا في قراءتها جيدا .