أقلام حرة

كورونا والبلديات: تحد لم يكن في الحسبان

الاحداث- كتبت سينتيا خوري

 ازمة فيروس كورونا المستجد covid-19 أرهقت اللبنانيين عموما،والبلديات خصوصا في خلال العام الجاري، فمنذ 21 شباط 2020  ،يوم اصيب اول شخص في لبنان وجدت  نفسها البلديات أمام تحدٍ كبير لم يكن متوقعا ولم يكن في الحسبان ولاسيما ماليا وهي التي لم تقبض مستحقاتها من الدولة.

 ففجأة  ومن دون سابق انذار ألقيت على عاتقها المسؤولية ، فالبعض تحمل المسؤولية بكل جدارة  وبدأ بتحضير اماكن خاصة بالحجر وبإعلان الاصابات اذا ما وجدت تلافيا لانتشار العدوى واقامة المحاضرات التوعوية واجراء فحوص الPCR، والبعض الاخر بقي كأن شيئا لم يكن، خوفا من ان تتأثر السياحة في مدينته وحتى انهم لم يكلفوا نفسهم عناء  الكشف عن عدد المصابين وكل ذلك تحت حجة عدم ضرب الموسم السياحي. 
يشهد للجهد الكبير الذي تقوم به البلديات من أجل مواجهة ازمة فيروس كورونا - المستجد، وهناك بلديات تعمل جاهدة من أجل مساعدة الفقراء وتأمين أماكن الحجر الصحي على الرغم من امكانياتها الضعيفة، فقد أنشأ معظمها غرفة عمليات وخط ساخن، تتلقى عبره شكاوى ومطالب سكانها، وفعلت صفحتها الالكترونية للبقاء على تواصل مباشر مع الناس، ونظمت حملات توعية عبر  بيانات أصدرتها على مواقع التواصل الإجتماعي،  وسهرت على تطبيق المراسيم الحكومية، وراقبت المؤسسات التجاريّة ومدى التزامها بأوقات العمل، وإجراءات الوقاية، كذلك أنشأت لجنة لإدارة الأزمة مؤلفة من مختصين وبعض أعضاء المجلس البلدي، اقامت دورات تدريبيّة للشرطة البلديّة لتعليم كيفيّة التعامل مع الأزمة.
ويؤكد رؤساء  البلديات الحاجة الملحة ، وفي ظل هذه الأزمة الصحية الكبيرة،  إلى دعم كبير من الدولة كي تتمكن من الاستمرار في عملها تجاه السكان ضمن نطاقها ، وقد أثبتت ازمة كورونا مدى أهمية دور الدولة في مساعدة البلديات على مواجهة الازمة، فلا الدولة وحدها تستطيع العمل من دون مساعدة البلديات ولا العكس. 
فلا يمكن ان نتجاهل الدور الكبير الذي ادته البلديات  في الحد من انتشار الفيروس والتنويه بالجهد الذي قامت به لمتابعة المصابين وحجرهم وحجر مخالطيهم ، ولولا ذلك لدخلنا في انتشار كبير قضى على معظم السكان وأرهق الدولة والمسشتفيات والطاقم الطبي أكثر، علما انه من واجبات الدولة في هذه الأزمة الصحية الكبيرة رفع ميزانية البلديات وانصافها، الأمر الذي سبق أن نادت به البلديات كثيرا في السنوات السابقة". 

ويبقى السؤال أخيرا، هل ستتمكن دولتنا في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية اضافة الى ازمة الدولار والمصارف التي تمر بها البلاد من انصاف البلديات ورفع ميزانيتها؟

=====

 


Sent from my Galaxy