
خريطة طريق لبنانية - سورية للترسيم برعاية سعودية
قمة باريس عكّرتها صواريخ الجنوب وقصف الحدت
الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"على وقع الزيارة الحدث لرئيس الجمهورية جوزاف عون أمس إلى باريس كفاتحة لزياراته الدولية، عاد لبنان إلى دائرة الحرب الإسرائيلية كما حصل في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الحدت، وذلك للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي. وترافق الحدثان بـ«خطوة تاريخية» على حد وصف بكركي تمثلت برعاية المملكة العربية السعودية اتفاق لبنان وسوريا على خريطة طريق لترسيم الحدود المشتركة بين البلدين.
كيف يمكن قراءة هذه الأحداث التي تلاحقت يومي الخميس والجمعة تباعاً؟ تقول مصادر وزارية بارزة لـ«نداء الوطن» إنه «لا بد من ربط لقاء جدة الذي استضافته السعودية بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، بلقاء الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وما تخلله من اتصال مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وقالت المصادر إن هذين الحدثين المتلاحقين يؤكدان:
أولاً، تلازم ما حصل في جدة وباريس مع الرعاية الأميركية للحدود الجنوبية.
ثانياً، بعد الحوادث على الحدود مع سوريا، لم يُترك هذا الأمر لهمة اللبنانيين بل تولّت رعايته السعودية كي توجه رسالة واضحة المعالم وأكملتها فرنسا أمس، ما يعني أن الحدود اللبنانية السورية باتت خاضعة لترتيب سعودي - فرنسي على غرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية الخاضعة لترتيب أميركي».
وخلصت المصادر إلى القول «إن الاضطراب مطلوب إيرانياً لتبقى الساحات في لبنان وسوريا وكذلك غزة واليمن غير مستقرة وجزءاً من أوراق التفاوض مع الولايات المتحدة».
قمة باريس
وكان الرئيس عون شكر فرنسا على «الجهود التي بذلتها وتبذلها لمساعدة لبنان في شتى المجالات. وعن التصعيد الإسرائيلي وعملية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، أكد الرئيس عون أن «الجيش اللبناني يقوم بتحقيقاته لمعرفة من أطلق الصواريخ، ونحن بحسب تجربتنا السابقة، الأدلة الموجودة على الأرض تثبت أن «حزب الله» ليس له علاقة».
من جهته، اعتبر الرئيس ماكرون أن «عمليات قصف بيروت اليوم (أمس) غير مقبولة». وكشف عن اقتراح قدمه بـ«نشر بعض قوى «اليونيفيل» في المناطق الحساسة التي توجد فيها إسرائيل حالياً بالتنسيق مع الجيش اللبناني وإشراف آلية مراقبة وقف إطلاق النار بمشاركة ضباط أميركيين وفرنسيين».
وفي هذا السياق، أفادت المعلومات، أن فرنسا ستتدخل مع واشنطن، كي تمارس ضغوطاً على إسرائيل لترك المجال للجيش اللبناني والحكومة لمعالجة أمر السلاح، وأن التدخل الإسرائيلي بهذا الشكل يقوض الثقة بالحكومة وبرئاسة الجمهورية ويقضي على أي فرصة لنهوض لبنان.
السراي تلاحق الصواريخ
في سياق متصل، أعلنت مصادر السراي الحكومي لـ«نداء الوطن» أن رئيس الحكومة نواف سلام، طلب من الجيش اللبناني إجراء التحقيق اللازم لكشف المسؤولين عن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص.
كما يواصل سلام اتصالاته مع الجهات المعنية، لمنع تفاقم الوضع بعد التصعيد الإسرائيلي، والحؤول دون تكرار ما حصل من غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وقرى الجنوب. وتابعت المصادر أن سلام أكّد في اتصالاته قيام لبنان بكل الخطوات اللازمة لتطبيق القرار 1701، مطالباً بالضغط على إسرائيل كي توقف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار وتنسحب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تسيطر عليها.
وتعليقاً على الاتفاق اللبناني - السوري في جدة، أوضحت مصادر السراي لـ «نداء الوطن» أنّ الرئيس سلام يراه خطوة مهمة فتحت مساراً جديداً في العلاقات بين البلدين برعاية المملكة العربية السعودية التي ستكون الجهة الضامنة لمنع حصول أي اهتزاز أمني ولوقف أي تعديات عند جانبي الحدود اللبنانية - السورية، وأشارت إلى أنّ لقاء جدة تناول ملفات عدة تعود بالمنفعة على كل من البلدين تتعلق بالشقّين الاستثماري والاقتصادي وحتى الأمني.
بكركي: اتفاق السعودية تاريخي
ووصفت بكركي ما حصل في السعودية بالخطوة التاريخية، وأكدت مصادرها لـ«نداء الوطن» أن البطريركية انتظرت هذه الخطوة منذ 125 سنة، وقد أتت هذه المرة برعاية عربية. وكل ما يهم بكركي هو صون حدود لبنان جنوباً وشمالاً وشرقاً وبحراً. ودعت الحكام إلى الاستفادة من هذا الزخم العربي والدولي، خصوصاً بعد سقوط نظام الأسد والمباشرة بالترسيم فوراً وعدم إضاعة الفرص.
وباركت بكركي تعيين كريم سعيد على رأس الحاكمية وأشادت بسيرته الذاتية، مبدية كل دعمها للرئيس عون، فالتوافق ضرورة أما استعمال هذا العنوان للتعطيل فهو مرفوض. وكل ما فعله عون هو تطبيق الدستور.
وتعليقاً على الأحداث التي جرت، جددت بكركي دعوتها إلى حصر السلاح بيد الجيش والقضاء على البؤر الأمنية لأنها تستجلب الحرب والدمار، فسلاح الشرعية يحمي الجميع بينما سلاح الميليشيات رأينا ماذا فعل.