رسالة سعودية قوية للبنان: دعم التوجه الإصلاحي لعون وسلام
الاحتلال يخطط لانتهاك وقف اتفاق النار.. وبرّي للجنة المراقبة: عودة الأهالي الأحد
الاحداث- كتبت صحيفة "اللواء": بعد غد الأحد، يوم فاصل في تاريخ الوضع اللبناني، فالثابت أن الجيش الاسرائيلي مدعوماً بتغطية من الكابينت الاسرائيلي، يريد البقاء في نقاط استراتيجية في القطاع الشرقي، بعد تاريخ 26ك2 الجاري، مما دفع بالرئيس نبيه بري الى الاجتماع مع رئيس فريق مراقبة وقف النار، وإبلاغه بخطورة الموقف الاسرائيلي، مطالبا اياه بوفاء بلاده (الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه لبنان والاتفاق)، وهو الامر الذي شدّد عليه حزب الله في بيان اصدره لهذه الغاية.
اما في الشأن الداخلي، ومع ان تأليف الحكومة تأخر عن موعد التأليف قبل الأحد، لكن الزخم العربي والدولي في دعم نهج الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام في ما خص السعي الى حكومة واعدة، وقادرة على قيادة البلد الى اعادة النهوض والاصلاح.
المساعي من أجل التأليف
حكومياً، وبغض النظر عمّا جرى بين الرئيس سلام وثنائي «امل» وحزب الله من حسم بقاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية وتسريب اسم من سيتولاها ايضاً، فإن ثلاث او اربع كتل وقوى سياسية اخرى تتصارع على حقائب خدماتية وازنة مثل الاشغال العامة والنقل والصحة والشؤون الاجتماعية، وبعضها طالب بحقيبة الاشغال او الشؤون او الداخلية مثل تكتل الاعتدال الوطني.
وعلمت «اللواء» أن التكتل عرض خلال استشارات التأليف غير الملزمة موقفه ومطلبه للرئيس سلام ولم يتم البت بعد بالموضوع، ولم تحصل اي اجتماعات بعدها بين الطرفين. لكن لم تقع مشكلة حول التمثيل السنّي عموماً في الحكومة بينهما ويبقى للحديث صلة عندما يحسم سلام امر التشكيلة الحكومية، علما ان المعلومات تشير الى ان المرجح ان يتولى حقيبة الداخلية القاضي هاني حلمي الحجار وهو من شحيم في اقليم الخروب– الشوف وليس من الشمال. لكن المشكلة ان تكتل الاعتدال وربما غيره من كتل لا يريد ان تهبط عليهم اسماء وزراء كتلهم «بالبراشوت» ولا تكون لهم كلمة في اختيارهم.
وفي هذا الصدد، قال عضو تكتل الاعتدال الدكتور احمد رستم لـ«اللواء» ان التكتل طلب فعلا تمثيله بحقيبة للسنّة لتمثيل منطقة الشمال عموماً ومنطقة عكار بشكل خاص بوزير بإعتبارها منطقة محرومة من الخدمات والانماء تاريخياً وعانت ما عانته وصار من اللازم وضعها على الخريطة السياسية والانمائية لتجديد وتعزيز الخدمات فيها، ولا سيما لجهة انشاء مطار القليعات، الذي يؤمّن خدمة كبيرة لأهل الشمال والبقاع ايضاً.
واوضح رستم ان الامور مازالت ضبابية لجهة تسمية الوزير العكاري في الحكومة، وان التكتل سيعقد خلال ايام قليلة اجتماعاً لمتابعة البحث بالموضوع وقد يلتقي الرئيس المكلف مجدداً. وقال: من حقنا ككتلة تمثل منطقة واسعة من لبنان ان تكون لنا حقيبة خدماتية انمائية وازنة فإما يتمثل الكل او لا يتمثل احد، ونحن نعوّل على حكمة وعدالة الرئيس المكلف بهذا الموضوع.
وبالنسبة للكتل الاخرى، تردد ان تواصلاً حص أمس بين الرئيس المكلف وممثلي «الثنائي الشيعي» وقد يحصل لقاء بين ممثلي الثنائي والرئيس عون، لكن لم يحصل تواصل جدي مع كتلة «الاعتدال الوطني» او غيرها من كتل بشأن الحقائب الوزارية. كما ان «القوات اللبنانية» تسعى للتواصل مع مجدداً مع الرئيس سلام وربما مع رئيس الجمهورية ايضاً للبحث في الوضع الحكومي عموما وما يهم كتلة القوات بشكل خاص.
ونقل عن الرئيس عون ان خطاب القسم كُتِب لينفذ، وهو يعكس ارادة الشعب اللبناني، وتحدث بلغته وأولويات المرحلة المقبلة، لاعادة الاعمار والوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسسات الأمنية.
وكشف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اننا «ارسلنا اسماء طرحناها لسلام مع سيرتهم الذاتية وعلى الرئيس المكلف الاختيار بينهم، وعلى الثنائي يفعل الشيء نفسه، وليس فرض الاسماء الذين يريدونها».
زيارة بن فرحان
وشكلت زيارة وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الى بيروت امس عنوان الدعم، ورافعته المستقبلية.
وكان بن فرحان وصل قرابة الرابعة بعد ظهر امس الى المطار واستقبله الوزير عبد الله بوحبيب والسفير وليد بخاري، للقاء الرؤساء الاربعة قبل الانتقال الى دمشق اليوم لعقد مؤتمر صحفي مع قائد الادارة السورية احمد الشرع.
وعقد الوزير السعودي بداية اجتماعاً مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، وفي مستهل اللقاء، نقل وزير الخارجية السعودي تحيات الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والرخاء.
وحسب المعلومات وجه الوزير بن فرحان دعوة شفهية الى الرئيس لزيارة المملكة العربية السعودية حيث سيصار إلى توقيع أكثر من 22 اتفاقية بين البلدين.
وأكد الوزير بن فرحان حرص القيادة السعودية على أن يعود لبنان كما كان نبراساً في المنطقة ونموذجاً للتعايش والازدهار، منوهاً بقيادة الرئيس عون وبخطاب القسم الذي وضع البوصلة في الطريق الصحيح. وأكد أن المملكة ستكون إلى جانب لبنان وستتابع مسيرته الجديدة خطوة بخطوة، وستعمل مع شركائها في هذا الاتجاه.
ورد الرئيس عون إلى أن خطاب القسم كُتب ليُنَفذ، لاسيما وأنه عكس إرادة الشعب اللبناني وتحدث بلغته، آملاً أن يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان من جديد. كما حدد أولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة بإعادة الإعمار، ومعالجة الوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسَّسات الأمنية.
وأكد الوزير السعودي في هذا السياق على أهمية الإصلاحات التي تعتزم الحكومة الجديدة القيام بها بعد تشكيلها، لافتاً إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منفتح على الاقتراحات التي تنقل لبنان إلى مستقبل زاهر، مشيراً إلى أن القيادة السعودية تتطلع إلى لقاء قريب مع الرئيس عون لوضع أسس التعاون بين البلدين، ومعتبرا أنه «بالرغم من التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة إلا ان المملكة تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي.
وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، ادلى وزير الخارجية السعودي بالتصريح الآتي: نقلت لفخامته تهنئة وتحيات خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمناسبة انتخاب فخامته رئيسا للجمهورية، وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان لتحقيق ما يتطلع إليه شعبه من استقرار وتقدم ورخاء.
أضاف: بحثت مع فخامته مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكدت له باستمرار وقوف المملكة إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق. كما اعربت له عن إيماننا بأهمية الإصلاحات التي تحدث عنها فخامته في سبيل تجاوز لبنان لأزماته. وثقتنا كبيرة بقدرة فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء المكلف بالشروع في الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن واستقرار ووحدة لبنان.
وتابع: كما تطرقت خلال حديثي مع فخامته إلى أهمية الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار، بما يشمل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وأكدت على أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة.
وختم بالقول: بالرغم من التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة إلا ان المملكة تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي. ونحن متفائلون بتكاتف القيادة اللبنانية لاغتنام الفرصة والعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته.»
كما التقى بن فرحان رئيس المجلس نبيه بري، بحضور مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف بالملف اللبناني الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان والسفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، حيث جرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية. وعقب انتهاء اللقاء غادر الوزير السعودي عين التينة من دون الادلاء بأي تصريح.
وزار الوفد السعودي ايضا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في خلال الاجتماع تمنى ميقاتي «أن تكون زيارة الوزير فاتحة لعودة جميع الاخوة السعوديين الى لبنان».وقال:مع بداية عهد الرئيس جوزاف عون وتكليف الرئيس المكلف نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، فاننا نتطلع بأمل الى احتضان المملكة لبنان ودعمه في كل المجالات في مرحلة النهوض والتعافي.
... في قريطم
وعند السادسة والنصف استقبل الرئيس سلام في دارته في قريطم الوزير بن فرحان، في حضور الموفد السعودي يزيد بن فرحان والسفير السعودي وليد البخاري.
وهنأ بن فرحان الرئيس المكلف بتكليفه، واكد وقوف المملكة الى جانب لبنان، متمنيا على اللبنانيين بتغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة والسير بالاصلاحات المطلوبة.
واكد الرئيس سلام على اهمية الزيارة، مشيرا الى فرصة استثنائية امام لبنان يجب عدم تفويتها، وانه يعمل بالتعاون الكامل مع الرئيس عون.
والكويتي اليوم
ويصل ظهر اليوم الجمعة الى بيروت وزير خارجية الكويت السيد عبدالله علي اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد جاسم محمد البديوي ويستقبلهما وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب في مقر الخارجية و يلي اللقاء مؤتمر صحافي.
رئيس لجنة المراقبة في عين التينة
وقبل 48 ساعة من موعد الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي علي حمدان حيث جرى عرض للأوضاع والمستجدات الميدانية حول الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان وخروقات إسرائيل لإتفاق وقف إطلاق النار والقرار ١٧٠١.
وفي المعلومات ان بري ابلغ الجنرال الاميركي ان اهالي القرى الحدودية سيعودون الى قراهم الاحد، أياً كانت النتائج، ولو تحت النار، وأن لا احد في لبنان والعالم بإمكانه تغطية بقاء الاحتلال ولو دقيقة واحدة.
وتفقد اهالي الناقورة منازلهم السالمة والمدمرة تمهيدا للعودة الدائمة بدءاً من بعد غد الاحد.
حزب الله يدعو السلطة لمواكبة الأيام الأخيرة من مهلة الـ60
ودعا حزب الله السلطة السياسية في لبنان الى الضغط على الدول الراعية للاتفاق، الى التحرك بفعالية ومواكبة الايام الاخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الاراضي اللبنانية، وعدم افساح المجال امام أية ذرائع او حجج، لإطالة امد الاحتلال.
واكد الحزب انه من المفترض في الايام القادمة بالانسحاب التام، ولن يكون مقبولا اي اخلال بالاتفاق والتعهدات، ودعا الى الالتزام الصارم الذي لا يقبل اية تنازلات. واعتبر ان تجاوز مهلة الـ60 يوما هو تجاوز فاضح للاتفاق، وامعانٌ في التعدي على السيادة اللبنانية.
وحسب مصادر الامم المتحدة، فإن «القوات الاسرائيلية» ابلغت لجنة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار انها تحتاج الى البقاء وقتاً اضافيا في القطاع الشرقي، لكنها ستغادر القطاعين الاوسط والغربي نهائياً في اليومين المقبلين، قبل يوم بعد غد الاحد، مع انقضاء مهلة الـ60 يوماً.
وحسب القناة 13 الاسرائيلية فإن بنيامين نتنياهو طلب من ادارة ترامب على الابقاء على خمس بؤر استيطانية اسرائيلية في جنوب لبنان.
وكان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر (كابينيت) بحث مساء امس مسألة انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. وأكدت الحكومة الإسرائيلية ان إتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله «لا يتم تنفيذه بالسرعة الكافية». واعتبرت ان الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل انتشرا في مواقع حزب الله بحسب الاتفاق ونريد استمرار اتفاق وقف النار مع حزب الله.
ونقل عن دبلوماسيين أن الجيش الإسرائيلي سيظل متواجدا في أجزاء من جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة 60 يوما. وأن الرئيس جوزاف عون تباحث مع مسؤولين أميركيين وفرنسيين بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية قبل ذلك ، ان رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تأخير تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان بسبب ضغوط وزير المالية يسرائيل سموتريتش.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين: إن عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يعرض إنجازات الحرب للخطر ويعيد حزب الله لبناء قوته. وان تقديراتنا أننا لن ننسحب من كل الجنوب اللبناني حتى يوم الأحد وبقاؤنا مشروط بالتنسيق مع إدارة ترامب.