هل تعرقل المعارضة الحكومة على خلفيّة حقيبة المال؟
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"يحاول بعض القوى السياسية "تنغيص" فرحة اللبنانيين، والصدمة الإيجابية التي تلقوها بعد طول انتظار بانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، ومن ثم تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة العهد الأولى، من خلال التنقير والقصف على مهمة سلام ربطاً بموضوع إسناد حقيبة المال للثنائي الشيعي، فيما البعض لم يدرك ما يجري في البلد من ظروف هي الأصعب في تاريخه، بعد انهيار الوضع الاقتصادي والسياسي نتيجة المنظومة الحاكمة منذ ما بعد الطائف، وما خلفته من أضرار جسيمة على اللبنانيين، وصولاً إلى تداعيات الحرب الأخيرة وسقوط النظام السوري والتحولات والمتغيرات. هذه الصدمة شكلت منطلقاً لإعادة النهوض بالبلد، فيما من يواكب دور ومهمة الرئيس سلام، يدرك بامتياز أن الرجل لا يدير أذنه لما يقوله هذا وذاك، بل يصل الليل بالنهار وينتقي الوزراء "بميزان الذهب"، وكان حاسماً مع كل من أرسل له "CV" لتوزير المقربين منه ومنهم رؤساء كتل ومرجعيات وزعامات سياسية، فاختار الأفضل وما زال يقوم بهذه المهمة، ولا يقبل أن يملي أو يفرض عليه أحد، فهو كما قال ليس صندوق بريد. كما أن خطاب القسم كان واضحاً للرئيس عون، عندما دعا إلى المداورة، لكنها حكومة العهد الأولى، وهو يسعى للوصول إلى التوليفة المقبولة والتي بالإمكان الاعتماد عليها، فلا يساير هذا الطرف أو ذاك، ولم يعد أحد بوزارة المال أو بأي حقيبة أخرى، إلا أن بعض المعارضة استعجلت بالانتقادات وسوى ذلك، فثمة لعبة توازنات يجب الحفاظ عليها في هذه المرحلة بعد الحرب وتداعياتها، وما يمكن أن تؤدي إليه من اهتزاز في البنية الداخلية وما لا تُحمد عقباه.
في السياق، منذ التكليف وانتهاء الاستشارات غير الملزمة، وعضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة يؤكد لـــ"النهار"، "أننا قلنا للرئيس نواف سلام لن نتعبك، بل نترك الخيارات لك، وإنجاز مهمتك وكل التوفيق، فنحن نعرفك حق المعرفة ومن أيّ طينة جئت إلى رئاسة الحكومة، ومن أيّ خلفية، فتاريخك ناصع"، لذلك يضيف حمادة، "قدمنا له بعض الأسماء التي هي موضع فخر واعتزاز بالكفاءة والشفافية، وعليه أن ينتقي منها دون أن ندخل في التفاصيل، بل تركنا الخيار أولاً وأخيراً للرئيس سلام".
مصدر بارز في حزب القوات اللبنانية أكّد لـــ"النهار"، أنّ المنحى إيجابي والتعاطي تبدل مع أداء كل من رئيسي الجمهورية والحكومة جوزف عون ونواف سلام عما كان يحصل في الماضي، إذ كان قبل التأليف يحسم الأمر عندما يعطي رئيس مجلس النواب نبيه بري أسماء الوزراء الشيعة وتنتهي المسألة، لذلك يجب أن يدرك الجميع، وفق الطائف، أن وزارة المال هي وزارة تقنية، وليس من توقيع رابع أو كل ما يقال في هذا الإطار، ويمكن تأكيد هذا المعطى المتقدم الذي بلغته الأمور، ولهذه الغاية ندعم رئيسي الجمهورية ورئيس الحكومة بعيداً عن كل ما يجري، فاللقاءات تحصل والأمور متقدمة على صعيد التأليف وفق آليات مغايرة عن المراحل السابقة، ويخطئ من يظن أننا سنعرقل مسيرة الحكومة وسوى ذلك، على خلفية وزارة المال أو سواها، ومن المبكر الحديث أو تقييم الأداء. سنراقب وننتظر.
ويضيف المصدر: الثنائي ينطلق على خلفية أنه لم ينهزم وعضلاته ما زالت موجودة ليظهر ذلك لبيئته الحاضنة، من خلال التأليف وفرض بعض الوزراء وحقائب معينة فهذا كل ما يحصل .