من الصحف

زيارتا وزيري خارجية السعودية والكويت لبيروت عنوان الزخم الخليجي العائد والدعم للمرحلة الطالعة

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"عادت الحركة الديبلوماسية إلى عزّها في لبنان من خلال زحمة الموفدين الدوليين والخليجيين والعرب عموماً، ما يؤكد المؤكد أن لبنان يستعيد عافيته بعد التغيير الكبير الذي أدى إلى انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل حكومة العهد الأولى.
 وفي سياق "الطحشة" الديبلوماسية باتجاه لبنان، فالأبرز والأهم باعتقاد الكثيرين من محللين ومواكبين ومتابعين، يتمثل بزيارتي وزيري خارجية المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الأمير فيصل بن فرحان وعبد الله آل يحيى لبيروت نظراً إلى العلاقة التاريخية التي تربط لبنان بالرياض والكويت، ولما لهما من دور مؤثر في حقبة الثمانينيات من خلال اللجنة العربية الثلاثية، حيث كان قطبها وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، وأمير الكويت الراحل الذي كان وزيراً للخارجية حينها الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح.
 في السياق، وعلى خط زيارة وزير الخارجية السعودي لبيروت، أواخر الأسبوع الحالي، إن لم يطرأ أي تعديل، بعدما تردد سابقاً أن الأمير فيصل بن فرحان سيأتي إلى لبنان، وذلك كان قبل الاستحقاق الرئاسي، فإن الأمر اقتصر على الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، وبالتالي السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، لكن بالنسبة للزيارة فالواضح أنه كان للمملكة العربية السعودية دور أساسي ومؤثر في وصول العماد جوزف عون إلى قصر بعبدا، وهذه مسألة لا تحتاج إلى أيّ اجتهادات دون إغفال أن الرئيس عون سبق أن زار المملكة قبل انتخابه رئيساً، وصولاً إلى أن زيارته الأولى للخارج ستكون للرياض، ما يشير إلى أن السعودية عادت إلى الساحة اللبنانية بقوة. وثمة معلومات تؤكد أن السفير السعودي وليد بخاري باقٍ سفيراً للمملكة في لبنان، في ظل هذه الأجواء، نظراً إلى دوره وحضوره، خصوصاً أن العلاقة مرت في فترات صعبة وقاسية، واستطاع أن يبقي على هذه العلاقة، حيث اتخذت تدابير حازمة آنذاك لضبط عمليات التهريب من لبنان إلى المملكة، في عزّ نفوذ محور الممانعة. لذا فإن بقاءه في لبنان سيكون له دور لمواكبة ومتابعة الاتفاقات الموقعة بين لبنان والسعودية، إلى سلسلة مشاريع كثيرة تنتظر التوقيع مع الحكومة العتيدة، ومؤتمر الدول المانحة وتطوير العلاقة بين البلدين.  وعلى هذه الخلفية، فزيارة وزير الخارجية السعودي للعاصمة اللبنانية وإن كانت للتهنئة، فإن أبعادها كبيرة وفق معلومات خليجية في بيروت تؤكد أن السعودية ستدعم العهد والحكومة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية، وصولاً إلى إمكان رفع الحظر قريباً عن الرعايا السعوديين الذين يرغبون في التوجه إلى لبنان، ما سيسري على سائر دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا بحد ذاته سيكون له أثره الكبير في تطوير الحركة السياحية، بحيث تؤكد مصادر الرياض في العاصمة اللبنانية، أن هناك سلسلة خطوات كبيرة ومهمة سيشهدها لبنان في إطار الدعم السعودي المرتقب، وزيارة بن فرحان للبنان دليل قاطع على هذا المعطى .
أما على خط زيارة وزير الخارجية الكويتي فيشار بداية، إلى أن الكويت تترأس الدورة الخامسة والأربعين لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال صندوق التنمية الكويتي كان لها دور بارز في دعم سلسلة مشاريع في لبنان، وصولاً إلى العلاقة المتينة بين بيروت والكويت، ولطالما شهد لبنان جهوداً ديبلوماسية كويتية في مراحل مفصلية في السبعينيات والثمانينيات ومحطات أخرى، ما يعني أن الزيارة تصب في خانة تأكيد حرص الكويت ودعمها للعهد والحكومة، ما يشي بأنها تتماهى وتتناغم مع الدعم السعودي والخليجي والدولي بشكل عام.
ويبقى أخيراً، وفق معلومات مؤكدة، أن ثمة مفاجآت إيجابية ستتوالى فصولها بعد زيارة بن فرحان لبيروت، والزيارة المتوقعة لرئيس الجمهورية جوزف عون للمملكة العربية السعودية.