سلام متمسك بصلاحياته: لست «ليبان بوست»... عقبات امام التأليف؟
التعيينات الأمنية على نار حامية... هل تبدأ المداورة من المراكز الهامة؟
ماكرون لفريقه: مؤتمر لإعادة الاعمار في بيروت بحضور دولي
الاحداث- كتبت صحيفة "الديار": الى بعبدا حمل الرئيس المكلف مسودة تشكيلته الاولى لمناقشتها مع رئيس الجمهورية، وقد ضمت توزيعة للحقائب على الكتل وفقا للاتصالات الاولية، مبقية على الضبابية لجهة عدم حسمه لعدد وزرائها، رغم ميله الى حكومة 24، او لجهة «حصرية» الحقائب، حيث لا حقيبة حكر على احد او ممنوعة على طرف»، قد يكون نتيجة تداخل المصالح الإقليمية والمحلية وتباين الرؤى بين الكتل السياسية.
ووفقا لاجواء المشاورات والمباحثات والاتصالات، وما يرشح عنها من تسريبات، يبدو ان جوا من «الارباك» يسود، نتيجة التحديات الصعبة الناتجة من التوازنات السياسية والطائفية، التي درجت الحكومات السابقة على مواجهتها تقليديا، مع تحولها الى صورة مصغرة عن المجلس النيابي، بعد رفض غالبية القوى لحكومة تكنوقراط.
فطريق التاليف على ما تبينه احاديث الكواليس، لا يبدو خاليا من المطبات والمطالب والمحاصصات، مع محاولة مختلف الافرقاء، تحصيل ما خسروه في رئاسة الجمهورية، من خلال حصصهم الوزارية، في حكومة العهد الاولى التي يبقى التحدي الاساس امامها انجاز الاستحقاقات الدستورية من بلدية ونيابية، مع ما تحمله معها من آمال في التغيير، كبداية لاصلاح حقيقي وجدي.
في هذا الاطار تبرز تسريبات وتركيبات بالجملة، منها بهدف حرق اسماء، تارة، وجس نبض، طورا، ليتارجح الاعلان عنها بين من يضغط باتجاه اصدارها قبيل زيارة الوفد السعودي الى بيروت الخميس، فيما، يرى كثيرون ان الامور بحاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات، قبل بلورة الصيغة النهائية، التي قد لا تنتهي حتى قبل الاحد، رغم ان الاتصالات بين رئيس الجمهورية، الذي يركز نشاطه على استحقاق وقف النار، والرئيس المكلف المنكب على التشكيل، مفتوحة على مدار الساعة.
سلام في بعبدا
وتحت هذا العنوان جاءت زيارة الرئيس سلام الى القصر الجمهوري امس، حاملا معه تصورا اوليا مكتوبا، لتوزيعة وزارية، ناقش تفاصيلها مع رئيس الجمهورية، قبل ان يعلن بعيد خروجه من الاجتماع الذي دام لاكثر من ساعة مصرحا للاعلاميين، بان تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة ونعمل مع الرئيس على ألا يتأخر أكثر من ذلك، وأؤكد التزامي بالمبادىء التي حددتها في كلمتي الأولى وكنت وما أزال ضد المحاصصة.
واردف سلام «أريد الحكومة اليوم قبل الغد، كما أؤكد أنني ملتزم تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستورية، وربما تلاحظون أن أسلوب العمل جديد لكن علينا أن نتعلم احترام الدستور احترامًا كاملًا». واكد ان «المهام كبيرة والحكومة الجديدة لن تستغرق وقتاً لتشكيلها، ونعمل على عدم تأخير ذلك وكل ما يُقال عن هذا السياق يقع في باب الاشاعات».
واكد ان الحكومة التي نريدها هي حكومة إصلاح ووفية لتطلعات اللبنانيات واللبنانيين، ولن تأخذ أشهرًا كما الحكومات السابقة، ونتطلّع إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن ولن يأخذ التشكيل أشهرا كما قبل».
وذكر بان هناك آلية ومسؤوليتي تشكيل الحكومة، وأنا على تواصل مع الكتل وأتداول وأتشاور معها، لكنني أنا من يشكلها ولست «LibanPost»، ولم ألتزم بإعطاء أي حقيبة «لفلان أو لفليتان» وحقيبة المال كسائر الحقائب ليست حكرًا على أحد وليست ممنوعة عن أي طائفة.
عقبات التاليف
وفيما بدا رئيس الحكومة متمسكا بصلاحياته، برزت الى الواجهة، سلسلة من المطبات، وفقا لمصادر متابعة ابرزها:
• بروز عامل جديد خلال الساعات الماضية تمثل في رغبة رئيس الجمهورية بتسمية وزير شيعي مقابل وزير مسيحي للثنائي، وهو ما قد يصطدم «بتمني الثنائي» الابقاء على كامل الوزراء الشيعة من حصته، كضمانة، من خلال امساكه بورقة الميثاقية داخل الحكومة، حيث علم ان الرياض وباريس غير معارضتين لهذا الاتجاه.
علما ان حديثا يدور حول اتفاق على المداورة بين الوزارات السيادية الثلاث الاخرى (دفاع، داخلية، خارجية)
-اشكالية استجدت مع ابتعاد كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عن المطالبة بوزارة الطاقة، وهو ما قد يؤدي الى اعتذار التيار الوطني الحر عن المشاركة، في حال عدم اعطائه التربية بعدما باتت وزارة الاشغال من حصة بيك المختارة.
-مشكلة درزية، حيث يطالب الاشتراكي بوزارة الاشغال، التي سيكون لها دور كبير في الفترة المقبلة، في مجال اعادة الاعمار، وفي حال تعذر ذلك ستمتنع المختارة عن تحديد اسم الوزير المحسوب من حصتها، تاركة الامر لرئيس الحكومة، دون ان يعني ذلك اعتذارا عن المشاركة.
-الحصة السنية التي تردد انه سيتقاسمها كل من : رئيس الحكومة (وزيران)، كتلة التوافق الوطني (وزير)، كتلة الاعتدال الوطني (وزير)، رئيس الجمهورية (وزير)، اضافة الى حديث عن تمثيل التغييريين (وزير).
التعيينات الادارية والامنية
وفي موازاة المفاوضات لانضاج الطبخة الحكومية، انطلقت في الكواليس ورشة ناشطة لانجاز التعيينات على اختلافها، وفق اجندة مواعيد واوليات حددها الرئيسان، علم وفقا للمتابعين انها ستتقدم مشهدها، تعيينات امنية وعسكرية شاملة مع حركة تشكيلات في الاجهزة الامنية والعسكرية، وصفت بانها قد تكون الاكبر في تاريخها، فضلا عن ملء الفراغ في الجسم القضائي استعدادا لتحضير تشكيلات قضائية واسعة، في وقت بدا فيه تعيين حاكم لمصرف لبنان، عالقا عند امرين: الاول، التسريبات عن ابقاء الموقع من حصة الشيعة، تطبيقا لمبدأ المداورة الذي تحدث عنه خطاب القسم، وبالتالي تثبيت الحاكم بالانابة وسيم منصوري في موقعه، والثاني، اعتذار الوزير السابق جهاد ازعور، والمصرفي سمير عساف، عن تولي المركز، بعد مفاتحتهما من قبل جهات خارجية.
الزيارات الخارجية
ويشهد هذا الاسبوع زيارتين بارزتين الى بيروت لكل من وزيري خارجية السعودية والكويت برفقة امين عام مجلس التعاون الخليجي، حيث علم ان الامير بن فرحان سيشارك في حلحلة بعض الاشكالات التي تعترض عملية التاليف.
الى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية ان الوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لجهة الدعوة الى مؤتمر لدعم لبنان، فسيقام في بيروت على هيئة معرض يتحدث عن إعادة الإعمار، يشارك فيه رؤساء دول وحكومات، حيث حدد موعده مبدئيا بين السادس والتاسع من ايار.
من جهتها تعقد لجنة خماسية باريس اجتماعا وداعيا لها في بيروت، بعدما انجزت المهمة الموكلة اليها لجهة المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية.
الوضع جنوبا
اما في الميدان الجنوبي، فالامور عسكرياً لا تبشر بالخير. ففي حين اعلن رئيس الأركان هرتسي هاليفي استقالته متحملاً مسؤولية إخفاقات الجيش في 7 تشرين الأول محددا 6 آذار موعدًا لانتهاء مهامه، ومثله قائد المنطقة الجنوبية، واصل جيش الاحتلال اعتداءاته، وسط معلومات عن ان انسحاب العدو الاسرائيلي الكامل، من الاراضي اللبنانية لن ينجز مع انتهاء مهلة الستين يوما، وفقا للمعطيات الديبلوماسية الاميركية والفرنسية، بعدما احتجت «تل ابيب» بان خططها في هذا الخصوص لم تكتمل وفقا لما ابلغت به المعنيين في عواصم القرار.
مصادر وزارية رات ان العدو يحاول خلق الحجج والمبررات لتمديد احتلاله، في محاولة احادية منه لتنفيذ القرار 1701 على طريقته في منطقة جنوب الليطاني، رغم كل الضغوط الدولية الممارسة من اكثر من جهة، والتي لم تنجح حتى الساعة في تحقيق اهدافها، لفترة غير طويلة، وهو ما يرفضه الجانب اللبناني حتى الساعة، ما يطرح التساؤلات حول طبيعة الوضع الذي ستكون عليه الامور الاثنين المقبل.
وتابعت المصادر، بان هدف «اسرائيل» المخفي، هو استكمال تدمير قرى الشريط الحدودي بالكامل، بما فيها البنية التحتية لجعله غير صالح لعودة السكان اليه، وبالتالي خلق منطقة عازلة، حددتها التغريدات الصادرة عن الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي، خصوصا ان «تل ابيب» سبق وابلغت الاميركيين بانها لن تسمح بعمليات الاعمار قبل التاكد الكامل من تنفيذ القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني.
عليه يبقى السؤال: كيف سيرد حزب الله، الذي حذر قياديوه اكثر من مرة من انه في اليوم ال 61 كلام آخر، تزامنا مع انتشار مناشير وبيانات مجهولة المصدر في مناطق جنوبية تدعو الى المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال؟ والاهم هل تنفجر الحرب من جديد؟ المصادر الوزارية تؤكد ان اتصالات تجري على ارفع المستويات لاحتواء الموقف، خصوصا انه ليس من مصلحة لبنان انهيار الاتفاق، مع انطلاقة العهد الجديد، وفي ظل التغييرات التي تشهدها الولايات المتحدة، بعد التهديدات التي اطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، حول «جهنم شرق اوسطي».
ماليا
في غضون ذلك، يستمر تثبيت سعر صرف الدولار، وفقا للسياسة التي رسمها حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، والتي سمحت للبنك المركزي بتحقيق فائض من العملات الصعبة، من السوق المحلي، في انتظار انجاز استحقاق الاصلاحات المالية والاقتصادية، ليبدأ معها تطبيق خطة التعافي، وبالتالي خفض سعر الصرف بالتدريج بما يتلاءم مع قيمته الحقيقية نتيجة العرض والطلب، تلافيا لاي خضات.
وعلى هذا الصعيد، علم ان المملكة العربية السعودية تتجه نحو وضع وديعة مالية بقيمة ملياري دولار في المصرف المركزي، دعما للاستقرار المالي، فور انطلاق الحكومة في ورشتها الاصلاحية، كمقدمة لانشاء صندوق خليجي خاص بمساعدة لبنان تموله دول مجلس التعاون الخليجي، ويتم صرف امواله ضمن آليات صارمة ومحددة لضمان الشفافية.
الكهرباء
ومع انطلاق العهد الجديد، شهد المواطنون تحسنا في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، اعادته وزارة الطاقة الى اكتمال الخطة التي كان سبق ووضعتها، مع دخول مجموعات جديدة على الشبكة في كل من معملي الذوق والجية، بعدما تمكنت مؤسسة كهرباء لبنان من تامين فائض مالي نتيجة الجباية لتمويل عملية شراء الفيول اويل، ما سمح بتامين حوالى خمس ساعات من التغذية.
غير ان مصادر معنية كشفت عن خشيتها من أن تؤدي الازمة الاقتصادية التي يمر بها العراق، الى وقف العمل باتفاقية الفيول المنجزة بين بغداد وبيروت، ما سيؤدي حينئذ الى تراجع ساعات التغذية بحدود اربع يوميا، وهي التي تسمح كميات الفيول العراقي بانتاجها.
امتحان 14 شباط
وفي ظل اعادة رسم التوازنات والخارطة السياسية اللبنانية، سيكون تيار المستقبل ورئيسه امام امتحان جديد في ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث باشر «الازرق» اتصالاته بمفاتيح المناطق، في حملة تجييش واستنهاض لقواعده الشعبية ومؤيديه، تحت شعار «رجعنا لساحتنا»، وهو ما قرأ فيه كثيرون رسالة واضحة للشارع السني الداخلي بداية، وللمملكة العربية السعودية، التي لا يزال تواصلها معه مقطوعا، ثانيا، عشية القرار المبدئي للشيخ سعد بالعودة «الجزئية» الى بيروت، استعدادا لخوض الاستحقاقات الانتخابية، والوجود على الساحة السياسية بعد اعتكافه الطويل.