من الصحف

مؤشرات سلبية تستبعد الاتفاق... مجزرة جديدة في بيروت والتوغّل البرّي يتوسّع

الاحداث- كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: تبخرت الأجواء التفاؤلية على خط إحراز تقدّم ملموس في الاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار، وسط معلومات ديبلوماسية عربية عن فشل المفاوضات، حيثُ أنَّ الإفراط في الوحشية الإسرائيليّة والتصعيد غير المسبوق كانا دليلاً قاطعاً على أن لا جديّة لدى العدو بوقف الحرب، ورغبته في الاستمرار بارتكاب المجازر بحقّ اللّبنانيين.

فاجعة وسط بيروت

في الأثناء، استيقظت بيروت فجر السبت على فاجعة هزّت منطقة فتح الله في حي البسطة الفوقا، حيثُ شنَّ العدو غارة عنيفة دون سابق إنذار، باستخدام صواريخ خارقة للتحصينات سُمع دويها في مناطق مختلفة، ما أدّى إلى استشهاد وجرح العشرات. وإذ كشفت وسائل إعلام معادية أنَّ المستهدف في الغارة هو رئيس قسم العمليات في "الحزب" محمد حيدر، الذي كان يوصف بالعقل الأمني الاستراتيجي لحزب الله، إلّا أنَّ محاولة اغتياله باءت بالفشل، فحسب ما ورد في الإعلام الإسرائيلي أنه لم يتمّ التأكد حتى الآن من مقتله.

توازياً، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري، خلال تفقده الأضرار الهائلة التي خلفتها الغارة الاسرائيلية على منطقة البسطة، أنَّ "ليس هناك أي شخصية حزبية لا عسكرية ولا مدنية في المبنى المستهدف في بيروت"، مشدداً على أن "كل الاستهدافات في بيروت كانت ضد المدنيين، إنما لن يستطيع العدو الاسرائيلي كسر إرادة الأهالي والنازحين في بيروت".

تصعيدٌ جنونيّ

إلى ذلك، بدا التصعيد الجنونيّ في الغارات العنيفة التي استهدفت مناطق الضاحية الجنوبية، امتداداً إلى صور والبقاع وبعلبك، ما يقطع الشكّ باليقين بأنَّ إسرائيل ماضيةٌ في خطتها التصعيدية المتدحرجة بمعزل عن أيّ تأثير للجهود الجارية.

نوايا العدو الإجراميّة أكّد عليها تصريح وزير الدفاع الإسرائيليّ، إذ زعمَ أنَّ الضربات التي يتلقاها "الحزب" يمكن أن تأتي بنتيجة مذهلة، مشدداً على "مواصلة التحرك بحزم ضد حزب الله"، ولافتاً إلى "وضع شروط تضمن أمننا ويجب التأكد من عدم عودة حزب الله والتفاصيل الأخيرة للاتفاق تتعلق بهذا".

تقدّم خطير

على صعيد متصل، تواصل إسرائيل تصعيد العمليات لعزل المناطق وقطع خطوط الإمداد عن "حزب الله"، حيث أفادت المعلومات عن "محاولة التفاف جديدة" نفذتها القوات الإسرائيلية من جهة نبع إبل السقي التي تؤدي إلى الأحياء الشمالية لمدينة الخيام، عبر تحرك لعدد من الجرافات والدبابات، انطلاقاً من وطى الخيام شرقاً في ظل سماع أصوات انفجارات ورشقات رشاشة في المحيط. 

المعلومات أفادت أيضاً بأن عدداً من آليات الجيش الإسرائيلي "غادر من شرقي الخيام باتجاه الوطى ومنها نحو منطقة الوزاني" الواقعة في الجنوب الشرقي.

وبذلك، يحاول العدو في خطته للتقدم البري في بلدة الخيام تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع، وفق ما يرى المراقبون، إذ إن خطة الجيش لا تقتصر في الخيام على التوغل البري فقط، بل شملت تنفيذ عمليات تفخيخ بعض المنازل والمباني ونسفها، كما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى.

أمّا عن المعركة في دير ميماس، فقد وصلت القوات الإسرائيلية إلى تلّة لوبيا قرب كفركلا وأقامت حاجزًا عسكريًا في حين ما زال هناك عشر عائلات داخل البلدة فقط، حسب ما أعلن رئيس البلدية جورج نكد.

أبو فاعور

في المواقف، لفت عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور إلى أن الإرادة السياسية لدى العدو الاسرائيلي غير متوفرة لوقف إطلاق النار والإدارة الأميركية الحالية والمقبلة تترك رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لتحسين وضعه التفاوضي طالما تشعر أن لديه بعض الأهداف الاجرامية، مشيراً إلى أن المفاوض اللبناني ممثلاً بالرئيسين بري وميقاتي قدّم كل التسهيلات الممكنة التي تقود للوصول إلى وقف لإطلاق النار.

وإذ شدد أبو فاعور على أن المنطق الطبيعي أن يكون هناك رئيس جمهورية منتخب يفاوض بإسم الدولة اللبنانية وغياب الرئيس مسؤولية متعددة الأطراف، أكّد أن هناك تنسيقاً كبيراً بين الرئيسين برّي وميقاتي وهما يفاوضان بعقل لبنان، وما يحصل ليس حديثاً عن معاهدة بل عن تفاهم شبيه بتفاهم نيسان.

إذاً، الأمور عادت لترواح مكانها من جديد، وبالتالي مع تعنت نتنياهو وإصراره على المضي بسياسة القتل والتدمير، فإنَّ مصير أيّ اتفاق محكوم حتماً بالفشل.